ليس ما أعلنته مصادر قبلية اليوم من اختطاف الأمن المصري لـ4 سيدات من منازلهن بمدينة العريش شمالي سيناء هو الحادثة الأولى، فبمثلها وتكرارها يلعب السيسي على وتر استفزاز أهالي سيناء باستباحة أعراضهم.
ومنذ الثالث من يوليو 2011 تشهد سيناء الأصعب من الاحتلال، وهو استباحة الأعراض باعتقال سيدات سيناء، فتم وضع البدو (العرب) في الجهة المقابلة للجيش، على الأقل بالتعاطف مع العمليات الإرهابية التي تنال من الجنود.
نساء شمال ووسط سيناء يعانين الأمرّين، بين التهجير من البيوت وحرقها واعتقال عائل الأسرة أو أحد أفرادها، مرورًا بمطاردة النساء أنفسهن واعتقالهن. وبحسب مصادر قبلية، فإنه خلال شهر واحد من بدء عملية الجيش، اعتُقلت أكثر من 100 سيدة، وأن الأجهزة الأمنية تمارس الإخفاء القسري والتعذيب بحقهن، بالإضافة إلى مقتل نساء أخريات سواء في قصف عشوائي للجيش أو إطلاق للنيران.
نساء ضد الانقلاب
وفي وقت سابق، كشفت حركة “نساء ضد الانقلاب” عن أن جيش السيسي ارتكب انتهاكات ممنهجة ضد أهالي سيناء، حيث قام بتهجير أعداد غفيرة من أهل رفح والشيخ زويد، وقام بتدمير بيوتهم التي تجاوزت 6000 منزل (ستة آلاف منزل)، وقام بقتل أكثر من 5000 مواطن (خمسة آلاف مواطن) من أهل سيناء بلا جريرة، فضلا عن اعتقال أكثر من 10000 معتقل (عشرة آلاف معتقل) من أبناء سيناء، ويقوم بإخفاء العديد من أبناء سيناء قسريًّا.
وتابعت الحركة قائلة: “بالأمس مات آلاف الجنود المصريين من أجل استعادة سيناء من قبضة إسرائيل، واليوم يموت أهل سيناء على يد جيشهم من أجل تقديمها لقمة سائغة لـ”إسرائيل”، ومع انطلاق العملية العسكرية الشاملة يبدو أن سيناء قد دخلت نفقًا مظلمًا، بارتفاع وتيرة استهداف المدنيين العزل، لا سيما النساء والأطفال.
تعذيب النساء
وفي تصريح سابق، كشف النائب السابق يحيى عقيل عن شمال سيناء، عن اعتقال نساء من مدن شمال سيناء، ومنها اعتقال نحو 25 منهن لإجبار أبنائهم على تسليم أنفسهم.
ونقل الأهالي سماعهم لصوت صرخات النساء من داخل قسم أول العريش، أمس السبت، حيث يتم تعذيبهن بالصعق بالكهرباء دون معرفة الأسباب وراء التنكيل بالنساء بعد اعتقال العشرات منهن بعد حملة المداهمات التي شنتها على بيوت الأهالي بمدينة العريش مؤخرًا، وسط تساؤل الكثيرين دون مجيب: ما ذنب النساء؟ ولماذا يتم اعتقالهن وتعذيبهن بهذا الشكل الذي يتنافى مع القيم الدينية والأعراف المجتمعية ويخالف كل القوانين؟.
وأضافوا أن قوات جيش السيسي استولت على مصوغات ذهبية تخص السيدات، إضافة إلى عدد كبير من أجهزة الهاتف المحمول، إضافة إلى متعلقات شخصية وأجهزة كهربائية.
كما نقل شهود عيان من الأهالي في سيناء، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، قيام جيش السيسي بعمليات هدم لبيوت المواطنين بشكل عشوائي سواء المعتقلين أو المطاردين ليتم تشريد أسرهم دون مأوى في جريمة لا تسقط بالتقادم.
نساء وأطفال
وقال مراقبون، إن النساء لسن وحدهن المتضررات من أداء الجيش والشرطة، بل حتى الأطفال لم يسلموا، فقتل الأطفال بقذائف الجيش العشوائية باتت أمرا شائعا، بعض حالات القتل أظهرت صورا للأطفال، ولكنها لم تصور الاستهداف نفسه إلا في قليل من الحالات وكشفها الجيش أو الأمن الوطني بشمال سيناء لاستفزاز أهال سيناء وإرهابهم.