بمواجهة تزييف الحقائق في نسب البطالة التي لا ينفيها؛ تصريح من وزير العمل بحكومة السيسي محمد جبران، وهو يقول: إن "مصر خفّضت معدل البطالة من 13% إلى 6.4% بفضل المشروعات القومية ودعم السيسي" أو تصريح من كمل الوزير بدورات تدريبية لخريجي الجامعات والمعاهد العليا في السواقة (الأتوبيسات والقطارات) يلجأ المراقبون إلى السخرية من واقع المشروعات التي طرحها السيسي والتي تضع معدل البطالة في مصر كما في الولايات المتحدة.
فبحسب الأكاديمي د. خالد رمضان @E38oDpR4ulzrvdz فإن معدل البطالة الفعلي في الولايات المتحدة يصل إلى 6%، تزييف الأرقام والمعدلات في التوظيف، سببه ان الحكومة الفيدرالية لم تحتسب ضمن العاطلين عن العمل، حوالي 5 ملايين أمريكي أجبروا على مغادرة سوق العمل خلال أزمة كوفيد.
كما يرى مراقبون أن البطالة ليست مجرد أرقام في الإحصائيات، بل هي أصل كثير من الآفات الاجتماعية: الإدمان، والسرقة، والطلاق، والتفكك الأسري. معتبرين أن خلق فرص العمل ليس ترفًا، بل ضرورة لحماية المجتمع وبنائه.
وتساءل المراقبون أن الحلم كان حلول حقيقية وعمل جاد ليس بيع الخضار على "عربيات " بل زراعة الخضار وصناعة "العربيات، وكانت المواجهة عن مشروعات السراب "عربيات خضار" و"اتبرع بدم مرتين فى الشهر فيها دخل" و"مين هيصبر يشوف دراسة الجدول" و"كلية تجارة وآداب وحقوق لا " و"البرمجه تدخل 100 الف دولار فى الشهر".
وهي أفكار تشبه كثيرا الوعد بعدم الترشح ثم الترشح وأنه "هيغني الناس" إلا أن الفقر زادت معدلاته واختفت من الجهاز التعبئة العامة والإحصاء نسبه بالمطلق ووعد "مفيش حاجة هتغلى" إلا أن الأنبوبة ارتفعت من 5 جنيه في عهد باسم عودة إلى 250 جنيها في السنة ال12 للسيسي..
https://x.com/Hazem__Azim/status/988127582821453825
الكاتب الأكاديمي د.محمد الشريف @MhdElsherif أعاد إجابته التي ذكرها قبل سنين السواد على سؤال البطالة "هتعمل إيه في البطالة؟.. هأجيب 1000 عربية كل عربية 3 شباب البنك يمولهم، كل يوم يروحوا سوق العبور يجيبوا بضاعة وينزلوا يبيعوها".. شاهد آخر لقاء السيسي مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي رده على سؤال البطالة.
https://www.facebook.com/iloveYOUR.he2rt?fref=ts
أما الكاتب أحمد لطفي @AHMADLO13219562 فقال: ". 11سنة ضاعت من حياة ملايين الناس في مصر وانتهت بهم إلى الإحساس باللاجدوى، لا جدوى من أي شيء، لا من التعليم ولا من العمل، ولا من التفكير في المستقبل، ولا حتى من الحياة نفسها.".
وعلقت الناشطة ماجدة محفوظ @magdaMahfouzeg "أشغل خريجي الجامعات من الشباب علي عربيات خضار وأضيّع مستقبلهم وأقهرهم ، وأشغل أولادي في المناصب العليا عشان يسرقوا كويس وينهبوا البلد بقوة السلطة .#السيسي_خاين_وعميل
https://x.com/magdaMahfouzeg/status/1979683952962265253
وعلقت @hebaOmAbdo "أهو ده التطوير بتاع عربيات الخضار".
واعتبرت سما أحمد @SamaA89219 أنها أفكاره ما زالت في حيز عربيات الخضار، "نفس عقلية عربيات الخضار زي ما يكون الشباب عبيد في الوسيه احتلال بالإنابة، طيب إيه رأيكم تأخذوا أولادكم تعلموهم ركوب الشاحنات يشتغلون عليها استحوا هذا بدل تشييد مصانع، الاهتمام بالأبحاث العلمية فتح مجال للشباب حقيقي سوف تجد عقولا مصرية رهيبة تنهض بالبلد المخروبة المحتلة".
حسن سلام @hosnysallam70 قال: "إيه عربيات الخضار معملتش انتعاشة في الاقتصاد وخفضت البطالة بين الشباب ؟؟؟؟"
وأضاف رشيد @RachidEddi19657 "ياراااجل داه أنت أول مساند للحل العبقري بتاع عربيات الخضار اللي كانت حتحل أزمة البطالة في مصر!!!"
وأكد فابيو @FLEX99000 "لا قناة السويس جابت فلوس ولا شبكه الطرق منعت حوادث ولا محطات جابت كهرباء، ولا اللمبات وفرت الفاتورة ولا عربيات الخضار منعت البطالة ولا بيع أصول الدولة سددت الديون ولا حقول الغاز طلع منها غاز ولا المزارع السمكية رخصت السمك ولا زرعنا لا صنعنا ولا صدرنا، السجون والمقابر بس اللي اتملت".
وفكرة "1000 عربية وكل عربية فيها 3 شباب" هي من أفكار عبد الفتاح السيسي، وطرحها بنفسه خلال حواره الشهير مع الإعلاميين لميس الحديدي وإبراهيم عيسى عام 2014 كجزء من رؤيته لمواجهة البطالة وتشغيل الشباب.
وقال: "أنا ممكن أجيب 1000 عربية، كل عربية فيها 3 شباب، يروحوا كل يوم سوق العبور، يشتروا خضار وفاكهة ويوزعوها في المناطق الشعبية، ويكسبوا، والبنك يمولهم."
وبات الأمر لفي النهاية "تحفيزهم على العمل الحر بدلًا من انتظار الوظائف الحكومية" في حوار أذيع على قنوات الانقلاب CBC وONTV في مايو 2014.
خبراء وباحثون اقتصاديون يشيرون إلى أن بيانات البطالة الرسمية في مصر لا تعكس الواقع الكامل، بسبب استبعاد العاملين في القطاع غير الرسمي، البطالة المقنّعة، وضعف مشاركة النساء، مما يجعل المعدلات الحقيقية أعلى من المُعلنة.
أرقام البطالة المضللة
وحتى لا يظن أننا نهرب من ادعاء أن الأرقام التي تعلن عن البطالة مضللة، كشف عن ذلك أيمن عبدالغفار بكلية الحقوق، جامعة أسوان وفي دراسة له منشورة عام 2024 بعنوان "أزمة البطالة في ضوء رؤية مصر 2030"، قال: إن "الأرقام الرسمية تُخفي البطالة المقنّعة، حيث يعمل كثيرون في وظائف غير مستقرة أو بأجور منخفضة.".
وأضاف "هناك فجوة بين السياسات المعلنة والواقع الميداني، خاصة في المناطق الريفية.." مشيرا إلى أن "البطالة بين الشباب والنساء لا تزال مرتفعة رغم انخفاض المعدلات العامة.".
وقالت منظمة العمل الدولية: (ILO)إن "النماذج الإحصائية لا تحتسب العمال المحبطين أو غير المسجلين رسميًا كباحثين عن عمل". كما تشير إلى أن القطاع غير الرسمي في مصر يشكل أكثر من نصف سوق العمل، مما يجعل قياس البطالة بدقة أمرًا صعبًا.
واعتبر موقع Trading Economics أن معدل البطالة الرسمي في مصر عام 2025 بلغ 6.1٪، وهو الأدنى منذ 1993 مستدركا أنه "رقم لا يناقش تفاصيل الفئات المستبعدة، مما يُظهر أن التحسن رقمي أكثر منه واقعي".
واتفق معهم موقع Lintora الاقتصادي الذي قال إن البطالة تشمل أيضًا من يعملون بدوام جزئي أو في وظائف لا توفر دخلًا كافيًا وأن البطالة طويلة الأمد تؤثر نفسيًا واجتماعيًا على الأفراد، خاصة في ظل غياب شبكات أمان قوية.
الواقع الكامل
وتشير هذه التقارير إلى أن أكثر من 50٪ من العاملين في مصر يعملون في القطاع غير الرسمي (بدون عقود أو تأمينات). وأن هؤلاء لا يُحتسبون ضمن العاطلين حتى لو كانوا بلا دخل مستقر أو عمل منتج.
واتفقت التقارير على أن البطالة المقنّعة تشمل من يعملون في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم أو لا توفر دخلًا كافيًا، مثل من يعملون لساعات قليلة أو في أعمال موسمية غير مستقرة.
وأضافت أن النساء يُمثلن أقل من 22٪ من قوة العمل رغم أنهن نصف السكان وكثير من النساء لا يُحتسبن كعاطلات لأنهن غير مسجلات كباحثات عن عمل، رغم رغبتهن في العمل.
وأوضحت أن من يبحثون عن عمل دون تسجيل رسمي أو عبر الإنترنت لا يُحتسبون ضمن العاطلين.
وخلصت التقارير إلى أن تضليل أرقام البطالة يستخدم لإظهار تحسن اقتصادي أمام المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي ولتقليل الضغط السياسي والإعلامي بشأن البطالة ولتحسين التصنيف الائتماني للدولة في التقارير الدولية بالتضليل.