قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الفتاة الأيزيدية جاءت في إعارة إلى القاهرة، لتجميل وجه نظام قبيح؛ حيث استقبلها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي، وجلس أمامها ملطخًا بكل مساحيق الادعاء والتمثيل الركيك، بأنه رجل الإنسانية يكفكف دمع ضحية الدواعش، ويبلسم جراح اغتصابها.
وأوضح قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- أن ذلك يأتي في الوقت الذي كانت عشرات من العائلات المصرية لا تستطيع الحصول على تصريح زيارة بناتها، المحبوسات والمعتقلات، بعضهن تعرضن لانتهاكاتٍ لا تقل بشاعةً عما حدث للفتاة الأيزيدية التي دار بها نظام السيسي على جميع الفضائيات والصحف.
وأشار إلى حديث نادية مراد بصفتها الهاربة من جحيم "داعش" إلى جنة السيسي، في حضرة مذيع من "الدولتية" المحترفين، موضحًا أنها ربما لا تعرف أن مِصْرياتٍ في عمرها تعرّضن للاغتصاب على أيدي زبانية "رسول الإنسانية والمحبة" الذي استقبلها في القصر.
وقارن قنديل ما بين "نادية الأيزيدية" و"ندى المِصْرية"؛ حيث لا توجد فروق كبيرة في التفاصيل، الأولى اغتصبها "أعضاء تنظيم" والثانية اغتصبها "رجال نظام"، لتنمحي وسط فظاعة السيناريو الفروق بين تنظيم على رأسه أبو بكر البغدادي، ونظام على قمته عبد الفتاح السيسي.
وأشار إلى ندى أشرف، طالبة في جامعة الأزهر، اغتصبها ضابط شرطة داخل مدرعة، تقف على أبواب الجامعة، بمساعدة جنود مساكين يصدعون للأوامر، وكان ذلك في صيف 2014، حين كان ضابط شرطة يتعدّى على طالبة بالضرب، فانبرت زميلتها ندى تدافع عنها، وتقول للضابط إن الرجولة ليست أن تهين فتاة وتعتدي عليها.. لحظتها، قرّر الضابط -كما حكت ندى بصوتها- أن يريها رجولته، فأمر بالقبض عليها، والإتيان بها إليه داخل المدرعة، ليثبت رجولته، وينفذ تعاليم "الخليفة السيسي"، وفي القلب منها "مفيش ضابط هيتحاكم".
واتهمت حركة "نساء ضد الانقلاب" التي تأسست في محاولة للتصدي للانتهاكات بحق النساء في سجون الانقلاب، اتهمت جهاز الشرطة بممارسة جريمة اﻻغتصاب، داخل أماكن اﻻحتجاز والسجون والأقسام، بشكل ممنهج.
وقالت منسقة الحركة آية علاء -في تصريحات صحافية، بعد مرور عام واحد فقط على الانقلاب: إن هناك 50 حالة اغتصاب لنساء، تم توثيق 20 منها حتى ذلك التاريخ.
وأوضحت أن حالات قامت بعمل تقارير طبية موثقة، بل ذهبن إلى مصحات متخصصة للعلاج، وحالات تحدثن بشكل مباشر عما وقع معهن، ووثقت ذلك الحركة.
واختتم قتديل مقاله قائلا: "التأخر في الكشف عن هذا يرجع لصعوبة الحديث في هذا الأمر، لحساسية المجتمع من جرائم الاغتصاب".
قالت آية علاء: مع الوضع في الاعتبار أن هذه الأرقام أقل من الواقع "إحدى الحالات قالت إنها بعد اغتصابها في وضح النهار من عناصر الشرطة، تم نقلها إلى أحد أماكن الاحتجاز، فوجدت في المكان أكثر من 40 شابًّا وشابة، وتحدّث كثيرون منهم عن الاعتداء الجنسي عليهم".