اشتباه بالرجولة وتوقع مواطن "شايل هم الناس"، كان يبدو أنه محور اتهام الشاب الذي تمكن من الهجرة إلى ألمانيا خروجا وهروبا من الملاحقة الأمنية المتوقعة، لمواقفه التي كشف عنها منشور على منصة التواصل الاجتماعي بحكاية شخصية طويلة بتوثّق رحلة صراع داخلي وخارجي مر بها من سنين، منذ أن وقف في ميدان التحرير مع شباب الثورة، ثم انتقال إلى معارك مع الأجهزة وداخلية مبارك ثم السيسي، حتى هاجر كطبيب من مصر، حتى وصل في ألمانيا إلى موقع مسؤولية.
الجديد أن الطبيب مؤمن عبد العظيم واجه تضييق من حكومة الانقلابي عبد الفتاح السيسي، حتى وهو في الخارج واستجوب زملاؤه (من أجهزة يبدو أنها مصرية) عنه لدى العودة من مطارات أوروبية بسبب نشاطه، ثم تلقى تحذيرات من مسؤولين ألمان أن تحركاته قد تُغضب مصر وحكومات عربية أخرى.
وشارك Mo'men Abd El-Azim في تأسيس اتحاد المهن الطبية العربية الألمانية، وتولى قيادة مجلس الإدارة لفترة، بهدف خدمة الأطباء والتمريض العرب داخل وخارج ألمانيا.
وبدأت قصته في الخارج من تفاقم إحساسه بالظلم الذي تمارسه القوى الكبرى العالمية في دول كالنيجر، وفلسطين، والسودان، ويتجاهله الإعلام الغربي والدول الكبرى بالمخالفة لما يعلنونه .
وانعكس هذه الإحساس إلى فعل وهو أقل دخولا على منصات التواصل وتحديدا "فيسبوك" وأن أي كلام أو إنجاز ممكن يبقى "تافه" قدام حجم المآسي.
وعاني من مشكلات داخلية بعد أن ظهرت في توقيت متزامن مسؤوليات جديدة عليك حيث وصاية على طفل زميلة، قيادة اتحاد طبي، ضمن دعم أسر زملاء توفاهم الله.
وفي كلتا الحالتين يطل له سؤال نفسه وصراع نفسي هل أكمّل في طريق "الحق مهما كان الثمن" أم أوازن وأحسبها "عشان لا أضر نفسي وأهلي؟" معتبرا أن ذلك ليس ضعفا أو تناقض، ولكنه تطور طبيعي لشخص عاش تجارب قاسية وما زال يريد عمل الخير وفي الوقت نفسه لا يريد أن يخسر كل شيء.
المحطة الرئيسية كانت في 2016 وهو كان ضمن فريق من 4 أطباء دافعوا عن زميل اعتدي عليه داخل المستشفى حتى إنه واجه تهديد مباشر بالسلاح من أحد أفراد الشرطة، وجرى القبض عليهما وحبسهما في نقطة المستشفى ثم قسم المطرية.
وأمام وكيل النيابة رفض التنازل رغم الضغوط وبانعقاد أكبر جمعية عمومية في تاريخ نقابة الأطباء لدعمهم تلقى عروضا مالية وإعلامية للتنازل لكنه رفض.
ثم حصل على حكم نهائي بالحبس ضد 6 من أفراد الداخلية، وكان أول حكم نهائي يتنفذ ضد الداخلية بعد ثورة 25 يناير، وكان سبب خروجه من مصر التهديد الذي تلقاه وأهله، حيث تعرض أهله لتهديدات مباشرة وفُبركت له قضيتان مثل كثير من النشطاء والأطباء، واضطر للهجرة وترك مصر حفاظًا على حياته وأسرته.
وشارك مع زملاء دفعته في جمع تبرعات لدعم أسر زملاء توفاهم الله ثم أصبح وصيًا قانونيًا على طفل زميلة في ألمانيا بعد توثيق رسمي من المحكمة.
اضطهاد مصريين بالخارج
وكما هو حال الإعلاميين والناشطين بالخارج كان الباحث السياسي سيف الإسلام عيد، كشف عن اختطاف الأمن الوطني لوالده وإخفائه قسريا منذ الأربعاء الماضي، معتبرا أن إخفاء والده السيد صبحي عيد قسريا بمحاولة لمعاقبته على عمله وكتاباته المعارضة لنظام السيسي.
ويقدم سيف الإسلام عيد بودكاست "عنبر كله يسمع" وأذاع حلقة في 17 أكتوبر الجاري بعنوان "في سجن العازولي السري.. أخطر سجن في مصر"
وعبر @eid_alislam قال سيف الإسلام عيد: تحت عنوان "بيان شخصي مهم…"
أقدمت قوات الأمن يوم الأربعاء الماضي 22 أكتوبر على اختطاف أبي (السيد صبحي عيد 63 عامًا)، من منزله بمنطقة المندرة شرق الإسكندرية، وذلك بعدما اقتحمت قوات أخرى مكونة من 12 شخصًا منزلنا "ليس فيه أحد" بكفر الدوار، وبعدها أقدمت نفس القوة على اقتحام منزل جدي لأمي وهو رجل مُسن 82 عامًا.
واختطفت قوة من الأمن الوطني، أبي (السيد صبحي عيد 63 عامًا) ولا نعرف له مكانًا أو عنه خبرًا منذ ذلك اليوم، وحتى الساعة وهاتفه مفتوح ومتصل بالإنترنت وتُقرأ الرسائل التي تصل إلى حسابه على واتساب تباعًا.
لا أعلم سببًا لاختطاف والدي بهذا الأسلوب البائس، وما تفعله قوات الأمن في هذا الصدد هو محاولة معاقبتي على عملي الوطني ودفاعي عن بلدي وكتاباتي التي لن يوقفني عنها إلا الموت.
أنا مواطن مصري اسمي سيف الإسلام عمري 30 سنة أعيش خارج مصر منذ 7 سنوات، أعتقلت وقضيت في السجن سنة وشهر.
أؤمن بحقي وحق بلادي الغالية مصر في الحرية، وبحق كل مواطن مصري في العيش الكريم تحت ظل نظام يمنح كل مواطن مصري حقه في التعبير عن الرأي دون أن يتعرض للاختطاف والإخفاء مثل أبي الحبيب، الذي لن توقفني الدنيا عن سلوك كل طريق لتحريره من أيدي خاطفيه.
ما حدث اختطاف وليس اعتقال وليس قبض، فالتعامل مع رجل كبير في العمر والقيمة لا يكون بهذا الشكل.
https://x.com/eid_alislam/status/1764672887225561249