وجّه وزير الدفاع اليمني القوات الحكومية بوقف إطلاق النار في عدن وأبين وشبوة، بعد بيان إماراتي سعودي مشترك دعا إلى وقف المواجهات في تلك المحافظات، واستنكر ما وصفه بحملات التشويه ضد الإمارات؛ على خلفية اتهام الحكومة اليمنية أبو ظبي بدعم الانقلاب ضدها في محافظات الجنوب.
ما هي الرؤية التي أسست عليها الرياض وأبو ظبي بيانهما المشترك بشأن جنوب اليمن؟ وما الذي عنتاه بحملات تشويه الإمارات؟ وما دلالات استجابة الحكومة اليمنية السريعة لدعوة وقف إطلاق النار وخياراتها للتعامل مع واقع ما بعد الانقلاب عليها في الجنوب؟.
وبعد اتهامات رسمية وجهتها الحكومة اليمنية للإمارات على خلفية انقلاب قوات موالية لأبو ظبي ضد الحكومة اليمنية الشرعية في 3 من محافظات جنوبية، وبعد هزائم متعددة لحقت بتلك القوات في محافظة شبوة التي باتت في قبضة الشرعية بالكامل، خرج بيان سعودي إماراتي مشترك يدين اتهام الإمارات بالضلوع في تلك الأحداث، ويصف ما صدر ضدها بأنه حملات تشويه يجب وقفها فورًا .
ويمضي البيان محددا جملة خطوات على الشرعية والقوات المنقلبة عليها الالتزام بها، وذلك تمهيدا لحوار سيذهبان إليه فيما يبدو كخصمين متساويين وليس كشرعية وقوات منقلبة عليها اغتصبت عاصمتها المؤقتة وهددت وجودها في أبرز مظاهره.
تخبط ابن زايد
ليس في أفضل أحواله، محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي والرجل القوي في الإمارات، يستقبل رئيس الوزراء الهندي في الوقت الخطأ كما يقول منتقدوه، والقاتل كما يقول معارضوه، ويقلّده أرفع وسام في بلاده بعد إعلان عزمه إلغاء الحكم الذاتي لإقليم كشمير .
في الوقت القاتل أيضا يعلن تغيير استراتيجيته في اليمن بينما حليفه السعودي يتخبط هناك وتقصف عاصمته من جماعة الحوثيين، هل ثمة خلاف في طريقة التعامل مع الشرعية اليمنية والتستر عليه؟ هذا ما يتجنب السعوديون الإجابة عنه علنًا، بينما يسعى ولي عهد أبو ظبي إلى بعث رسائل تنفي وإن كانت أفعال أدواته في اليمن تؤكد.
يزور السعودية ويلتقي عاهلها، وأخيرا يصدر البلدان بيانا يؤكد استمرار التحالف بينهما في الملف اليمني، ويرفض الاتهامات وحملات التشويه التي تستهدف الإمارات على خلفية المواجهات في محافظات اليمن الجنوبية بين قوات الشرعية والقوات الموالية لأبو ظبي.
يقصد بالتشويه مواقف الحكومة اليمنية الشرعية التي حمّلت الإمارات مسئولية ما يحدث في الجنوب اليمني، واتهمتها بتفجير أوضاعه، تجاهل البيان كل هذا ومضى يشكل لجانًا مشتركة للتعامل مع تبعات ما وصف بأحداث عدن، وليس انقلابها الذي قام به المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو تابع لأبو ظبي التي تموله وتزوده بالسلاح والعتاد، فإذا أرادته أن ينقلب انقلب وإذا طلبت منه التراجع انسحب.
بيان إنشائي
على أن البيان يظل إنشاء ملطفا في مواجهة وضع يتعقد ويزداد سوءًا، البيان يدعو إلى وقف إطلاق النار في شبوة وأبين وعدن، وينوه إلى لجنة شُكلت لفض الاشتباك بين قوات الشرعية وتلك التي انقلبت عليها بدعم لا تخفيه من قبل أبو ظبي، وذاك ما فهم منه تكريسًا لما أصبح أمرًا واقعًا، خاصة في عدن العاصمة المؤقتة للشرعية التي أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي قبضته عليها، على أن يكتفي الرئيس اليمني من الرياض بمعسول الكلام، فنحن رسميا معك ولكننا ندعوك لحوار نرعاه مع من انقض عليك أو رغب بخلعك وانقلب عليك في عدن، ثم أكمل صنيعه في أبين وأراد الانتقال إلى شبوة ومن بعدها حضرموت، وسواها حتى يسقط الجنوب كله في قبضته.. فلما لا تقبل؟.
رسميا يرفض الرئيس اليمني الحوار قبل انسحاب الموالين لأبو ظبي إلى مواقعهم قبل الانقلاب، وثمة من يلمح إلى أن وقائع الأيام القليلة الماضية تؤكد أن حربا بالوكالة جرت بين من يفترض أن يكونا حليفين دون أن تصل بهما هذه الحرب إلى القطيعة المعلنة.
فهنا في بلحاف الغنية بالغاز في محافظة شبوة ثمة من تعمد إهانة الإمارات بعد أن أُهين، قواتها تنسحب من ميناء بلحاف فجرا بعد أن سلم حلفاؤها ممن يعرفون بالنخبة الشبوانية بلحاف إلى القوات الحكومية، حدث هذا بعد أن مني حلفاء أبوظبي بهزائم مدوية بل مهينة ثمة من يعتقد أنها تمت بتنسيق سعودي، وبما يشبه الضربات المؤلمة من تحت الطاولة من دون أن يعني هذا أن الحليفين أوشكا على فراق قريب .
أبو ظبي تعيد حساباتها في اليمن، أو هذا ما تقوله، بينما تلتهب جبهة الجنوب السعودي، فإذا هو يُقصف بشكل شبه يومي، يحدث هذا ويتواصل ترْك ولي العهد السعودي وحده فيما بات يوصف بالمستنقع اليمني .