من مناطق الخط الأصفر وسيطرة الاحتلال .. “حماس” تتوصل لجثمان الأسير “آساف حمامي” ومفاوضات لخروج عشرات المقاومين

- ‎فيعربي ودولي

 

أعلنت كتائب القسام أنها انتشلت جثة العقيد آساف حمامي، قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال، أرفع أسير "إسرائيلي" بتاريخ الصراع، والذي كانت المقاومة قد احتجزت جثته في 7 أكتوبر بعد مقتله في الساعات الأولى من عملية طوفان الأقصى خلال اشتباك مع مقاومي النخبة الفلسطينيين في كيبوتس نيريم.

 

وسلّمت المقاومة جثته مع جثتين أخريين لجنود إسرائيليين، بعد عملية بحث اليوم داخل المنطقة المصنفة “الخطر الأصفر” شرق خانيونس، وذلك بالتنسيق مع الصليب الأحمر .

 

ورغم ذلك، ما تزال حكومة الاحتلال لا تفي بالتزاماتها ضمن الاتفاق، وتسمح بدخول أقل من نصف المساعدات المتفق عليها الى قطاع غزة .

وفقًا لتقارير متعددة، حماس وافقت على تسليم رفات أربعة رهائن إسرائيليين قُتلوا خلال الحرب، وبدأت عملية النقل مساء الثلاثاء عبر وسطاء دوليين، كما أشارت الحركة إلى أنها تعمل على آلية جديدة لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، خصوصًا فيما يتعلق بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

 

من جهة أخرى، ذكرت تقارير أن حماس كانت تدرس تسليم الجثامين بهدوء مقابل إطلاق سراح الأسرى الذين تأخر الإفراج عنهم، في ظل تهديدات بانهيار وقف إطلاق النار إذا استمر الجمود.

 

ورغم تنفيذ عملية التسليم، نددت الأمم المتحدة بطريقة عرض الجثامين قبل تسليمها، ووصفتها بأنها "مشينة وقاسية"، مطالبة بأن تتم مثل هذه العمليات بسرية واحترام.

وهم تحت سيطرة

الصحفي تامر من غزة وعبر @tamerqdh قال: "إسرائيل تسيطر على منطقة شرق خانيونس بالكامل منذ شهور، ودخلتها مرتين خلال الحرب، حيث مسحت منازلها ودمرت أحيائها بشكل واسع. وبين الحين والآخر، تنشر إسرائيل أخبارًا لتظهر أنها تعلم بعدد الجثث والأحياء التي بحوزة حماس، وأنها تعرف أن حماس تمتلك معلومات عن أماكن دفن بعض الجثث، فيما فقدت معلومات عن أخرى".

 

وأضاف "كما تدعي "إسرائيل" امتلاك بيانات عن نسب الدمار في الأنفاق، ولديها معلومات استخبارية عن قيادة حماس وقدراتها العسكرية، وتوهمنا أنها تتجنب الدخول إلى بعض المناطق لتفادي قتل أسرى إسرائيليين، وتدعي علمها أيضًا أن حماس نقلت أسرى ومعلومات أخرى، ما يوهم الجميع أن إسرائيل مطلعة على كل شبر في غزة تقريبًا .

والمفارقة أن "إسرائيل" لا تعلم شيئا وأن ما يدعونه وهم، موضحا ذلك بقوله: "وعندما انتشلت حماس اليوم 3 جثث من نفس المنطقة التي كانت إسرائيل تسيطر عليها شرق خانيونس وقبلها من أنفاق غرب خانيونس، يطرح السؤال مع كل هذا التفوق الاستخباراتي والمعلوماتي الهائل ، لماذا لم تتمكن إسرائيل من انتشال هذه الجثث ومعرفة أماكن وجودها، رغم أنها كانت تحت جنازير دباباتها وأقدام جنودها؟" .

https://x.com/tamerqdh/status/1984978290734485831

إلا أن إعلام العدو أشار إلى أن “إسرائيل" تقدر أن حماس تعرف كيفية الوصول إلى العقيد أساف حامي والملازم هدار جولدين اللذين سقطا، وتختار عدم إعادتهما. وتشير التقديرات، من بين أمور أخرى، إلى أن حماس تفعل ذلك لأن الاثنين يُشكلان رمزًا، وفقًا للمعلومات المتوفرة لدى “إسرائيل" ، تعرف حماس كيفية الوصول إلى 10 مختطفين قتلوا.

وسطاء والخط الأصفر

والخبر الأهم اليوم هو الحديث عن تفاوض حول خروج عدد من المقاتلين الباقين داخل الخط الأصفر، وهناك أنباء أن هؤلاء الشباب بالفعل لم يصلهم أخبار الوصول إلى هدنة، وقد يكون هذا هو السبب الرئيس للحدث الأمني الذي قتل ثلاثة جنود قبل أسبوعين، وقد يكون منهم من علم بالخبر وتعذر رجوعه لتعقد المشهد وتضاريس الخروج.

الصحفي علي أبو رزق قال: "ولا أحد يعلم كيف يأكل هؤلاء الشباب ومن أين يشربون،" مضيفا @ARezeg، " ولا يوجد معلومات حول أعدادهم وكيف يتدبرون أمورهم في مواقعهم، وكيف أنهم ما زالوا، بعد عاميْن، بثبات اليوم الأول وإقدام اليوم الأول ورباطة جأش اليوم الأول…!".

ونقلت مصادر للجزيرة أن "اتصالات يجريها الوسطاء مع حماس وإسرائيل لتأمين خروج مقاتلي الحركة من المناطق خلف الخط الأصفر"، وأن "المساعي تهدف إلى ضمان خروج آمن للمقاتلين لتفادي أي احتكاك محتمل مع قوات الاحتلال"، وأن "المبادرة المطروحة تقضي بخروج المقاتلين عبر سيارات تابعة للصليب الأحمر ضمن ممرات محددة وآمنة"، و أن "الوسطاء حصلوا على موافقة حماس على ترتيبات خروج المقاتلين العالقين وينتظرون موافقة "إسرائيل".

وعن الوسطاء والضامنين لاتفاق غزة، وما يريده ترامب وصهاينته ونتنياهو، علق المحلل السياسي ياسر الزعاترة @YZaatreh على دور الوسطاء في مفاوضات المقاتلين والأسرى قائلا: "أمس التقى وزير الخارجية التركي بقادة "حماس" الذين يديرون شؤون التفاوض.

وغدا سيُدير هو نفسه لقاء وزراء خارجية دول عربية وإسلامية لمناقشة الوضع في غزة. بعد أن استعاد الغُزاة أسراهم، لا هَـمَّ لهم راهنا سوى استعادة الجُثث. ".

وأضاف عن طرف الاحتلال، "وفيما يواصلون خروقاتهم قبل استعادتها، وأحيانا بدعوى تأخيرها، فإن المتوقّع هو مزيد من الخروقات بعد ذلك.".

وأشار إلى أنه "لا شك أن ترامب يحرص على استمرار تطبيق الاتفاق، تبعا للأوهام التالية التي سوّقها عليه صهاينته (هيْمنة ومكاسب لا تُحصى)، لكنه لن يُخالف رأي صهاينته حتى لو جاملوا نتنياهو بهواجسه الشخصية المعروفة، وغياب الحسم لوُجْهته التالية، تبعا لبؤس خياراته في ظل نواياه حيال الضفة الغربية بعد غزة، والتي تحشر مجامليه من العرب والمسلمين في مُربّع العار".

وحذر من أنه "إذا لم يَستعِد الوسطاء والضامنون الثلاثة توازنهم أمام "الثور الأمريكي الهائج"، فإن الخروقات ستتواصل، ومعها تكريس المعاناة الراهنة، بجانب استعادة برنامج التهجير، وهُم بذلك ينقضون غزْلهم بأيديهم، ويخذلون الأمّة كلها، وليس الشعب الفلسطيني وحده.".

https://x.com/YZaatreh/status/1984863821165461985

الخط الأصفر المتنقل!

وبحسب "بي بي سي" فإن "إسرائيل" كما تخالف في عدد شحنات الغذاء والدواء والوقود "ترسم “الخط الأصفر” داخل غزة بعمقٍ أكبر بكثير مما تم الاتفاق عليه، ثم تطلق النار وتقتل مدنيين خلفه" بحسب الموقع البريطاني.

 

وتوصل الموقع إلى صور أقمار صناعية جديدة ولقطات من جيش الاحتلال حلّلتها وحدة BBC Verify تُظهر أن القوات الاحتلال الصهيوني وضعت علامات “الخط الأصفر” الحدودية على بعد مئات الأمتار أعمق داخل غزة مما تم الاتفاق عليه في الخرائط الصادرة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر.

وأوضح تامر @tamerqdh أن الضربة التي استهدفت عائلة أبو شعبان في 17 أكتوبر، وأسفرت عن مقتل 11 شخصًا – بينهم سبعة أطفال وامرأتان – تم تحديد موقعها على بُعد نحو 125 مترًا خلف الخط الحدودي المحدد.

وأنه في منطقة العطاطرة شمال غزة، وجدت بي بي سي ست كتل صفراء تقع حتى 520 مترًا داخل القطاع، فيما رُصدت قرب خان يونس عشر علامات أخرى تقع على بعد يتراوح بين 180 و290 مترًا داخل خط الانسحاب المفترض، وهو الخط الذي منح إسرائيل أصلًا السيطرة على أكثر من 53% من مساحة غزة.

وأمر وزير الدفاع "يسرائيل كاتس"، بوضع تلك الكتل، حذّر من أن “أي شخص يتجاوز الخط سيتعرض لإطلاق النار” وقد وثقت وحدة BBC Verify حادثين مميتين على الأقل قرب الحدود، من بينها لقطات بتاريخ 17 أكتوبر أظهرت مقتل 11 فردًا من عائلة واحدة على بُعد نحو 125 مترًا من الخط المتوقع.

وأوضح محللون للـBBC أن هذه العلامات تُشكّل “منطقة قتل” متعمّدة، توسّع السيطرة الاحتلال الصهيوني تحت غطاء اتفاق وقف إطلاق النار. وقال فلسطينيون يعيشون قرب الخط للقناة: إن "العلامات غير واضحة وإنهم يعيشون في حالة تعرض دائم للخطر".

 

وخلصت BBC Verify إلى أن إسرائيل تفرض خطًا أعمق بكثير مما تم الاتفاق عليه، وتحافظ بذلك على مناطق أكبر بكثير من غزة تحت الاحتلال العسكري الفعلي خلافًا لما نُصّ عليه في اتفاق الهدنة.

https://twitter.com/tamerqdh/status/1981684335880139061

 

 

فبما نقضهم ميثاقهم

الباحث والأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد @TheLoveLiberty علق على قول الله عزوجل الذي يستحضره أغلبنا في هذا المشهد المتكرر من الصهاينة اليهود ﴿فبما نقضِهم ميثاقَهم لعنّاهم، وجعلنا قلوبَهم قاسية..﴾. وينقل عن الشيخ سيّد قطب: “وصدق الله، فهذه سمات يهود التي لا تفارقهم: لعنةٌ تبدو على سيماهم، إذ تنضح بها جِبِلّتُهم الملعونة المطرودة من الهداية، وقسوةٌ تبدو في ملامحهم الناضبة من بشاشة الرحمة، وفي تصرّفاتِهم الخالية من المشاعر الإنسانية، ومهما حاولوا مكراً إبداءَ اللينِ في القول عند الخوف وعند المصلحة، والنعومةِ في الملمس عند الكيد والوقيعة، فإنّ جفافَ الملامح والسمات ينضح ويشي بجفاف القلوب والأفئدة..”.

https://x.com/TheLoveLiberty/status/1984712233935602124