بعد تحذير الصهاينة.. هل فرضت “سيف القدس” معادلة جديدة لصالح الفلسطينيين؟

- ‎فيعربي ودولي
Palestinian man run away from tear gas during clashes with Israeli security forces in front of the Dome of the Rock Mosque at the Al Aqsa Mosque compound in Jerusalem's Old City Monday, May 10, 2021. Israeli police clashed with Palestinian protesters at a flashpoint Jerusalem holy site on Monday, the latest in a series of confrontations that is pushing the contested city to the brink of eruption. Palestinian medics said at least 180 Palestinians were hurt in the violence at the Al-Aqsa Mosque compound, including 80 who were hospitalized. (AP Photo/Mahmoud Illean)

اعترفت حكومة الاحتلال الصهيوني بخطورة التوتر الحادث في مدينة القدس المحتلة من تهديد أهلها بالتهجير القسري، وإطلاق قطعان المستوطنين للاعتداء على ممتلكاتهم والاستيلاء على منازلهم ،فضلا عن اقتحامات الأقصى المتكررة وغيرها؛ ما يؤجج الوضع ويزيد المواجهات مع جنود الاحتلال.

وعلى الصعيد الفلسطيني شهد العالم كله عبر شاشات الفضائيات القمع المتزايد من قِبَلِ سلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأجهزته الأمنية ضد الشعب الفلسطيني الثائر على الظلم المركب من الاحتلال ومن سلطة التنسيق الأمني بعد اغتيال الناشط نزار بنات ،الأمر الذي يستحيل معه دون وضع حد لغطرسة واستبداد سلطة عباس وأجهزته الأمنية.

خطورة التوتر بالقدس

وحذر ناشطون ومراقبون من خطورة التوتر في مدينة القدس المحتلة على الاستقرار في المنطقة ومستقبل الوضع الفلسطيني في الضفة الغربية ،تزامنا مع عنف السلطة المتزايد ضد الفلسطينيين بعد اغتيال نزار بنات.

وفي السياق ذاته شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس حملة اعتقالات واسعة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، طالت نائبا في المجلس التشريعي عن القدس.

يأتي ذلك تزامنا مع دعوات في بلدة سلوان المقدسية الخميس، للمشاركة في خطبة وصلاة الجمعة، المقامة في خيمة الاعتصام بحي البستان، تضامنا مع أهالي البلدة المهددة بيوتها بالهدم والإخلاء والتهجير القسري.

ودعا أهالي بلدة سلوان :"المقدسيين وفلسطينيي الداخل المحتل إلى الحشد في جمعة "الثبات والصمود"، مؤكدين أن الحضور يعزز من صمودهم ويقوي عزائمهم، في مواجهة مخططات الاحتلال الهادفة لاقتلاعهم وتهجيرهم".

كانت حركات فلسطينية قد دعت الأربعاء، إلى :"إقالة الحكومة برئاسة محمد أشتيه، وذلك احتجاجا على قمع الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية للمظاهرات السلمية واعتدائها على الصحفيين أثناء تغطيتهم وقفات منددة باغتيال الناشط السياسي نزار بنات".

وقال سعيد بشارات، الباحث في الشأن الصهيوني، إن :"الوضع في الضفة الغربية محزن للغاية نتيجة القمع والاستبداد الذي تمارسه السلطة الفلسطينية التي من المفترض أن تساند الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني الذي يشن هجمة استيطانية في بيتا والأغوار وجبال الخليل ومناطق أخرى".

الفلسطينيون لا بواكي لهم

وأضاف في مداخلة هاتفية لتليفزيون وطن أن :"الاحتجاجات الأخيرة في الضفة الغربية شهدت ارتقاء أكثر من 30 شهيدا خلال شهر واحد، والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لا بواكي له ولا أحد يقف معه ويعاني وحده في الوقت الذي تقمع فيه سلطة محمود عباس جماهير الشعب في الضفة الغربية وتمنعها من التعبير عن موقفه ،ورفضه للفساد والتعاون الأمني بين السلطة والاحتلال ،وتقوم بقتل المعارضين واغتيالهم في وضح النهار أمام عائلاتهم".

وأوضح أن :"السلطة رفضت مساندة الجماهير التي تدافع عن جبل صبيح الذي احتله المستوطنون وأقاموا فيه مستوطنة أفياتار دون تدخل السلطة الفلسطينية، كما صمتت عن ملاحقة المستوطنين الرعاة والفلاحين في الأغوار ،وبدلا من ذلك تلاحق الشعب وتقمعه وتحاول منع الحقيقة من الوصول إلى العالم باستهداف الصحفيين والنشطاء".

وأشار إلى أن :"السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس أصبحت جزءا من المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مضيفا أنه في النقاشات الداخلية في دولة الاحتلال تُصنّف السلطة باعتبارها الوكيل الأمني لجيش الاحتلال في الضفة الغربية".

ولفت إلى أن :"الفلسطينين لا يؤيدون السلطة ،وقد أجرى مركز مستقل في رام الله استطلاعا أظهر تراجع التأييد الشعبي لمحمود عباس إلى أقل من 8% من الشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني كله يرى أن السلطة دمرت المنظومة السياسية والاقتصادية وتسببت في هجرة عدد من الفلسطينيين ،ومن يؤيدون السلطة هم حفنة قليلة من المنتفعين".

وأشار إلى أن :"الضفة الغربية تزداد اشتعالا ،وقد بدأت الأحداث في القدس والشيخ جراح وامتدت إلى باب العمود وسلوان ومناطق أخرى ،وهذه الحالة تتصاعد كما أن حدة الاشتباكات مع جيش الاحتلال تتصاعد أيضا في الضفة الغربية، وتخشى حكومة الاحتلال من انتقال المواجهات إلى باقي أنحاء الأراضي المحتلة، مضيفا أن اضطراب الحكومة الإسرائيلية فرصة سانحة للشعب الفلسطيني لكي ينتفض ويخلق واقعا ومعادلة جديدة في الضفة الغربية والقدس".

ولفت إلى أن :"المواجهة مع الاحتلال لم تبدأ بمعركة سيف القدس ولن تنتهي بنتائج سيف القدس فالمعركة مستمرة ،والاحتلال لن يتنازل عن محاولاته للسيطرة على القدس وأحيائها، ومعركة القدس خلقت معادلة جديدة يبني عليها الشعب الفلسطيني، وما يحدث في الضفة الغربية من التصدي للهجمة الاستطيانية في جبل صبيح تطورا جديدا ،بالإضافة إلى استحداث الإرباك الليلي والإقلاق النهاري في المنطقة دليل على عمل وتحرك مقاوم في الضفة والقدس".