قالت دراسة إن حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس هي الحاسم في معادلة الصراع الصهيو أمريكي ضد الفلسطيينيين والعرب.
وأوضحت الدراسة التي أعدها موقع وصفحة “الشارع السياسي Political Street” بعنوان “دراسة.. أبعاد ومخاطر صفقة القرن”، أن المآلات المستقبلية في ظل الصمت العربي، تكشف عن التواطؤ العربي، مع خطة تصفية القضية الفلسطينية، بما يقنن المشروع الاستيطاني الصهيوني المدعوم امريكيا.
وأضافت أن السعودية والامارات ومصر يدعمون خطة ترامب، حتى لو بدت بعض التصريحات الاعلامية، المعتادة للاستهلاك الاعلامي الشعبي في بلدانها فقط، فالسيسي هة اول من اطلق على خطة ترامب، صفقة القرن، وبن سلمان وفر المليارات هو ومحمد بن زايد، فيما تجد الاردن نفسها في زاوية محاصرة بالتوسع الصهيوني وقضم حقوقها وتهديد اراضيها بتوطين الفلسطينيين المقيمين بها، بينما رئيس المجلس السيادي السوداني الفريق البرهان يلتقي نتانياهو في اوغندا ليطلق اكبر حملة تطبيع مع اسرائيل، مقابل بعض الموارد الاقتصادية، قبل ان يكون الاعتتراف والتطبيع بالمجان.
موقف سلبي
وأشارت الدراسة إلى ما اعتبرته مواقف سلبية، برصد تصريحات “الخارجية الفلسطينية” التي قالت: إن الرئيس محمود عباس سيقدم أمام مجلس الأمن البديل للخطة الأمريكية في 11 فبراير الجاري.
ورأت أن هذه القرارات والسياسات والتصريحات اعتادها العالم ، من العرب ويرونها بلا اعتبار. مضيفة أن عباس لا يؤمن سوى بالمفاوضات ثم المفاوضات حتى النهاية وأن عدوه هو حركات المقاومة الفلسطينية، بينما مصر والسعودية تدعوان لمفاوضات مباشرة على أساس خطة ترامب وليس على أساس القرارات الدولية او مقررات الامم المتحدة او مبادرة السلام التي اطلقها العرب انفسهم في العام 2000.
وقالت إن الوعي الشعبي العربي بمخاطر صفقة القرن ومقاومتها، فيما يراهن بعض الفلسطينيين على الدعم الصيني والروسي مع القضية الفلسطينية في الامم المتحدة ومجلس الامن خلال الايام المقبلة لوقف خطة ترامب، المطبقة بقوة السلاح على الأرض الفلسطينية التي تشكو القهر والعنصرية والاغلاق ومنع الحياة عن ملايين الفلسطينيين في غزة وفي الضفة وغيرها..
انقلاب على اوسلو
واستغربت الدراسة مواقف العرب، الداعية للتفاوض وما صدر بشأن صفقة القرن هو قرارات أحادية عصفت الإدارة الأمريكية بكل ما حملته سنوات المباحثات العبثية الـ26 الماضية في رعايتها لاتفاق أوسلو فاعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال ووقعت ما يشبه شيكا على بياض لضم المزيد من الأراضي والكتل الاستيطانية فيما يستهدف مشروعها الجديد اختراع دولة فلسطينية خارج حدود عام 1967.
وقالت إن هذه الإجراءات تعتبر إسقاط لما عرف بحل الدولتين فإن ما تعنيه بالأساس هو العودة من جديد إلى ما قبل أوسلو والبدء باستنساخ حلول جغرافية بديلة لتسوية الصراع.
وفسرت أن صفقة القرن تنطلق في إعادة قراءة الحدود وفق رؤى الاحتلال وأهدافه بداية من مشروع يوشع بن آريه عام 2003 ومرورا بمشروع جيورا إلاند عام 2004 ضمن محاولات مستمرة لتجميل فكرة تمديد حدود غزة في سيناء المصرية وما أعقبهما من خرائط مقترحة لتنفيذ حدود جديدة داخل الأراضي المحتلة ستضم إليها أجزاء من المنطقة المعروفة بغور الأردن.
إغراءات مالية
وكشفت الدراسة أن مصر احتلت جزءاً من صفقة القرن تحت عنوان “تعزيز التنمية الإقليمية والتكامل”، ورصدت الخطة 9.167 مليارات دولار أميركي للمشروعات المقررة، منها 917 مليون دولار عبارة عن منح، و4.325 مليارات قروض و3.925 مليارات تمويل ذاتي.
وأضافت أن الإغراءات المالية المقترحة لمصر، سبق وأن عرضت خلال ما عرف بـ”ورشة المنامة”، التي عقدت في البحرين، وهي نفس الأرقام التي تضمنتها خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية.
وتابعت أنه بناء على الخطة الأميركية المقترحة فإن 12 مشروعاً اقتصادياً مرتبطة بمصر التي تمتلك حدوداً مع قطاع غزة في فلسطين.
واشارت إلى أن وزراء الخارجية العرب اكدوا في بيانهم حق دولة فلسطين في السيادة على كافة أراضيها المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أشار الوزراء إلى أن مبادرة السلام العربية عام 2002 هي الحد الأدنى المقبول عربيا لتحقيق السلام.
تقدير صهيوني
ومن جديد الدراسة رصد الموقف الصهيوني، الرافض للصفقة فقالت إنه على عكس التيار العام في الكيان الصهيوني الذي يستبشر خيرًا بما تسمى بصفقة القرن، ذهب رئيس الوزراء الصهيوني السابق، إيهود أولمرت، إلى أن هذه “الصفقة” تمثل تهديدًا حقيقيًّا لمستقبل الكيان الصهيوني، مؤكدًا أنها لا تصلح لأن تكون أساسًا لحل الصراع مع الفلسطينيين، وأكد أنها لا تعدو أن تكون مجرد “إنجاز كبير لبنيامين نتنياهو في مجال العلاقات العامة”.
وفي مقالٍ نشرته صحيفة “معاريف”، نوه أولمرت إلى أن خطة ترامب مجرد خطة تمكن إسرائيل من ضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن. وحذّر أولمرت من أن الخطة التي لن تقود لتحقيق التسوية السلمية للصراع يمكن أن تمثل مصدرًا لتهديد مستقبل إسرائيل، قائلا: “أخشى أن تنتهي الزفة التي كانت في واشنطن ببكاء كبير، وأخشى أن نكون نحن الباكين”، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، توقع “مركز دراسة السياسات الخارجية والإقليمية لإسرائيل (ميتيفيم)”، أن يمثل طرح “صفقة القرن” مسوغا لتصعيد الأوضاع الأمنية. وفي ورقة أعدها المستشرق البروفسور إيلي فودا، أشار المركز إلى أنه لا توجد أية فرصة لوضع الخطة موضع التنفيذ، على اعتبار أنها “لم تأخذ بعين الاعتبار مصالح الطرف الفلسطيني”؛ بحسب ترجمة الباحث المتخصص في الشأن الفلسطيني والعبري الدكتور صالح النعامي في صحيفة “العربي الجديد”.
ونوه “فودا” إلى أنه “لم يكن للفلسطينيين أن يقبلوا خطة تسوية لم يتم التشاور معهم عند إعدادها”، لافتا إلى أن “قطيعة تسود بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية في أعقاب إغلاق مكتب ممثل فلسطين في واشنطن، ووقف المساعدات المالية عن السلطة وعن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)”.