ردا على قصف غزة.. السعودية تعتزم تجميد خطط التطبيع مع الاحتلال

- ‎فيأخبار

قالت وكالة رويترز إن المملكة العربية السعودية تعتزم تجميد خطط التطبيع مع “إسرائيل”، وأضافت ـ في تقرير لها الجمعة 13 أكتوبر 2023م ـ نقلا عن مصدرين مطلعين، أن الرياض تعيد التفكير في أولويات سياتها الخارجية في ظل تصاعد   العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.  وقال المصدران لرويترز إنه سيكون هناك إرجاء للمحادثات -المدعومة من الولايات المتحدة- بشأن التطبيع مع إسرائيل، وهي خطوة رئيسية للمملكة لتأمين ما تعدها الثمرة الحقيقية المرجوة من اتفاق للدفاع مع الولايات المتحدة في المقابل.

وينقل التقرير عن أحد المصدرين قوله إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن، وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات. وأضاف المصدر أن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حماس، لكنه قال إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رفض ذلك. وأكد ذلك مصدر أميركي مطلع على الأمر حسب رويترز. كما نقلت الوكالة عن المحلل السعودي عزيز الغشيان قوله إن “التطبيع كان بالفعل يعد محظورا (في العالم العربي)، وهذه الحرب تبرز ذلك فحسب”. وفي السياق ذاته، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي خلال إفادة بالبيت الأبيض هذا الأسبوع إن جهود التطبيع “لم تُرجأ”، لكنه قال إن التركيز منصب على تحديات عاجلة أخرى.

 

تقارب مع إيران

وحسب رويترز فإن الصراع دفع الرياض إلى التواصل مع إيران؛ فقد تلقى ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان أول اتصال هاتفي من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في ظل محاولة الرياض درء تزايد العنف واتساع نطاقه بأنحاء المنطقة. وتقاربت الدولتان في إبريل 2023م بعد مبادرة صينية دفعت البلدين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية خلال الشهور الماضية.

وقال بيان سعودي إن ولي العهد أبلغ رئيسي أن “المملكة تبذل أقصى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد المستمر”، مما يؤكد تحرك الرياض لاحتواء الأزمة. ولم تقدم الحكومة السعودية تفاصيل أخرى عن المكالمة، لكن البيان قال إن ولي العهد أكد معارضة المملكة “أي شكل من أشكال استهداف المدنيين وفقدان أرواح الأبرياء”، وأعرب عن موقف الرياض الذي “لا يتزعزع في الدفاع عن القضية الفلسطينية”.

في المقابل، أوضح مسؤول إيراني كبير لوكالة رويترز أن المكالمة التي أجراها رئيسي مع ولي العهد استهدفت دعم “فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة”. وردا على سؤال بشأن اتصال الرئيس الإيراني بولي العهد السعودي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن “على اتصال مستمر مع القادة السعوديين”.

 

طوفان الأقصى

وكانت الإدارة الأمريكية تمنى نفسها بتحقيق اتفاق تطبيع سعودي مع الاحتلال ليكون أهم إنجازات إدارة جوبايدن قبل الانتخابات الأمريكية المرتقبة في نوفمبر 2024م، وكذلك وضعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو خطة من أجل دفع الرياض نحو تطبيع العلاقات مع الاحتلال، لكن عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية فجر السبت 7 أكتوبر 2023م، نسفت كل هذه المخططات، وتهدد بإفساد المشروعات الأمريكية الإسرائيلية بهذا الشأن.

وفي 2 من أكتوبر الجاري “2023”، أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو تخطط لعدد من إجراءات التهدئة مع الفلسطينيين خدمة لهدف التطبيع مع السعودية. وأوضحت الصحيفة أن الإجراءات المرتقبة تتعلق أكثر بقطاع غزة، وتشمل زيادة تصاريح العمل في إسرائيل لصالح سكان القطاع، وكذلك تسهيل دخول البضائع. وأضافت أن المسؤولين في إسرائيل يخشون أن يؤثر أي تصعيد في غزة على جهود واشنطن للتقريب بين إسرائيل والسعودية. وزعمت هآرتس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان سيطرح هذا الموضوع على حكومته، وسيشدد على رغبته في الحفاظ على التهدئة مع الفلسطينيين طالما بقيت محادثات التطبيع مع السعودية مطروحة.

وفي مطلع أكتوبر الجاري، قال البيت الأبيض إن المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية تواصل التقدم، مشيرا إلى التوصل إلى “إطار أساسي” لاتفاق مستقبلي، في حين قالت صحيفة سعودية إن الشواهد تدل على أن الرياض غير متعجلة لإقامة علاقات مع إسرائيل برعاية أميركية حتى تحصل على ما تريده. ونقلت رويترز أن المساعي التي تقودها الولايات المتحدة نحو التطبيع هي محور مفاوضات معقدة تشمل ضمانات أمنية أميركية ومساعدات نووية مدنية تسعى إليها الرياض، فضلا عن تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.

وبلغ عدد الشهداء في غزة بنهاية الجمعة (اليوم السابع للحرب)، 1900 شهيد و7696 مصابا، وأوضحت وزارة الصحة بغزة أن من بين الشهداء 614 طفلا، و370 سيدة. وارتقى 16 شهيدا من الضفة الغربية في مواجهات وقعت الجمعة مع قوات الاحتلال حسب وزارة الصحة الفلسطينية ليرتفع عدد الشهداء بالضفة إلى 51 شهيدا منذ اندلاع الحرب. بينما قتل أكثر من 1300 إسرائيلي وأصيب أكثر من “3 آلاف”.