ضربة استراتيجية..قراصنة إيرانيون ينجحون فى اختراق مشروع “الشعاع الحديدي الصهيونى”

- ‎فيعربي ودولي

 

 

وجه قراصنة ايرانيون ضربة استراتيجية لأنظمة الدفاع الصهيونية ما يمثل أكبر تهديد للأمن القومى الصهيونى خلال السنوات الآخيرة التى شهدت حرب إبادة فى قطاع غزة بالإضافة إلى الحرب بين دولة الاحتلال وكل من لبنان وإيران واليمن .    

كانت مجموعة قرصنة تُعرف باسم "جبهة الدعم السيبراني"، مرتبطة بشبكات إلكترونية إيرانية، قد أعلنت عن نجاحها في اختراق أنظمة شركة "مايا" الصهيونية، وهي شركة متخصصة في تصنيع المكونات الإلكترونية والميكانيكية التي تُستخدم في التطبيقات المدنية والطبية والعسكرية.في تصعيدٍ نوعيٍّ جديدٍ للحرب السيبرانية بين إيران ودولة الاحتلال ،

 هذا الاختراق، الذي جرى الإعلان عنه من خلال فيديو مصوّر نُشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، كشف عن وثائق وتصاميم ومراسلات داخلية تتعلق بنظام الدفاع الليزري الصهيوني المتطور المعروف باسم "الشعاع الحديدي" (Iron Beam)، إلى جانب مشاريع أخرى حساسة تابعة لوزارة الدفاع بدولة الاحتلال .

 

وثائق حساسة

 

واعترفت مصادر صهيونية مسئولة، بأن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى ملفات مصنفة وسرية تتعلق بنظام "الشعاع الحديدي"، الذي يُعد من أكثر مشاريع الدفاع الجوي تقدمًا في دولة الاحتلال.

وأظهر الفيديو المسرّب تصاميم هندسية ومخططات تشغيلية ومراسلات داخلية بين الشركة ووزارة دفاع الاحتلال، فضلًا عن عقود تعاون عسكري بين دولة الاحتلال ودول غربية مثل أستراليا.

هذه الوثائق، التي وُصفت بأنها حساسة للغاية، تُشير إلى أن الاختراق لم يكن سطحيًا، بل امتد إلى البنية التقنية العميقة للمنظومات الدفاعية الصهيونية.

فى سياق متصل أكدت صحيفة إلكه التركية، أن القراصنة نشروا جزءًا من هذه الوثائق على الإنترنت، مهددين بكشف المزيد من المعلومات في حال استمرار التعاون بين شركة "مايا" ووزارة الدفاع الصهيونية.

وشملت البيانات المسرّبة أيضًا معلومات عن أنظمة استطلاع للطائرات المسيّرة ومكونات صواريخ كروز ومخططات دفاعية جوية، بالإضافة إلى وثائق تطوير إلكترونية للتحكم بالمنصات الدفاعية.

 

اختراق نوعي

 

هذه التسريبات، بحسب الخبراء، تمثل اختراقًا نوعيًا للبنية الدفاعية الصهيونية، نظرًا لما تحتويه من تفاصيل تتعلق بالقدرات التكنولوجية والبرامج العسكرية الحساسة.

يشار إلى أن نظام "الشعاع الحديدي" يُعتبر ركيزة أساسية في منظومة الدفاع الجوي الصهيونية متعددة الطبقات، حيث يعتمد على شعاع ليزري عالي الطاقة لاعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ قصيرة المدى.

وتُروّج دولة الاحتلال لهذا النظام منذ سنوات باعتباره الحل الاقتصادي البديل لمنظومات الصواريخ الاعتراضية التقليدية، مثل القبة الحديدية، إذ لا تتجاوز تكلفة إطلاق الشعاع الليزري الواحد بضعة دولارات، مقارنةً بآلاف الدولارات لتكلفة الصواريخ الاعتراضية.

غير أن هذا الاختراق يثير علامات استفهام جدية حول مدى حصانة المنظومة الدفاعية الصهيونية أمام الهجمات السيبرانية، خصوصًا أن نظام "الشعاع الحديدي" لم يدخل الخدمة التشغيلية بعد، وكان يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في الدفاع ضد التهديدات الجوية منخفضة الكلفة.  

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، فإن دولة الاحتلال، رغم تفوقها التكنولوجي، تواجه اليوم تحديات غير تقليدية في ميدان الأمن السيبراني مع تطور قدرات خصومها الإقليميين، وعلى رأسهم إيران.

 

35 هجومًا سيبرانيًا

 

وكشف تقرير صادر عن منصة "كلاود سيك" المتخصصة في الأمن السيبراني، أن الفترة الممتدة بين يونيو 2024 ويونيو 2025 شهدت أكثر من 35 هجومًا سيبرانيًا شنّتها مجموعات إيرانية ضد أهداف صهيونية شملت مؤسسات حكومية وعسكرية وبنى تحتية استراتيجية.

وقالت المنصة ان هذه الهجمات تنوعت بين عمليات حجب الخدمة (DDoS) وتسريبات بيانات وحملات تضليل رقمي، في حين لم تتجاوز الردود الصهيونية سوى أربع إلى خمس عمليات مضادة، ما يعكس فجوة واضحة في منظومة الاستجابة بدولة الاحتلال.

 

ضربة استراتيجية

 

واعترفت صحيفة إسرائيل هيوم بأن الاختراق الأخير، يُعد الأوسع والأكثر تعقيدًا من نوعه، حيث طال هذه المرة قلب الصناعات الدفاعية وليس مجرد مواقع إعلامية أو منصات حكومية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما حدث يمثل "ضربة استراتيجية" تمس جوهر الأمن القومي الصهيوني، في ظل تزايد استهداف البنية التحتية العسكرية والصناعية من قبل مجموعات سيبرانية إيرانية.

 

مكونات دقيقة

 

هذا الاختراق، الذي تزامن مع مرحلة تجريبية حساسة لنظام "الشعاع الحديدي"، قد يدفع دولة الاحتلال إلى إعادة تقييم منظومتها الدفاعية من جذورها، ليس فقط على المستوى التقني، بل أيضًا على مستوى أمن المعلومات وسلامة سلاسل التوريد والتعاون مع القطاع الخاص .

وقال خبراء ان شركة "مايا"، وإن لم تكن بحجم شركات عملاقة مثل رفائيل أو إلبيت، إلا أنها تلعب دورًا محوريًا في تصنيع مكونات دقيقة تُستخدم في أنظمة تسليح حساسة، ما يجعلها هدفًا مثاليًا لهجمات الاختراق عالية الدقة.

وبحسب صحيفة الإندبندنت، فإن إيران سبق أن نجحت في اختراق جزئي لمنظومة "القبة الحديدية" قبل أعوام، وهو ما يُظهر أن الحرب السيبرانية أصبحت امتدادًا مباشرًا للحرب الجوية.

 

سباقً محموم

 

وقالت الصحيفة انه مع تصاعد وتيرة هذه الهجمات، تجد دولة الاحتلال نفسها أمام ضغط مزدوج: من السماء ومن الشبكات الرقمية، في معركة تتجاوز الميدان التقليدي لتطال الأعصاب الرقمية للأمن القومي.

وأشارت إلى أن الحرب التقليدية تتقاطع اليوم مع وسائل الحرب السيبرانية، ولذلك لم تعد الأنظمة الدفاعية محصنةً فقط بالدروع والصواريخ والليزر، بل أصبحت بحاجةٍ إلى تحصين رقمي متين يوازي أهميتها الاستراتيجية.

وشددت الصحيفة على إن اختراق "الشعاع الحديدي" لا يُعد مجرد تسريبٍ للمعلومات، بل إنذارًا واضحًا بأن التفوق التكنولوجي وحده لا يكفي، وأن الأمن السيبراني بات أحد أعمدة الأمن القومي الحديثة.

وتوقعت أن تشهد المرحلة المقبلة سباقًا محمومًا نحو بناء منظومات ردع رقمية، إلى جانب الاستثمارات المتزايدة في حماية البنى الدفاعية من الهجمات غير المرئية موضحة أنه فى الوقت الذى تواصل فيه دولة الاحتلال مراجعة استراتيجيتها الرقمية، تُظهر إيران أنها لم تعد مجرد لاعب في ساحة الحرب السيبرانية، بل أحد مهندسيها الأساسيين في الشرق الأوسط.