عقب اقتحام سجن كوبر.. الجيش السوداني يكشف عن مكان احتجاز البشير

- ‎فيأخبار

قال الجيش السوداني يوم الأربعاء إن الرئيس السابق عمر البشير محتجز في مستشفى عالية العسكري تحت حجز الشرطة ، بعد أيام من التكهنات المحيطة بمكان وجوده، بحسب موقع "ميدل إيست آي".

وقال البيان إن البشير ونحو 30 سجينا آخرين نقلوا إلى المستشفى بناء على توصية من الطاقم الطبي في سجن كوبر قبل اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل.

وظهرت الشكوك حول مكان وجود البشير بعد هروب آلاف السجناء من كوبر ، المنشأة شديدة الحراسة التي يحتجز فيها منذ عام 2019 ، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وأعلن الوزير السابق في حكومته، علي هارون، يوم الثلاثاء أن المستبد السابق غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين.

والبشير وهارون مطلوبان من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وغيرها من الفظائع المزعومة في دارفور في غرب السودان.

وقال سجينان لموقع "ميدل إيست آي" يوم الاثنين إنهما هربا من كوبر يوم الأحد، إلى جانب آلاف السجناء الآخرين، بعد اشتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول السجن. ولم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان البشير قد هرب أيضا أو تم نقله.

ونشرت وسائل إعلام محلية سودانية مقطع فيديو يظهر سجناء يغادرون سجن كوبر ولقطات للاشتباكات حوله يوم الأحد. أظهر الفيديو أشخاصا يرتدون زي السجن الأبيض يسيرون في زقاق حاملين أمتعتهم.

وكان السجناء قد أضرموا النار في سيارتي حراسة واحتجوا على نقص الطعام والماء. ولم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من التحقق بشكل مستقل من هذه التقارير.

وقالت مصادر في السودان والولايات المتحدة لموقع "ميدل إيست آي" إنهم سمعوا أن البشير قد جرى نقله من قبل الجيش السوداني، الذي يقوده الجنرال عبد الفتاح البرهان، لكنهم لم يتمكنوا أيضا من تأكيد هذه المعلومات.

قال مصدر مجهول في الشرطة تحدث إلى سودان بوست، وهي مطبوعة مقرها جنوب السودان، إن البشير وبعض أعضاء إدارته الآخرين نقلوا من سجن كوبر إلى مكان آمن، بعد أن هاجم مسلحون يعتقد أنهم من قوات الدعم السريع حراس السجن لتحرير السجناء.

وقف إطلاق نار هش

وأدى تجدد القتال إلى زعزعة وقف جديد لإطلاق النار استمر ثلاثة أيام، بوساطة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع دخوله يومه الثاني يوم الأربعاء، مع ورود تقارير عن غارات جوية جديدة وزعمت قوات الدعم السريع أنها استولت على مصفاة نفط رئيسية ومحطة كهرباء غاري المرتبطة بها، على بعد أكثر من 70 كيلومترا شمال الخرطوم.

وقف إطلاق النار هذا هو أحدث محاولة فاشلة لإسكات البنادق في السودان منذ التوترات حول خطط ضم قوات الدعم السريع إلى الجيش كجزء من صفقة سياسية انتقالية تحولت إلى أعمال عنف في 15 أبريل.

وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة فولكر بيرثيس لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء "لم يتم دعم الهدنة بشكل كامل ، مع الهجمات على المقر ، ومحاولات كسب الأرض ، والضربات الجوية ، والانفجارات في مناطق مختلفة من العاصمة".

ووردت أنباء عن إطلاق نار وانفجارات بعد حلول الليل في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، حيث استخدم الجيش طائرات بدون طيار لاستهداف مواقع قوات الدعم السريع، وفي شمال العاصمة، حيث أفادت التقارير أن الطائرات المقاتلة قصفت مركبات قوات الدعم السريع.

وأسفر القتال عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص وتدمير عدة أحياء في الخرطوم. وفر آلاف السودانيين والأجانب بالفعل من العنف وحاول كثيرون آخرون مغادرة السودان يوم الأربعاء مع انحسار القتال في بعض المناطق.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن قاربا يحمل نحو 1674 مدنيا من أكثر من 50 دولة بينهم 13 مواطنا سعوديا وصل إلى السعودية في وقت مبكر يوم الأربعاء.

واستمرت جهود الإجلاء الأخرى، حيث هبطت طائرة نقل عسكرية بريطانية تقل 40 مدنيا في قبرص يوم الثلاثاء.

وفي الوقت نفسه، يفر المدنيون السودانيون برا إلى أماكن مثل ود مدني جنوب شرق الخرطوم، وبورتسودان على ساحل البحر الأحمر، والقضارف، بالقرب من الحدود الإثيوبية في شرق البلاد. ويتجه الناس أيضا إلى المناطق الريفية في ولاية الجزيرة ويتجهون شمالا بالآلاف إلى الحدود مع مصر.

وقالت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن الأمم المتحدة تلقت تقارير "عن وصول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان".

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن أكثر من 10,000 شخص عبروا الحدود إلى جنوب السودان، في حين يقال إن ما بين 10,000 و20,000 شخص فروا إلى تشاد المجاورة، التي تشترك في حدود طولها 1,500 كيلومتر مع السودان.

وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لموقع "ميدل إيست آي"، إن "غالبية الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال، الذين اضطروا إلى الفرار مع ما يمكنهم حمله فقط وهم الآن يحتمون في العراء".

وأفاد السودانيون الفارون من القتال بأن سائقي الحافلات رفعوا الأسعار، وأحيانا عشرة أضعاف، إلى الحدود مع مصر أو بورتسودان.

وتصل تكلفة ركوب الحافلة إلى المعبر الحدودي مع مصر إلى 400 دولار للشخص الواحد يوم الاثنين، ارتفاعا من 66 دولارا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لمراسل موقع "ميدل إيست آي" في السودان.

 

https://www.middleeasteye.net/news/sudan-turmoil-omar-bashir-moved-military-hospital-prison