شاهد| العصا والجزرة.. السيسي يصعّد حملة القمع ويلوّح بإصلاحات اقتصادية

- ‎فيتقارير

من دعوة إلى أخرى يتجدد الاستنفار الأمني في مواجهة الشارع ويتراكم الغضب من سياسات القمع فلا يفيد تشويه الداعين للتظاهر ولا يجد النظام سوى تجديد رسائله المعتادة لتعزيز الخوف في نفوس المواطنين.

سلوك يتجافي تماما مع ما يتضمنه المحتوى الإعلامي الذي يبث منذ الخميس الماضي في الصحف والقنوات الفضائية المحسوبة على النظام نفسه من رسائل تبشر في مضمونها بحالة من الانفراج السياسي، فليس أمام النظام في وجه دعوات الرحيل سوى إظهار قوة تماسكه وتكثيف وسائل الدعاية والقمع سبيلا لإعادة مناخ الخوف المهزوم.

هزيمة عنونتها شواهد استعداد قطاع كبير من الجماهير للتظاهر بلا قيادة أو صف، فكشفت هشاشة النظام وعرت حقيقة شعبيته.

حالة من الاستنفار الأمني الشديد تشهدها مناطق وسط القاهرة منذ الصباح الباكر تحسبا للتظاهرات التي دعا لها رجل الأعمال محمد علي بالتزامن مع عودة مجلس النواب للانعقاد في دورته الأخيرة حيث انتشرت مدرعات الشرطة على نطاق واسع في محيط ميدان التحرير ولدى مداخل الشوارع الواصلة إلى البرلمان فيما دوت صافرات إنذار المدرعات لساعات طويلة مع استمرار حملات تفتيش المارة والاطلاع على بطاقاتهم وهواتفهم.

في المقابل اعتبر مراقبون أن الترويج الإعلامي الجاري حاليا لإجراء انفتاح سياسي يأتي كمحاولة من النظام لمغازلة الشريحة الأكبر من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين من غير المنتمين للحقل السياسي وإتاحة مساحة حركة وتفاوض معهم مستقبلا على بعض المكتسبات المتعلقة بالعمل في المجال العام.

قناة "مكملين" ناقشت عبر برنامج "قصة اليوم"، كيف يستخدم السيسي سياسية العصا والجزرة من خلال تصعيد حملة القمع والتلويح بإصلاحات اقتصادية، وكيف يسعى برلمان العسكر لشرعنة الخروقات الأمنية وتقنين مخالفة الدستور.

بدوره قال الكاتب الصحفي خالد الشريف، إن النظام العسكري يخاف من أي صوت معارض ينادي بالحرية والحق في التظاهر السلمي؛ لأننا نعيش في جمهورية الخوف التي أنشأها السيسي من خلال عسكرة الشوارع والميادين وقمع المواطنين وترهيبهم من أي صوت معارض.

وأضاف الشريف أن بقعة الغضب تزداد يوما بعد يوم وجدار الثقة بين السيسي والجيش قد تآكل وبات السيسي في حالة من الرعب والفزع من أي دعوات للتظاهر، وحول الميادين إلى ثكنات عسكرية مكدسة بالجنود التي تعتقل المواطنين عشوائيا.

وأوضح الشريف أن هناك حلقة مفقودة بين الداعين للتظاهر والمتظاهرين ولا بد من اكتمالها لتنظيم حركة التظاهر وتحقيق الهدف المرجو منها، مضيفا أن دعوات محمد علي للتظاهر أحيت ثورة 25 يناير مرة أخرى، وهو ما أصاب نظام السيسي بحالة من الارتباك والخوف.

https://www.youtube.com/watch?v=tQaWg05Gvng

بدوره قال الناشط السياسي، عبدالرحمن عز، إن الغضب الشعبي يجتاح قطاعات كبيرة من المصريين الذي خدعوا في خطاب السيسي ووعوده الكاذبة، وأيضا بسبب انسداد الأفق السياسي وحملات القمع بحق المعارضين والحقوقيين، إضافة إلى وقائع الفساد التي كشفها الفنان محمد علي.

وأضاف عز أن أجهزة المخابرات نصحت السيسي باتخاذ مجموعة من الإجراءات لامتصاص حالة الغضب وتهدئة الشارع، من خلال إطلاق وعود بتخفيض الأسعار وتحديد سعر للبنزين وإرضاء بعض فئات المجتمع مثل الأئمة والخطباء.

وأوضح عز أن هذه الأساليب القديمة مكشوفة للمواطنين ولن تنطلي عليهم، وهم يدركون أنها مجرد مسكنات لن تصمد طويلا.