بسبب تحكم السماسرة وكبار التجار…سوق الدواجن ينهار وحكومة الانقلاب “نايمة على ودانها”

- ‎فيتقارير

 

 

يشهد سوق الدواجن اضطرابات غير مسبوقة بسبب تراجع أسعار الجملة التى تبيع بها مزارع الدواجن للتجار فى الوقت الذى تباع للمستهلك بأسعار مرتفعة وتتجاهل حكومة الانقلاب الأزمة ما يهدد بخروج صغار المربين والتوقف عن الانتاج مقابل سيطرة كبار التجار والسماسرة على السوق وفرض ممارسات احتكارية تهدد بارتفاع جنونى فى الأسعار خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك .

 

كانت مواقع التواصل الاجتماعى قد تداولت مقطع فيديو أثار جدلا واسعا بعد ظهور محل لبيع الدواجن في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة وهو يقدم 2 كيلو من الدجاج مقابل 5 جنيهات فقط، وأحيانا الكيلو الواحد بجنيه واحد. 

ورغم تراجع أسعار الدواجن وبيض المائدة خلال العام الحالي بنحو 40% مقارنة بعام 2023، فإن بيع الدجاج بهذا السعر أثار الشكوك، إذ تقدر تكلفة إنتاج الكيلو الواحد بـ70 جنيها، في حين يشتريه المواطن عادة بنحو 85 جنيها. 

 

سيطرة السماسرة

 

فى هذا السياق حذّر الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة باتحاد الغرف التجارية، من خطورة هيمنة مجموعة من السماسرة على تسعير الدواجن في "بورصة" غير رسمية، مؤكدًا أن هذه الممارسات تضر بالمربين والمستهلكين معًا وتهدد استقرار الصناعة بالكامل. 

وقال السيد، فى تصريحات صحفية، إن السماسرة هم من يحرّكون الأسعار بشكل غير منطقي، مشيرًا إلى أن بعضهم يعلن أن سعر كيلو الدواجن «50 جنيهًا» دون أي أساس علمي أو حسابات للتكلفة الفعلية، وهو كلام غير مهني لا يجوز ترك من يروجه دون محاسبة . 

وأضاف أن كبار المنتجين ليسوا هم من يحددون الأسعار الحالية، موضحًا أن الكثير من الأرقام المتداولة لا علاقة لها بالعرض والطلب الحقيقي، وأن السعر المعلن في بعض الأيام لا يعكس التكلفة الفعلية مطلقًا، بل يخضع لتحركات مجموعة محدودة من السماسرة تتحكم في السوق. 

وأوضح السيد أن المربي، بعكس أي سلعة أخرى، لا يستطيع تخزين الدواجن أو الاحتفاظ بها، مما يجعله مضطرًا للبيع فورًا حتى لو كان السعر أقل من التكلفة، لأن بقاء الدواجن يومًا إضافيًا قد يعرّضه لخسائر أكبر أو إصابة مفاجئة في العنبر. 

وتابع : المربي لو رفض السعر اليومي، غدًا لن يجد من يشتري، ولا يستطيع التجميد أو التخزين وبالتالي يُجبر على البيع بالخسارة مطالبا بالتحول إلى ما يعرف بالنظام المغلق الذى يمكن أن يرفع إنتاج مصر من الدواجن من 1.6 مليار إلى 2.6 مليار طائر سنويًا، ما يتيح تصدير نحو 600 مليون طائر دون التأثير على احتياجات السوق المحلي. 

 

سيناريو 2022

 

وأشار السيد إلى أن انخفاض الأسعار الحالي ليس مؤشرًا إيجابيًا، بل ينذر بتكرار سيناريو عام 2022 عندما خرج 40% من المربين من المنظومة، وهو ما أدى لاحقًا إلى ارتفاع الأسعار إلى 100 جنيه للكيلو. 

وقال : لو خرج 40% من المربين مرة أخرى، سينهار الإنتاج من 1.6 مليار إلى 900 مليون طائر فقط… وهذا يعني أن الأسعار ستقفز إلى مستويات غير محتملة . 

وحذر السيد من أن استمرار خروج المربين سيضاعف البطالة في الريف ويهدد آلاف الأسر التي تعتمد على تربية الدواجن كمصدر دخل رئيسي. 

وأكد أن انخفاض الأسعار يُسعد المستهلك في الوقت الحالي، لكنه انخفاض وقتي وغير آمن، وقد يؤدي لاحقًا إلى موجة ارتفاع كبيرة لا يمكن السيطرة عليها إذا فقدت السوق جزءًا من طاقتها الإنتاجية. 

وشدد السيد على ضرورة الإسراع في تنظيم السوق وفرض رقابة صارمة على الحلقات الوسيطة والسماسرة، وتطبيق معادلة سعرية ثابتة لإنقاذ الصناعة وضمان استقرار الأسعار للمواطن. 

 

كيلو الدجاج بجنيه 

 

 

وحول مقطع الفيديو الخاص ببيع 2 كيلو دجاج مقابل 5 جنيهات فقط، والكيلو الواحد بجنيه واحد أكد مواطنون أن ما يحدث هو استغلال لحاجة المستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة متوقعين أن يكون هذا الدجاج فاسد وغير صالح للاستهلاك .

وتساءل حساب يحمل اسم "الهدى نور" عن المكسب الذي يجنيه هذا التاجر نظير بيع كيلو الدجاج بهذا المبلغ الزهيد.

وكتب:  لما يبيع الفرخة بجنيه واحد هيكسب إيه؟ وهو اشتراها بكام؟ إذا كان الكتكوت بـ30 جنيها، يبقى الفرخة إزاي بجنيه واحد؟ . 

 

الغلابة

 

في السياق ذاته، أعرب كريم عن دهشته من هذا السعر خاصة أن كيلو العلف يقدر بـ20 جنيها، وغرد قائلا :  غير منطقي أن الكيلو يبقى بجنيه في حين أن كيلو العلف بـ20 جنيها ولو زكاة، كان واجب عليه يعرف الناس بدل الشهرة على حساب الغير. 

وقال سامي سلامة : أكيد المحل ده حاسس بالناس الغلابة لأنه لو عاوز يكسب كيلو الفراخ أبو جنيه عمره ما يعمل فلوس حتى لو فراخ ميتة 

 وطالبت هالة رفعت بتوعية الناس وجعلها قادرة على معرفة الدجاج السليم من الفاسد وقالت : قولوا للناس إزاي تعرف الفراخ السليمة من البايظة .