“ذا هيل”: أسباب تأخر حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط في إدانة غزو أوكرانيا وتداعياته

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع the hill مقالا للكاتب مارك  كاتز أستاذ الحكومة والسياسة في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ماسون، بشأن تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على العلاقة بين واشنطن وحلفائها في الشرق الأوسط.

وقال التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" إنه "ليس من المستغرب أن يعرب نظام بشار الأسد في سوريا، الذي تدعمه روسيا عن دعمه لاعتراف موسكو بـالجمهوريتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وأن وزير الخارجية الإيراني وصف الصراع في أوكرانيا بأنه متجذر في استفزازات الناتو، لكن بالنسبة للجزء الأكبر، أوضح حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط أيضا أنهم ليسوا على وشك دعم الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في فرض عقوبات على روسيا، أو حتى انتقاد الغزو الروسي لأوكرانيا علنا".

وأضاف التقرير أن المملكة العربية السعودية أشارت إلى أنها لن تزيد إنتاج النفط لخفض أسعار النفط التي ارتفعت بسبب الأزمة ؛ وتعتزم الالتزام باتفاقية الإنتاج التي أبرمتها مع روسيا في شكل أوبك + ، وامتنعت الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الصين والهند، عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي المدعوم من الولايات المتحدة والذي يستنكر تصرفات روسيا، ودعا أمير قطر جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس دون إلقاء اللوم على روسيا، كما أشارت قطر إلى أنها ببساطة لا تستطيع زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال أو إعادة توجيه صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل كبير، كما أن الشاغل الرئيسي لمصر هو أن الصراع في أوكرانيا ، قد يقطع إمداداتها من القمح الروسي والأوكراني عبر البحر الأسود والمضيق التركي ؛ وبقدر ما لا تستطيع مصر استيراد الحبوب من أوكرانيا، فإن اعتمادها على القمح الروسي قد يزداد بالفعل.

وفي المقابل أدان وزير الخارجية الإسرائيلي بالفعل تصرفات روسيا في أوكرانيا، لكن إسرائيل ترغب في مواصلة اتفاق إلغاء التضارب مع روسيا بشأن سوريا، حيث تتسامح موسكو مع الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية وحزب الله هناك – خاصة وأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أثار هذا الشك عندما دعت إسرائيل إلى وقف هذه الهجمات، تركيا هي حليف الولايات المتحدة الوحيد في الشرق الأوسط الذي لم يدنِ الغزو الروسي فحسب، بل دعم أوكرانيا بنشاط ، كما أن المصالح الأمنية التركية، وهي دولة ساحلية على البحر الأسود، مثل روسيا وأوكرانيا، هي الأكثر تضررا من هذا الصراع.

وأوضح التقرير أن هذه التحركات تعكس أن العديد من حلفاء أمريكا يعطون الأولوية أحيانا للتهديدات بشكل مختلف عن الولايات المتحدة  وعن بعضها البعض، في حين يُنظر إلى الغزو الروسي لأوكرانيا على أنه يهدد بشدة الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو، فإن العديد من حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط يرون أن إيران تشكل تهديدا لهم أكثر بكثير من روسيا، بالإضافة إلى ذلك، يخشون أن يؤدي التعاون مع الولايات المتحدة إلى دعم روسيا أو عدم العمل على كبح جماح إيران. وإذا كانت الولايات المتحدة أقل التزاما الآن بالدفاع عن حلفائها في الشرق الأوسط بسبب تركيزها المتزايد على الصين، والآن روسيا، فإنهم يعتقدون أن مخاطر إدانة روسيا تفوق بكثير أي فوائد للقيام بذلك.

وأشار التقرير إلى أن حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط قد يحسبون أيضا أن أفعالهم التي تستوعب روسيا لن تضر بعلاقاتهم بأمريكا ، إما من منطلق الاقتناع بأن أمريكا بحاجة إليهم أكثر من حاجتهم  إلى أمريكا، أو بسبب اعتقادهم بوجود دعم محلي أمريكي قوي لهم على الرغم من أي تعاون مع روسيا، وبالفعل هناك أصوات في واشنطن تدعو إلى فهم موقف حلفائها في الشرق الأوسط، وتحث الولايات المتحدة على فعل المزيد من أجلهم تجاه إيران.

ولفت التقرير إلى أنه إذا لم يتعاون حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط مع الولايات المتحدة في معاقبة روسيا على أفعالها في أوكرانيا، فإن السؤال الذي سيُطرح حتما هو، إذا لم يدعم حلفاؤنا في الشرق الأوسط أمريكا والغرب في التعامل مع العدوان الروسي، فما مقدار ما يجب على الولايات المتحدة مساعدتهم في مواجهة إيران ؟

ونوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة ليست على وشك مساعدة إيران ضد أي منها، لكن في مرحلة ما، سيشير حلفاء أمريكا الأوروبيون إلى أنه إذا لم تستطع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر أو لن تزيد صادراتها البترولية إلى أوروبا لتحل محل الصادرات الروسية التي تريدها واشنطن تقليصها، فإن شراء النفط والغاز من إيران سيبدو جذابا بشكل متزايد لهم، مثلما لا يعتبر حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط أن روسيا تشكل تهديدا كبيرا لهم، فإن حلفاء أمريكا الأوروبيين والآسيويين لا يعتبرون إيران تهديدا لهم أيضا.

 

إذا لم يكن هناك شيء آخر، فقد يدعو حلفاء أمريكا الأوروبيون والآسيويون الولايات المتحدة إلى إظهار نفس التسامح مع تعاملهم مع إيران ، كما تظهر واشنطن لحلفائها في الشرق الأوسط في تعاملهم مع روسيا.

 

https://thehill.com/opinion/national-security/596064-why-americas-middle-eastern-allies-havent-condemned-russias-war-in