اتفاق تركيا مع الحكومة الليبية.. لماذا أصاب السيسي بالذعر والصدمة؟

- ‎فيتقارير

“ليس للسيسي أي قيمة”، تلك خلاصة ما يراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الجنرال السفيه، وأدانت وزارة خارجية الانقلاب، الاتفاق التركي مع الحكومة الليبية برئاسة فايز السراج، بتوقيع مذكرتي تفاهم في مجال التعاون الأمني والحدود البحرية، مؤكدة أن “مثل هذه المذكرات معدومة الأثر القانوني”!.

في حين تقوم مصر بتسليح قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أمريكي الجنسية، وتدريب تلك القوات على الأراضي المصرية بهدف تحقيق انقلاب مشابه لانقلاب جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، مدعومًا من روسيا التي اتخذت من الأراضي المصرية قاعدة عسكرية لها، وجلبت مئات المرتزقة الروس للحرب ضد حكومة طرابلس الشرعية.

التهابات سيساوية

وزعمت خارجية الانقلاب في مصر أنه “لا يمكن الاعتراف بمثل هذه المذكرات على ضوء أن المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات السياسي بشأن ليبيا، الذي ارتضاه الليبيون، والذي حدد الاختصاصات المخولة لمجلس رئاسة الوزراء، حيث تنص صراحة على أن مجلس رئاسة الوزراء ككل وليس رئيس المجلس منفردا، يملك صلاحية عقد اتفاقات دولية”.

وذكرت خارجية السيسي: “في كل الأحوال، فإن توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي التعاون الأمني والمناطق البحرية وفقًا لما تم إعلانه هو غير شرعي، ومن ثم لا يلزم ولا يؤثر على مصالح وحقوق أي أطراف ثالثة، ولا يترتب عليه أي تأثير على حقوق الدول المشاطئة للبحر المتوسط، ولا أثر له على منظومة تعيين الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط”.

وزيادة في قهر السفيه السيسي وعصابته الحاكمة بمصر، أتم الرئيس أردوغان زيارة إلى قطر، على رأس وفد رفيع، بمناسبة الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا للبلدين، والتي تهدف إلى رفع مستوى التعاون والتنسيق بينهما في مختلف المجالات.

وهي اللجنة التي أبرمت حتى اليوم عشرات الاتفاقات بين مختلف الوزارات المتماثلة في الجانبين، وصلت إلى 56 مع الاجتماع الأخير، ويؤكد الاجتماع المحافظ على دوريته على متانة العلاقات بين الطرفين، والتي أرادا تطويرها لتكون استراتيجية من نوع مختلف في الإقليم، وقد أثبت كل منهما للآخر على خصوصية علاقته معه في عدة محطات حساسة، مثل المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا صيف 2016 والأزمة الخليجية وحصار قطر صيف 2017.

لغة الأرقام واضحة في العلاقات بين أنقرة والدوحة، فإضافة إلى الاجتماع الخامس للجنة الاستشارية العليا، تعد هذه القمة الـ26 من نوعها بين الرئيس التركي والأمير القطري خلال خمس سنوات، وهي وتيرة مرتفعة تدلل على مدى حرص الطرفين على تمتين العلاقات البينية وتطويرها.

يضاف لذلك العلاقة الشخصية الحميمية بين الرئيس التركي والأمير القطري، والتي تتبدى في ثنايا أحاديثهما، ويشي كل ذلك بأن القمة التركية القطرية الأخيرة كانت قائمة بذاتها ومخططًا لها مسبقًا بناءً على أسس العلاقة الثنائية، إلا أن ذلك لا ينفي أنها اكتسبت أهمية إضافية، وقدمت رسائل متعددة بسبب ما تزامنت معه من سياقات وتطورات في المنطقة.

فالزيارة تأتي في ظل أحاديث عن قرب مصالحة خليجية ما زالت تفاصيلها ومدى صحتها غامضين، وأولى بوادرها مشاركة دول الحصار في البطولة الخليجية، لتكون كرة القدم في ما يبدو أول إرهاصات حلحلة التوتر بين الطرفين.

السيسي ذيل!

من جهته يقول المستشار وليد شرابي: “نظام السيسي لا يمثل أي قيمة في توازن القوى وتبقى قيمته بين أربعة أطراف فقط الإمارات والسعودية والبحرين وإسرائيل”.

مضيفًا: “لذلك فإن اتفاق التعاون في الحدود البحرية بين تركيا وليبيا والذي فصل الحدود البحرية المشتركة بين مصر واليونان بالرغم من أنه قد تعالت أصوات الغضب لدى مسئولي عصابة السيسي إلا أن أحدًا من مسئولي تركيا لم يلتفت لهذا الصراخ.

وفي وقت سابق قال أردوغان: إن السفيه السيسي “جبان إلى درجة أنه يخشى من جثمان الشهيد الراحل محمد مرسي”، وأضاف أن “مرسي شهيد وانتقل إلى رحمة الله تعالى”، مبينًا أنه يشكك في أن تكون وفاته طبيعية.

وأوضح أردوغان أن مرسي كان له وصية وهي أن يدفن في مسقط رأسه، “إلا أن الجناة الجبناء خشوا من جنازته وواصلوا ظلمهم بدفن جثمانه خفية”، وانتقد أردوغان إدارة السفيه السيسي الذي وصفه بـ”الانقلابي”، مشيرًا إلى أن الأخير أقدم على إعدام الكثير من الشباب في جمهورية مصر.

وتابع قائلاً: “مرسي هو الرئيس الديمقراطي الأول في مصر، والسيسي جبان إلى درجة أنه يخاف من نعش مرسي، والأوروبيون يتضامنون مع هذا القاتل الذي يحكم مصر بقبضة من حديد حاليًا”.