أعلنت منظمات حقوقية مصرية ودولية وفاة الأستاذ الدكتور عطا يوسف عبد اللطيف محمد، أستاذ فيزياء الجوامد التجريبية بكلية العلوم – جامعة أسيوط، داخل محبسه في سجن بدر 3 يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025، عن عمر ناهز السبعين عامًا. الدكتور عطا كان من أبرز علماء الفيزياء في مصر، حاصل على الدكتوراه من جامعة تشارلز في التشيك، وله عشرات الأبحاث المنشورة في دوريات علمية عالمية.
وكان رحمه الله يعاني من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات القلب، وبحسب مركز الشهاب لحقوق الإنسان، تدهورت حالته الصحية تدريجيًا دون توفير الرعاية الطبية اللازمة، وتم نقله إلى المستشفى في وقت متأخر بعد تفاقم وضعه الصحي، لكنه فارق الحياة هناك.
ووصفت منظمات حقوقية ما جرى بأنه إهمال طبي متعمد، في سياق ظروف احتجاز قاسية تشمل الحرمان من الزيارات والتريض، والإضرابات الجماعية عن الطعام، ومحاولات انتحار بين المعتقلين.
وترى منظمة عدالة لحقوق الإنسان أن وفاة الدكتور عطا يوسف تشكل انتهاكًا جسيمًا للحق في الحياة، وتؤكد أن ما جرى يأتي في سياق نمط متكرر من الوفيات داخل أماكن الاحتجاز نتيجة الإهمال الطبي وغياب الرقابة والمساءلة.
وخلال فترة احتجازه في سجن بدر 3، تعرض لسلسلة من الانتهاكات شملت الحرمان من الزيارات والتريض، والإهمال الطبي الممنهج، في بيئة احتجاز مغلقة تشهد أوضاعًا قاسية أثرت بشكل مباشر على صحة المحتجزين وسلامتهم الجسدية والنفسية.
وطالبت "عدالة" بفتح تحقيق مستقل وشفاف في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن الحرمان من الرعاية الطبية، وضمان التزام أماكن الاحتجاز بالمعايير الدستورية والقانونية والدولية ذات الصلة.
عالم من الوزن الثقيل
ووصف الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل د. عطا يوسف بأنه "عالم من الوزن الثقيل" استشهد نتيجة "الإهمال الطبي الفاحش".
وأشار إلى أنه توفي في الـ70 من عمره، وهو صاحب الماجستير في الفيزياء "الخواص الحرارية والكهربائية لبعض سبائك الألومنيوم والسيليكون في جامعة أسيوط والدكتوراه في الفيزياء -الحالة الصلبة بكلية الرياضيات والفيزياء – جامعة تشارلز – جمهورية التشيك
ولديه عشرات الأبحاث منشورة في دوريات عالمية وجرى اعتقاله منذ عدة سنوات ووضعه على ذمة قضية ملفقة رقم 2380 لسنة 2021 حصر أمن دولة عليا.
ولفت إلى ان استشهاده كان في محبسه بسجن بدر 3 يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025 نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي الفاحش
تعليقات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي نعت الدكتور عطا، معتبرة أن مصر أصبحت "سجنًا للشرفاء ومقبرة للأحرار".
وقال Zemali Mohamed: "في مصر ، السجن للعلماء والمثقفين والتكريم للراقصات !".
وأضافت "حمامة سلام"، "الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسبنا الله ونعم الوكيل يا رب عجل بالفرج وانتقم يا رب من كل ظالم جبار".
وكتب "Shaban Elsayed Ashour" ، "إلي يوم الدين نمضي.. وعند الله تجتمع الخصوم".
وعلق د. عدنان حسونة "اللهم ارحمه بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جناتك. لقد أضحت مصر الكنانة . سجنا للشرفاء أصحاب الكفايات المتميزة . ومقبرة للأحرار أصحاب الهمم المخلصة والعالية .".
وفاة مأساوية لعالم خلف القضبان
وقال حساب "صدى الشارع" إن خبر استشهاد د.عطا يوسف ".. يمزق القلب ويثير الغضب" متفقا مع من سبقه من أنه كان عالما "عالماً مصرياً متميزاً، صاحب عشرات الأبحاث المنشورة في دوريات علمية عالمية مرموقة، وسيرة ذاتية علمية هائلة موثقة على موقع جامعة أسيوط، تجعله أحد أبرز أساتذة الفيزياء في مصر".
واستدركت "بدلاً من أن يستمر في خدمة العلم والتعليم، قضى سنوات في الاعتقال التعسفي، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من المعتقلين السياسيين الذين يواجهون "الموت البطيء" في سجون مصر. سجن بدر 3، الذي يصفه حقوقيون بأنه "أسوأ سجن في العالم"، شهد في 2025 تصعيداً مخيفاً في الانتهاكات".
واعتبرت أن رحيل الدكتور عطا ضحية نظام يعامل المعارضين والمفكرين كأعداء، محروماً من أبسط حقوقه الإنسانية. خسارة للعلم المصري، وجريمة أخرى تضاف إلى سجل الانتهاكات. رحمه الله وألهم أهله الصبر، وستظل دماء الشهداء تذكرة بثمن الحرية.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1278233274328932&set=a.443540311131570
كان الدكتور عطا من الأكاديميين البارزين في مجاله، وله سجل علمي موثق يضم أبحاثًا منشورة في دوريات علمية دولية. ورغم وضعه الصحي وكونه أستاذًا جامعيًا، ظل محتجزًا لسنوات دون توفير ضمانات الاحتجاز اللائق، بما في ذلك الحق في العلاج والمتابعة الطبية المنتظمة.
وتعد وفاة الدكتور عطا يوسف ليست حادثة فردية، بل تأتي ضمن سلسلة وفيات لمعتقلين سياسيين وأكاديميين في السجون المصرية نتيجة الإهمال الطبي الممنهج وغياب الرقابة والمساءلة. رحيله يمثل خسارة كبيرة للعلم المصري، ويعيد تسليط الضوء على ملف حقوق الإنسان وظروف الاحتجاز في مصر.
وأشار تقرير حقوقي إلى وقوع 20 حالة وفاة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بين سبتمبر 2024 وسبتمبر 2025، موزعة على سجون مثل بدر 1، بدر 3، برج العرب، والقناطر.
وأضافت منظمات حقوقية أن الحرمان من العلاج يُستخدم أحيانًا كوسيلة عقاب، وأن الأطباء في مستشفيات السجون يخضعون لسلطة وزارة الداخلية بدلًا من نقابة الأطباء، ما يضعف الرقابة والمساءلة.
وكان الدكتور عطا يوسف عبد اللطيف معتقلًا في سجن بدر (3)، ويعاني من أمراض مزمنة خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات بالقلب وتدهورت حالته الصحية بشكل متواصل، ورغم الشكاوى المتكررة لم يحصل على الرعاية الطبية اللازمة، وتم نقله إلى المستشفى في وقت متأخر بعد تفاقم وضعه الصحي، لكنه فارق الحياة هناك.