يحتدم الجدل في مصر حول من قد يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في نهاية العام، بحسب موقع "ميدل إيست مونيتور".
وقال الصحفي المقرب من الأجهزة الأمنية بسلطة الانقلاب المدعو مصطفى بكري: "هناك مرشح غائب في هذه الدائرة الآخذة في الاتساع، هناك مرشح قد يحظى بدعم شعبي كبير قد يظهر شخص قوي ، فمن الممكن جدا، أتوقع أن يكون هناك شخص قوي سيخوض الانتخابات الرئاسية ويمكنه إكمال المشهد بشكل كبير، نحن المصريون لسنا أقل من تركيا أو أي دولة أخرى، نحن بلد عرف البرلمانات وعرف الديمقراطية منذ عام 1966".
وأثارت تصريحات بكري تكهنات حول من قد تكون "الشخصية القوية"، حيث أشار البعض إلى أنه قد يكون وزير الخارجية السابق عمرو موسى البالغ من العمر 86 عاما، بينما استبعده آخرون بسبب كبر سنه.
كما توقع المعارض المصري الدكتور أيمن نور أن يترشح موسى، واصفا إياه ب"المرشح الوحيد ذو التنافسية والرغبة الحقيقية الذي هو أفضل من ألف يمامة"، في إشارة إلى رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، الذي أعلن عن نيته خوض الانتخابات، فيما أعلن في الوقت نفسه، دعمه المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي.
وقال الصحفي صياد البابلي: إن "عددا من الأحزاب أعلنت بالفعل أسماء مرشحيها، منها الوفد والسلام الديمقراطي والشعب الجمهوري بالإضافة إلى المستقلين".
وأشار إلى أن الشعب المصري سيصوت للشخص الذي سيحفظ الأمن والاستقرار في هذه المرحلة التاريخية الهامة جدا لتأمين ممر آمن لتجاوز الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد واستكمال رحلة بناء جمهورية جديدة تحقق أحلام المصريين في التنمية والازدهار.
وشمل النقاش أيضا الترشيح المحتمل لجمال مبارك، نجل الرئيس الراحل والحاكم مدى الحياة حسني مبارك ؛ الذي يتمتع بعلاقات وثيقة ودعم من الخليج.
إلا أن مصادر قانونية أكدت أن جمال مبارك مدان بموجب القانون، وبالتالي لا يمكنه الترشح لمنصب سياسي إلا بعد ست سنوات من انتهاء الحكم.
ووفقا للمصادر، حتى في ذلك الحين، يجب عليه تقديم طلب لممارسة العمل السياسي.
حملة لدعم مبارك
وأطلق نشطاء هاشتاغ على تويتر وصفحة على فيسبوك تدعو جمال، نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلى الترشح للرئاسة في أبريل 2024.
أطلق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مصر حملة على الإنترنت لدعم نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك كمرشح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل من العام المقبل، متغاضين عن جرائم والده بحق الشعب المصري على مدار 30 عاما.
وتصدر هاشتاغ "جمال مبارك" مواقع تويتر المصرية منذ عدة أيام، حيث شارك مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو قديمة لنجل مبارك في استعراض لدعم ترشحه في السباق الرئاسي، كما أطلق نشطاء صفحة على فيسبوك تحمل نفس الاسم لدعم ترشح مبارك.
وفي منشور على تويتر، ادعى أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن الحل الوحيد للأزمات السياسية والاقتصادية في مصر هو جمال مبارك كرئيس.
ونشر مستخدم آخر على وسائل التواصل الاجتماعي على تويتر قائلا: إن "مبارك أو أحمد طنطاوي، النائب السابق وزعيم حزب الكرامة، الذي أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024 في فبراير، سيكون أفضل من عبد الفتاح السيسي".
وفقا للدستور المصري لعام 2019، يمكن للسيسي الترشح لولاية ثالثة مدتها ست سنوات في عام 2024.
وعلى الرغم من شائعات عن منافسة مبارك إلا أنه لم يدل بأي تعليق رسمي. ولكن في مقابلة عام 2006 مع مقدمة البرامج الحوارية المصرية لميس الحديدي، قال مبارك إنه ليس لديه نية ولا رغبة في الترشح للرئاسة.
ردا على تغريدة لرجل الأعمال المصري المثير للجدل أشرف السعد، تحدى علاء مبارك السعد في منشور تم حذفه الآن للتنبؤ بالرئيس القادم، ورأى البعض في الرد مؤشرا على أن مبارك قد يترشح للرئاسة.
في وقت سابق من هذا الشهر، نشر السعد على تويتر مقطع مقابلة تلفزيونية عام 2013 حيث توقع أن يصبح السيسي الرئيس القادم.
الانقسام العام
وفي حين أظهر بعض المصريين دعما قويا لمبارك الابن للترشح للرئاسة، انتقد آخرون هذا الاحتمال، مما أثار مخاوف بشأن إطلاق سراحه من السجن عام 2015.
وأطلق سراح جمال وشقيقه علاء بعد أقل من أربع سنوات من اعتقالهما لأول مرة مع والدهما في أبريل 2011 بعد بضعة أشهر من تنحي حسني مبارك في فبراير 2011 في مواجهة انتفاضة شعبية.
وقال مسؤولون أمنيون وقت الإفراج عنهما إن الاثنين رجل الأعمال علاء وجمال وريث مبارك السابق إلى جانب والدهما ما زالا يواجهان إعادة المحاكمة بتهم الفساد، وبشكل منفصل، واجه الابنان أيضا محاكمة بتهم تتعلق بالتداول من الداخل.
وأطلق سراح مبارك ، الذي حكم مصر لما يقرب من 30 عاما ، من السجن في عام 2017 وتوفي عن عمر يناهز 91 عاما في عام 2020 كان يعتقد على نطاق واسع أنه كان يعد جمال لخلافته.
إرث مبارك المثير للجدل
طوال فترة حكمه، كان مبارك حليفا قويا للولايات المتحدة، وحصنا ضد الجماعات المسلحة، وحارسا لسلام مصر مع الاحتلال.
لكن بالنسبة لمئات الآلاف من الشباب المصريين الذين احتشدوا لمدة 18 يوما من الاحتجاجات غير المسبوقة في الشوارع في ميدان التحرير بوسط القاهرة وأماكن أخرى في عام 2011، كان مبارك من بقايا فرعون الأيام الأخيرة.
وكان مبارك قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2012 بتهمة التآمر لقتل 239 متظاهرا خلال الثورة التي استمرت 18 يوما.
وأمرت محكمة استئناف بإعادة المحاكمة وأسقطت القضية المرفوعة ضد مبارك وكبار مسؤوليه، تمت تبرئته أخيرا في عام 2017.
بعد اعتقاله في أبريل 2011، أمضى مبارك معظم السنوات الست تقريبا التي قضاها في السجن في المستشفيات، وبعد إطلاق سراحه، اقتيد إلى شقة في حي مصر الجديدة بالقاهرة.
ويرى كثير من المصريين الذين عاشوا فترة مبارك في السلطة أنها فترة من الاستبداد ورأسمالية المحسوبية، أدت الإطاحة به إلى أول انتخابات حرة في مصر، والتي أتت بالرئيس محمد مرسي.
استمر مرسي عاما واحدا فقط في منصبه وبعد احتجاجات في عام 2013 قام وزير الدفاع آنذاك الجنرال السيسي ، بانقلاب عسكري على الرئيس مرسي واستولى على السلطة.
وعلى مدى العقد الماضي، تمت تبرئة شخصيات من عهد مبارك تدريجيا من التهم، وأثارت القوانين التي تحد من الحريات السياسية مخاوف بين النشطاء من عودة النظام القديم.
https://www.aljazeera.com/news/2023/7/11/egyptians-launch-online-campaign-for-gamal-mubarak-as-president