مع تصاعد العمليات العسكرية في مدينة الفاشر ..الأمم المتحدة تطالب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بوقف القتال

- ‎فيعربي ودولي

 

تواصلت الأعمال القتالية اليوم في مدينة الفاشر بولاية دارفور غربي السودان بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع،  ما أدى إلى مقتل المئات من أهالي المدينة وتدمير الممتلكات والمباني والمرافق العامة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين بمثابة حرب إبادة تجري على أرض السودان .

و أصدرت وزارة الصحة السودانية، اليوم الخميس، بياناً قالت فيه: إن "قوات الدعم السريع قتلت 12 كادراً طبياً بمدينة بارا في شمال كردفان".

يأتي ذلك في ضوء استمرار التصعيد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي يتحمل عواقبه أبناء الشعب السوداني، فيما دعت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الجانبين إلى وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية .

 

وقف القتال

 

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري الأخير في الفاشر، بولاية شمال دارفور، في السودان.

وقال جوتيريش، في تصريحات  صحفية اليوم الخميس : على مدى أكثر من 18 شهرًا، كانت الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور بؤرة معاناة، حيث حوصر مئات الآلاف من المدنيين بسبب حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع.

وجدد دعوته إلى الوقف الفوري للحصار والأعمال العدائية، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى جميع المدنيين المحتاجين.

كما حث جوتيريش القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على اتخاذ خطوات سريعة وملموسة نحو التوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات.

 

إبادة جماعية

 

وأكد الدكتور محمد محمود مهران، عضو الجمعية المصرية للقانون الدولي، أن مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني تشهد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وسط صمت دولي وصفه بـ"المريب"، يذكّر بتقاعس العالم خلال مآسي رواندا والبوسنة.

 وقال مهران في تصريحات صحفية : إن "المدنيين يتعرضون لقتل ممنهج واغتصاب جماعي وتهجير قسري ونهب للممتلكات، في ظل حصار يمنع عنهم الغذاء والدواء والماء، مؤكداً أن استهداف المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي".

وأشار إلى أن الجرائم المرتكبة تتطابق مع معايير جريمة الإبادة الجماعية المنصوص عليها في اتفاقية 1948، محذراً من استخدام التجويع والعنف الجنسي كسلاح حرب، لأن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

ودعا مهران المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف المجازر، محدداً ست خطوات عاجلة تشمل وقف إطلاق النار، نشر قوات حفظ سلام، فتح ممرات إنسانية، إحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية، فرض عقوبات على القادة المسؤولين، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق الأدلة.

 

المساعدات الإنسانية

 

وطالب المنسق الأممي للإغاثة، اليوم الخميس، بإيقاف القتال في السودان وتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف": إنهم "قلقون إزاء الصور والتقارير القادمة من الفاشر".

وأكدت المنظمة الأممية أن تصاعد القتال تسبب في  حصار آلاف الأطفال محذرة من أن نحو : 130 ألف طفل في الفاشر معرضون لخطر كبير جراء انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .

كما أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه الشديد من تصاعد القتال في السودان.

يأتي الموقف الأوروبي في إطار توالي المواقف الدولية المُنددة بجرائم الدعم السريع.

وقالت القوة المشتركة لحماية المدنيين بإقليم دارفور: إن "ميليشيات الدعم السريع قتلت أكثر من ألفي مواطن بالفاشر يومي الأحد والاثنين الماضيين".

يأتي ذلك في ضوء استمرار الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع وعرقلة قوات الدعم السريع  إدخال المساعدات الإنسانية إلى السودان.

وفي وقت سابق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر، ويستهدف الجيش السوداني قوات الدعم السريع من كل الاتجاهات بالمدينة.

 

نقص الإمدادات الطبية والغذائية

 

 فيما حذّرت منظمات أممية من تدهورٍ إنساني خطير في مدينة الفاشر داعيةً إلى وقفٍ فوريٍ للأعمال العدائية وحماية المدنيين، خصوصًا الأطفال الذين يواجهون أوضاعًا كارثية.

 وأوضحت المنظمات في بيان مشترك أن المرافق الصحية في المدينة انهارت بالكامل، فيما يواجه آلاف الأطفال المصابين بسوء التغذية خطر الموت في ظل نقص الإمدادات الطبية والغذائية.

وأشارت إلى أن أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، يعيشون تحت الحصار منذ أكثر من 16 شهرًا، مؤكدة أن استمرار العنف يفاقم الأزمة ويهدد حياة مئات الآلاف ما لم يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن.

 ودعا تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، إلى حماية المرافق الصحية في الفاشر وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

 وقال أدهانوم، : "الهجمات على مستشفى في مدينة الفاشر أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 12 آخرين ".

 وأعرب عن أسفه لأن مدينة الفاشر بالسودان تحت الحصار منذ أوائل مايو 2024.

 

شبكة أطباء السودان

 

وحمّلت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع المسئولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر، نتيجة استمرار حصارها المفروض على المدينة.

 وأكدت الشبكة أن ما يجري في الفاشر لم يعد مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو "جريمة ممنهجة" تمارس بحق السكان المدنيين، في ظل انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية