بعد تصويت الشيوخ.. هل يواصل ترامب حمايته غير المبررة لـ”مبس”؟

- ‎فيتقارير

على الرغم من القلق الكبير السائد في السعودية، جراء تطورات المسلسل الرامي إلى محاسبة وإقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب الملف الأوكراني لأنه سيعني بالضرورة عودة قوية للحزب الديمقراطي، إلا أن الاستخبارات والدبلوماسية السعودية بدأت في ترتيب أوراقها في العاصمة واشنطن استعدادًا للتطورات.

واعتادت السعودية الحفاظ على التوازن في علاقاتها بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، لكن منذ مجيء ولي العهد محمد بن سلمان راهن على الرئيس دونالد ترامب، وذلك بإيعاز من الإمارات العربية المتحدة.

راعي الديكتاتورية

وتدرك الرياض أن مسلسل إقالة الرئيس دونالد ترامب جدي للغاية، وقد يؤدي إلى إقالة ترامب أو على الأقل الدفع به إلى مواقف متزنة. ويرغب الكونجرس في محاكمة ترامب بسبب تدخله للتأثير على القضاء في أوكرانيا للتحقيق مع ابن المرشح الديمقراطي جو بايدن.

وشنَّت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية هجومًا عنيفًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ بسبب دعمه غير المبرر للسعودية وجرائم ولي العهد محمد بن سلمان.

وفي تقرير لإيشان ثارور بالصحيفة، قال فيه إن السياسة المتناسقة والوحيدة لترامب هي دفاعه المستميت عن السعودية، وقيم الكاتب عام ترامب، قائلاً: “يدخل ترامب العام الأخير من ولايته بسجل متقلب في السياسة الخارجية. فقد شن حربا تجارية على حلفائه وكان ليّنًا مع الديكتاتوريين وتحدث بقوة عن تفوق أمريكا، ولكنه وقف متفرجا على الدول الأخرى التي قامت بإعادة تشكيل المشهد السياسي.

وتحدث كثيرا عن صفقات بدون نتائج، وكانت فوضى، ويضيف أن أحداث الأسبوع الماضي تذكرنا أن واحدًا من أهم ملامح سياسته الخارجية كان عناقه الشديد للسعودية.

وبالطبع يعول ترامب كثيرًا على العلاقة الأمريكية-السعودية، فهو يرى المملكة مشتريًا مهمًّا للأسلحة ودولة وكيلة مفيدة في حرب واشنطن مع إيران ومحاولات احتوائها، وكانت السعودية المحطة الأولى لزيارته بعد دخول البيت الأبيض وكشف فيها عن مركز لمكافحة الإرهاب تديره العائلة المالكة. أما صهره جارد كوشنر فقد طور علاقة قوية مع العائلة المالكة خاصة ولي العهد محمد بن سلمان.

ويقول جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “قرر ترامب ومنذ وقت أنه سيكون معهم ولا أرى أن هناك ظروفًا ستجبره على إعادة التفكير بموقفه”.

وهذا يشمل الغضب في الكونجرس على مقتل الصحفي جمال خاشقجي والدور الذي قالت “سي آي إيه” إن محمد بن سلمان لعبه بالجريمة. فقد ناقض كلام المخابرات والنواب والشيوخ في الكونغرس وشكك في دور محمد بن سلمان في اختطاف وقتل صحافي “واشنطن بوست” العام الماضي بالقنصلية السعودية بإسطنبول.

نريد أكثر من هذا

وواصل ترامب هذا الشهر حمايته لولي العهد من خلال حذف المتطلبات التي وضعها الكونغرس على الميزانية الدفاعية والتي تضمن إلغاء تأشيرات زيارة المسؤولين السعوديين المتورطين بقتل خاشقجي.

ولكن على مدير وكالة الأمن القومي تقديم قائمة بأسماء المتورطين بقتل خاشقجي بعد 30 يوما من توقيع ترامب على الميزانية، وقال مصدر في الكونغرس لـ”سي إن إن”: “هي قائمة بدون تداعيات” و”نريد أكثر من هذا”.

وتعد كل محاصرة للرئيس ترامب خبرا سلبيا للعربية السعودية بحكم الموقف المتصلب للحزب الديمقراطي من سياسة الرياض خلال السنة الأخيرة بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، ومن مظاهر ذلك معارضة نواب الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي بيع الأسلحة إلى الجيش السعودي.

ووفق معلومات دقيقة حصلت عليها (الحرية والعدالة)، بدأت الإدارة السعودية في إعادة بناء لوبياتها السياسية والاقتصادية مع بعض زعماء الحزب الديمقراطي والمراكز البحثية والاستشارية المقربة من هذا الحزب تحسبا لأي تطورات سلبية في ملف إقالة ترامب أو احتمال خسارته الانتخابات الرئاسية المقبلة في ظرف سنة.

وتفيد مصادر عليمة بالسياسة الأمريكية بالنشاط غير المعتاد لشركات العلاقات العامة في واشنطن ونيويورك لتعمل على إعادة تسويق صورة العربية السعودية والإصلاحات التي تشهدها ودورها في مواجهة إيران واستمرارها في دعم ارتباط البترول بالدولار، حيث تستهدف صناع القرار وسط الحزب الديمقراطي وبعض صناع الرأي العام المرتبطين بهذا الحزب، والجديد هذه المرة هو تسويق أهمية السعودية دون التركيز كثيرا على ولي العهد محمد بن سلمان؛ لأن اسمه ما زال مرتبطا بجريمة اغتيال خاشقجي.