أكد الخبير والمستشار في عمليات الدفاع الجوي العقيد الركن المتقاعد أسامة عودة أن احتمالية توسع رقعة الحرب ودخول أطراف إقليمية ودولية أخرى غير مستبعد.
وقال في حوار خاص مع فضائية اليرموك الأردنية: إنه “لا يمكن إطفاء نار الحرب بسهولة أو توقع تاريخ انتهائها، مما يعني استنزافا ماليا لا قدرة لإسرائيل وداعميها على تحمله.
وعن تصريح وزير الحرب الصهيوني، يوآف جالانت: “لن نوقف الحرب، ولا يوجد مانع لدينا باستمرارها سنة كاملة”، اعتبر أن ذلك إشارة إلى امتلاك الاحتلال قدرة على المطاولة، لكن وفق تحليل عودة لقدرات جيش الاحتلال فإن ذلك بعيد عن الواقع.
واستدرك أن ما قاله “جالانت” يندرج في إطار الحرب النفسية لا أكثر، الحرب ليست إلا لعبة عض أصابع وصراع إرادات، ولا يمكن لإسرائيل أن تتحمل خوض حرب طويلة الأجل، بسبب تداعيات تلك الحرب، وتكاليفها الاقتصادية، وما ستشكله من عبء على القيادة الإسرائيلية تجاه المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من الانقسام والذي لا يتحمل الخسائر البشرية المؤلمة.
وأضاف الخبير والمستشار العسكري أسامة عودة أنه عبر مراحل التاريخ العسكري لم يثبت حسم المعارك من الجو فقط، بل إن جنود المشاة هم من يمسكون الأرض ويسيطرون عليها، وهذا ما لم يتم تحقيقه حتى الآن ولن يتم تحقيقه ما يزيد من صعوبة المهمة على جيش الاحتلال وجود طرق تُمكن المقاومة في غزة من إعاقة سلاحه الجوي في تنفيذ مهامه.
وأضاف أنه عبر مراحل التاريخ العسكري لم يثبت حسم المعارك من الجو فقط، بل إن جنود المشاة هم من يمسكون الأرض ويسيطرون عليها، وهذا ما لم يحققه الاحتلال في غزة حتى الآن ولن يتم.
وتابع في تفصيل على موقع “الخليج أونلاين” أنه رغم ذلك لم يحقق الاحتلال النهاية المرغوبة؛ وهي النصر على حماس، فما زالت الأخيرة تطلق الصواريخ منذ 7 أكتوبر، وما زال مقاتلوها يخرجون من باطن الأرض ويتصدون بصدورهم العارية لآلة البطش والدمار، وما زالت صفارات الإنذار تدوي بين فينة وأخرى في المواقع الحيوية الإسرائيلية.
وعن استهداف المنشآت المدنية، أشار إلى أن الاحتلال الصهيوني بقواته الجوية المتقدمة وقواعده العسكرية ذات القدرات العالية، تضم مئات الطائرات الحربية من أنواع مختلفة، حيث تعد الولايات المتحدة من أكبر موردي الطائرات الحربية إلى الجيش الإسرائيلي، وأن القصف الجوي المتواصل والعنيف، والكميات الهائلة من المتفجرات لم تفلح حتى الآن إلا في هدم المباني والمستشفيات والمدارس وقتل المدنيين العزل.
وأردف أنه خلال الأيام الفائتة منذ أكتوبر، قصف الاحتلال بعنف أحياء المدينة المكتظة بالسكان إلى أنقاض، وحولها إلى مجازر في كل ناحية منها، وأفشلت المقاومة داخل غزة خطة جيش الاحتلال بالسيطرة على المدينة، وحجم الكارثة كبير، بأمر بديهي مع وجود معادلة غير منطقية بين ما تمتلكه قوات الاحتلال من قدرات عسكرية كبيرة، وأسلحة تعد الأكثر تطورا على مستوى العالم، مقارنة مع ما يمتلكه المقاومون من أسلحة بسيطة وقنابل وصواريخ مصنعة داخل القطاع المحاصر.
لن يستطيعوا إطالة الحرب
وقال العقيد الركن المتقاعد أسامة عودة، إن إسرائيل لن تستطيع المطاولة في هذه الحرب، رغم الفارق الشاسع بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة، إلا أن جيش الاحتلال لم يتمكن من إنهاء الحرب لصالحه في وقت قياسي.
واستعرض الخبير العسكري “عودة” إمكانيات إسرائيل وقدراتها العسكرية، حيث إنها تحتل المركز الـ18 بين الدول الأقوى عسكريا بحسب مؤشر (غلوبال فاير باور) لعام 2023، وتعتبر القوات الجوية من أكثر القوات تقدما على مستوى العالم من الناحية التقنية في ريادتها بصناعة الطائرات المسيرة واستخدامها، فضلا عن منصات التجسس وأنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وأنظمة دفاع جوي متكاملة للتعامل مع مختلف أنواع التهديدات الجوية والصاروخية.
وأضاف أنه مقابل ذلك فإن المقاومة توجه يوميا ضرباتها الصاروخية من قطاع غزة إلى تل أبيب والأراضي المحتلة ووثقت اشتباكات المقاتلين الفلسطينيين مع جنود الاحتلال في المناطق المقصوفة بغزة، ولما لذلك من أثر سلبي على معنويات الصهاينة.
واستدرك أنه رغم كل ذلك فلا يمكن التنبؤ ببنك الأهداف الذي حددته المقاومة، ولهذا الأمر أثر نفسي مدمر على الإسرائيليين، فقد تحطمت في 7 أكتوبر الهالة والأسطورة التي رسمها الجيش الإسرائيلي، وتبين أنه نمر من ورق.
الدفاع الجوي
وكخبير في الدفاع الجوي تناول آلية ذلك والطرق التي يمكن للمقاومة استخدامها والتي تندرج تحت مفهوم الدفاع الجوي السلبي، والذي يقوم على التخفي عن الأنظار والتستر من النيران وتمويه المواقع، والانتشار، وعدم تكديس القوات والمعدات بشكل متقارب، ويمكن استخدام المواقع البديلة والتبادلية، والانفتاح لغايات إعادة التمركز، ويمكن أيضا اللجوء للخنادق وتحصين المواقع حتى تتحمل الضربات الجوية.
وقال: “يمكن استغلال ساعات الليل والدخان والضباب وظروف الرؤية السيئة، إلى جانب الوسائل الإلكترونية، في حال امتلاكها، للتشويش على أجهزة الاستشعار والاتصالات ووسائل توجيه الأسلحة والذخائر المعادية”.
وأشار إلى أن المقاومة في غزة تستطيع مواجهة التهديد الجوي والصاروخي المعادي، وذلك من خلال تنفيذ ضربات استباقية ضد المطارات ومواقع الأسلحة والمعدات قبل تنفيذ الهجمات الإسرائيلية.
ولفت إلى أن ذلك يتم “باستخدام الصواريخ والمدفعية والهاون والراجمات والقوات الخاصة والطائرات المسيرة، أو من خلال التصدي للطائرات والصواريخ بكل الأسلحة المتوفرة؛ من صواريخ دفاع جوي ورشاشات، وصولا لتنفيذ إجراءات وتدابير الدفاع الجوي السلبي”.