تحت مظلة خادعة، أقدم يهود على زراعة أشجار النخيل في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، كجزء من برنامج ما يُعرف بـ"رحلة الأديان" إلى المنطقة، في حدث وُصف بـالتاريخي.
وزارت المجموعة المشتركة بين الأديان كلا من السعودية والإمارات، بقيادة ريك صوفر، 63 عاما، مصرفي ومحسن من لندن، واستكشفت التغييرات الأخيرة في الموقف تجاه المصالحة والصداقة بين الديانات الإبراهيمية الثلاث.
العودة
لم ينس الإسرائيليون استغلال التطبيع للحديث عن عودتهم إلى أرض أجدادهم اليهود، ونشرت صفحة إسرائيل بالعربية في 4 فبراير 2020 مقطع فيديو يظهر فيه شخص يهودي يدعى داوود بن يوسف شكر، يدعي أنه من مواليد مدينة نجران السعودية عام 1944 يريد زيارتها.
وناشد اليهودي ولي العهد محمد بن سلمان، بالسماح له بالدخول إلى المملكة لزيارة قبور أجداده، وزعم "شكر" أنه حتى سنة 1948 كان يوجد 260 يهوديا في نجران السعودية، وأن عددهم وصل الآن إلى 15 شخصا فقط وهو من ضمنهم.
وتحدث الكاتبان الإسرائيليان إيدي كوهين ومائير المصري عن أرض أجدادهم، وكتب الثاني يستفز المسلمين والفلسطينيين بقوله إن "سيطرة إسرائيل على القدس هي المقابل لسيطرة السعودية على خيبر".
وفي الإطار ذاته، سافر مندوبون من خلفيات يهودية ومسيحية وإسلامية معا من المملكة المتحدة للتعرف على تاريخ ودين وثقافة بلدان المقصد، من خلال التفاعل مع القادة الدينيين المحليين والمؤسسات والمجتمعات.
ضمت المجموعة المتنوعة رجال الأعمال البارزين، بالإضافة إلى أستاذ التاريخ وباحثين آخرين من جامعة كامبريدج.
وتمت دعوة كل مشارك لزراعة شتلة من شجرة عجوة التمر، وهو النوع الذي يُزرع فقط في المدينة المنورة والمذكور على وجه التحديد في السنة النبوية.
وفي حديثه في حدث غرس الأشجار، قال صوفر "إذا أخبرني أي شخص قبل خمس أو حتى عشر سنوات أنني سأتمكن من القدوم إلى السعودية، يعلم الجميع أنني يهودي، وأيضا مع أصدقائي، وكذلك اليهود، سأفعل ذلك، بالكاد أصدقهم، ولكن ليس فقط القدوم إلى المملكة العربية السعودية، ولكن يتم استقبالهم بطريقة ودية ومضيافة، هو حقا شيء رائع".
وأضاف "ليس فقط السعودية، ولكن القدوم إلى المدينة المنورة، المدينة الساحرة والمستنيرة، هو شيء رائع للغاية" متابعا "آمل أن تؤدي هذه اللحظة الرائعة إلى المزيد من اللحظات الرائعة من الأخوة والتعايش والوئام السلمي، إنها حقا مناسبة مؤثرة".
كما ظهر الصحفي الإسرائيلي جاستن كوهين، في مقطع فيديو من أمام المسجد النبوي في أثناء إقامة الصلاة، قائلا "ها نحن نزرع النخيل، ونؤدي طقوسنا اليهودية مرة أخرى بعد 1400 سنة".
كما التقت المجموعة بالعديد من علماء القرآن والفنانين وغيرهم، بما في ذلك الأئمة عبد الله بن بيه من الإمارات ومحمد العيسى من السعودية، كما التقوا بالأسقف الكاثوليكي وحاخامات الإمارات.
وزار المندوبون كذلك بيت العائلة الإبراهيمية في أبو ظبي، وهو مجمع الأديان الذي افتتح حديثا، ويتألف من ثلاثة أبنية للصلاة متساوية الحجم، كنيس وكنيسة ومسجد.
عصر الجاهلية
وكرر نفس هذه المزاعم عن خيبر، سفير إسرائيل السابق في مصر إسحاق ليفانون، في مقال بصحيفة معاريف في 9 مايو 2022، اتهم فيه الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم بقتل يهود خيبر وإبادتهم.
ونشر موقع "إيش" اليهودي يوم 18 يوليو 2012 تقريرا عن يهود الجزيرة العربية يزعم أحقية اليهود في أراض سعودية، بعدما طردهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المدن التي كانوا يقيمون بها.
ويقول إن مدينتي "خيبر" و"يثرب" التي تعرف حاليا بالمدينة المنورة، شمالي شبه جزيرة العرب، كانتا سابقا تمثلان بيئة لأكبر مجتمع يهودي مزدهر بالعالم، ويدعو لتوحيد جهود الجاليات اليهودية لاسترداد "تاريخ أجدادهم" في شبه جزيرة العرب.
وتحدثت مراكز أبحاث إسرائيلية متخصصة مثل "ديان" و"جافي" و"شلواح" عن وجود ممتلكات يهودية منذ عصر الجاهلية وصدر الإسلام يجب أن تعوض السعودية إسرائيل عنها.
من جانبها، حذرت الكاتبة السعودية الدكتورة حنان العتيبي من أن إسرائيل تقوم بإعداد بيانات عن أملاك يهود من خيبر ظلوا هناك حتى 1940 بغرض تحصيل تعويضات.
ونبهت لشراء يهود، أراضي سعودية لها قيمة تاريخية لدى اليهود في مدن مثل خيبر والعلا بواسطة شركات أميركية إسرائيلية.
ودللت على ذلك بنشر الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين إعلانا عبر صفحته على مواقع التواصل في مارس 2019 يطلب فيه شراء أراضي لشركة أميركية في خيبر بسعر ألف دولار للمتر.