يعيش بين جنبات القاهرة -بحجم ما فيها من مشكلات وأزمات- عدد كبير من المهاجرين، بين هنود وسودانيين ويمنيين، وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن "أعداد المهاجرين في مصر يصل لنحو 9 مليون مهاجر 8.7% من عدد سكان مصر، منهم 4 مليون سوداني ١.٥ مليون سوري، ومليون يمني، ومليون ليبي ٣٧٪ من المهاجرين عموما يعملون في وظائف مستقرة".
ومنذ سبع سنوات تصل طائرة اليمنية بركاب يوميا من اليمن للقاهرة ، بما يعني نحو 7 ملايين و250 ألفا ولكن في ضوء التقديرات اليمينة فإن عددهم لا يتجاوز ٦٤٠ ألف شخص.
ويشكو ناشطون يمنيون في مصر من فساد بالسفارة اليمنية في مصر بسبب "الارتزاق" وغياب الدولة، معتبرين أن ذلك يزيد من معاناة المواطن اليمني.
جالية كبيرة
ويضيف الكاتب اليمني زيد علي الشليف أنه وجد في مصر "جالية يمنية كبيرة وضخمة تفتقر إلى من ينظمها لتستطيع تقديم صورة مشرفة عن اليمن، أصبحت السفارة والجالية فقط مصدر دخل لأصحابها وليست جهة قادرة على استيعاب هذا الكم من اليمنيين والطاقات الهائلة، لا تستهينوا بدور أبناء اليمن في الخارج فبإمكانهم تقديم الكثير".
وأكد أن المسؤولين عنهم في سفارة بلدهم يبحثون وراء المصالح ويلهثون وراء الدنيا.
في المقابل، يحمل بعض اليمنيين أبناء جلدته المسؤولية فيحكي أحدهم عن ثلاثة أسابيع في العاصمة المصرية القاهرة ، جلست مع مصريين كثير ، صاحب التاكسي يشتكي منهم والطبيب في العيادات الخاصة يشتكي منهم والتاجر يشتكي منهم بسبب النصب والاحتيال ، مش عارفين معانات الجنوبيين مع اليمنيين 32 عاما من القتل والدمار والنهب والإقصاء الذي مارسوه في الجنوب.
ومن هذه المواقف اللاأخلاقية أن يستعين أحد أولاد الحاج هائل سعيد أنعم (يمني) بالأمن المصري ، لمنع بعض اليمنيين من دخول صالة العرس في القاهرة بعد أن نشروا دعوة عامة لحضور الحفل".
ضغوط على السياسيين
ونشرت منصات محلية موالية للانقلاب أن السفارة في القاهرة عينت مستشارا دبلوماسيا ينتمي لحزب الإصلاح في 2020 في حين أن حكومة الانقلاب أوعزت لليمنيين أنه لا مكان للإصلاح في مصر، وأن وجودهم سيؤدي إلى منع دخول كافة اليمنيين وذلك بعد القبض على مجموعة من أنصار حزب الإصلاح اليمني في سبتمبر 2019 وزعمت المنصات وقتئذ بأن مصر تدرس منع دخول اليمنيين نهائيا وتسفير الموجودين في مصر وإيقاف تجديد الإقامات لهم ، وتوكد مصادر في الداخلية المصرية أن عدد المقبوض عليهم وصل إلى 8 يمنيين".
وما أكد هذا الادعاء، زعمهم أنهم شاركوا في أعمال التخريب التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين في مدينة القاهرة.
وأفضى ذلك إلى تحريض البعض على العمل (كعصافير) لصالح الداخلية في مصر ضد أبناء موطنهم، وتسليطهم على أن يشوا بهم سواء في القاهرة أوالسعودية بتهمة الانتماء للإخوان أو الإصلاح.
ابتزاز المسؤولين
وقالت دلال اليمنية (@Dalalaibi) إن "الجهات الأمنية ابتزت مسؤولين يمنيين في القاهرة بأفلام جنسية على غرار ما لمسته أيضا في الإمارات التي سبق وعملت بها".
وأضافت أن الطريق للابتزاز يبدأ بحجم المال والمبالغ الخيالية في يد الضباط المبتزين يكون في الغالب ضابط إماراتي بملابس مدنية ومرافق يمني، وساعات رولكس مطعمه بالألماس، وحذاء يتعدى سعره 500 دولار وسيارة من التشريفات الإماراتية.
وحكى لها المرافق اليمني عن كرم الإمارتيين ، قلت كيف قال ياخوي مايخلونا ندفع شيئا ، نجي وكل شيء جاهز حتى يعرفون وش نوع الخمر اللي يشربه الفندم ويجهزوا له سهرات وبنات طوال قعدته".
وخلصت إلى أنها لا تستغرب تصويرهم بهذه المقاطع مع مغربيات ويمنيات، ثم توظيفهم في مهام بالقاهرة وغيرها.
فضائح الأبناء
وعن أوضاع اليمنيين بمصر ذكرت أن من فضائح أولاد المسؤلين اليمنيين بمصر وجود "ديسكوهات" بأسماء شهيرة و"كباريهات vip " وصالات القمار بالفنادق، وتصل مبالغ القمار 3 آلاف دولار للبعض، وأن سعر الليلة ١٠ آلاف جنيه شاملة الإقامة والمخدرات، زاعمة أن أغلب أبناء اليمنيين يهوون مخدر "شابو" وأن دخول المصريين ممنوع، بحسب "دلال".
أما إنفاق اليمنيين في الغالب يكون على العقارات، حتى إن أحدهم اشترى أربع شقق بمدينة نصر سعر الشقة خمسة مليون جنيه، وأن البحث في شركات طلعت حرب والمرشدي وإعمار يوضح كم اليمنيين الذين يشترون الفلل والشقق".
لجوء وحرمان
على الجانب الآخر يعاني الطلاب اليمنيون في مصر بشكل واضح، وتصف "سهير السمان" تلك المعاناة حيث يمر الطلاب بأسوأ كارثة إنسانية في ظل تأخر مستحقاتهم المالية لأكثر من عام، وتراكم ديونهم والإيجارات ورسوم الإقامات وغيرها من المتطلبات الهامة والضرورية، وإلى اليوم وهم يوعدون بصرفها دون جدوى".
وبحسب تقرير يمني، يصل حجم الأطفال الينميين المتعثرين في التعليم في مصر وغيرها، قرابة 750 طفلا يمنيا محرومين من الدراسة حسب إحصائية سابقة عام 2020، لمبادرة "خذ بيدي من حقي أن أتعلم".
وفقا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" 2021، فإن مليوني طفل يمني خارج المدراس و (3,7) مليون طفل آخر معرضون لخطر التسرب.
وتضم مصر أكبر تجمع للجالية اليمنية في العالم، حيث يتواجد فيها عدد كبير من اليمنيين، منهم من جاء للدراسة ومنهم للعلاج ومنهم للاستقرار، وآخرين بانتظار معاملات السفر إلى أوروبا، حيث بلغ عددهم وفقا لتقرير منظمة الهجرة الدولية مليون يمني بينهم 55000 طفل، جزء منهم بسن المدارس، والملتحقين بالمدارس منهم لا يتجاوز 5000 آلاف طفل حسب إحصائية سابقة لمبادرة خذ بيدي من حقي أن أتعلم.
ويوضح التقرير أنه في المدارس المصرية، تعد الإقامة شرط من شروط القبول ومشوارها طويل ويكلف أيضا، ويلجأ بعضهم إلى تعليم أطفالهم في المنازل دون تعليم نظامي.
أما أسعار المقاعد الدراسية للمدارس اليمنية فتبدأ من 500$ على الأقل ، وهذا مبلغ يصعب توفيره لدى أغلب الأسر ، مما يضطرهم لإبقاء أطفالهم في البيوت دون دراسة، وعدد المدراس 4 فقط ولا تستوعب كل طبقات المجتمع، تستوعب فقط الطبقة المتوسطة والكبيرة فقط أما الطبقة الفقيرة لاتستطيع الالتحاق بالمدراس.