لماذا طلبت السعودية من إسرائيل سرعة القضاء على حماس؟

- ‎فيعربي ودولي

يؤكد الأشقاء العرب يوما بعد يوم على رغبتهم المخفية في تدمير المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذراعها العسكري القسام، فيما أكد رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض في حوار مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية أنه لا يمكن تدمير حركة حماس.

وأضاف فياض أن الحركة موجودة ولا يمكن القضاء عليها، لأن الأمر لا يقتصر على يحيى السنوار ولا على غزة ولا على مقاتليها، إنها حركة معقدة للغاية، مشيرا إلى أن كل هذه الأشياء تعلمها إسرائيل جيدا.

يأتي ذلك في وقت يعلق فيه الصحفي الأمريكي الإسرائيلي باراك رافيد بعلاقاته الوثيقة مع مسئولي حكومتيه، وردا على مقابلة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع قناة PBS الأمريكية العامة التي ينفي فيها أن حكومته تقول للغرب شيئا مختلفا في السر عما تقوله للعرب في العلن، بل يتهم الأمير السعودي وسطاء غربيين بهذا السلوك، فيرد عليه هنا الصحفي الإسرائيلي المطلع، قائلا: “لقد أبلغني أكثر من مسئول أمريكي في الأسابيع الأخيرة بأن السعوديين يقولون لهم من وراء الأبواب إنهم يريدون من إسرائيل أن تُنهي على حماس، أما المؤتمرات الصحفية التي يعقدها السعوديون بواشنطن وجولاتهم حوّل العالم فليست إلا ألاعيب للاستهلاك المحلي.”.

وفي مؤتمر صحفي قال رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: ” أصدقاؤنا في الدول العربية والعالم يعرفون أننا إن لم ننتصر فسيأتي دورهم”. 

مبعوث البيت الأبيض السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس كشف أيضا في مقال على صحيفة نيويورك تايمز أن كيان العدو الإسرائيلي ليس الوحيد الذي يعتقد أن عليه هزيمة حماس.

وقال روس: “خلال الأسبوعين الماضيين، عندما تحدثت مع المسؤولين العرب في مختلف أنحاء المنطقة الذين أعرفهم منذ فترة طويلة، قال لي كل واحد منهم إنه لا بد من تدمير حماس في غزة”. وأوضحوا أنه إذا اعتبرت حماس منتصرة، فإن ذلك سيضفي الشرعية على أيديولوجية الرفض التي تتبناها الجماعة، ويعطي النفوذ والزخم لإيران والمتعاونين معها، ويضع حكوماتهم في موقف دفاعي.

وأشار روس إلى أن “القادة العرب أدركوا أنه مع انتقام إسرائيل وتزايد الخسائر والمعاناة الفلسطينية، فإن مواطنيهم سوف يغضبون ويحتاجون إلى أن يُنظر إليهم على أنهم يدافعون عن الفلسطينيين، على الأقل خطابيا.”

وفي استنتاج من هم أصدقاء إسرائيل العرب الذين يريدون القضاء على حماس، جاء الجواب سريعا من جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والصديق المفضل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال ضمن مقابلة على قناة فوكس نيوز بعد زيارة له إلى السعودية: “السعوديون غاضبون مما قامت به حماس، لذلك هم يرغبون في أن تنجز إسرائيل مهمتها لضمان القضاء على حماس!”.

لم تصدر السعودية أي تعليق حتى الآن حول ما صرح به كوشنر، إلا أن فياض له رأي آخر، إذ يقول رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق بأنها ليست حربا ضد حماس بل ضد جميع الفلسطينيين الذين يطلب منهم الذهاب إلى جنوب غزة، في الواقع هذا هو الهدف إجبارهم على اللجوء إلى مصر، المغادرة هذه نكبة أخرى، وبدون وقف فوري لإطلاق النار لن يكون هناك يوم تال للمناقشة ولا غزة”.

 

وخلال المقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” من جامعة برينستون حيث يعمل أستاذا للاقتصاد، استبعد فياض قدوم السلطة الفلسطينية على ظهر دبابة إسرائيلية لحكم قطاع غزة بعد الحرب.

وقال سلام فياض: إنها “ليست مسألة فنية بل سياسية، لقد كانت السلطة في رام الله بالفعل في أزمة قبل 7 أكتوبر وأزمتها هي أزمة شرعية، فهي غير قادرة على التعامل مع التوترات في الضفة الغربية، فهل ترغب في تحمل عبء غزة أيضا؟”.

وأضاف أنه من الواضح أن الحل الأمثل هو إجراء انتخابات جديدة لكن هذا ليس واقعيا في الوقت الراهن، ولهذا السبب لا أفكر في السلطة الفلسطينية التي لن تكون تعبيرا عن الفلسطينيين.

وأردف رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق قائلا: “في الواقع أنا أفكر في منظمة التحرير الفلسطينية الموسعة كما تم اقتراح ذلك منذ فترة من الزمن، لأن الحرب لم تبدأ في 7 أكتوبر والمشاكل هي نفسها التي كانت في السادس منه حتى منظمة التحرير الفلسطينية التي يعود تاريخها إلى عام 1964، يجب إصلاحها”.

وتابع بالقول: “حماس لم تكن موجودة حتى عام 1964 لكنها لم تفز بانتخابات عام 2006 فحسب بل اكتسبت منذ ذلك الحين المزيد والمزيد من القبول، منظمة التحرير الفلسطينية مع حماس تستطيع أن تتحدث نيابة عن الجميع وتعيّن حكومة”، في إشارة إلى أن حركة حماس يجب أن تصبح جزء من السلطات الفلسطينية الجديدة.

وردا على سؤال ما هي حماس؟ قال فياض: “استعد أي صحيفة من السبعينيات، واقرأ عن منظمة التحرير الفلسطينية واقرأ عن الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان ينظر إليه على أنه إرهابي بالضبط مثلما يُنظر إلى حماس اليوم”.

لا غرابة إذا من الموقف السعودي، فهو موقف ينسجم مع تطلعات المحور الأمريكي، كما أنه ينسجم مع العداء العلني لحركة حماس، حيث قامت بتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية في العام 2016م واعتقلت عددا من قياداتها.

ولا غرابة أيضا في ذهاب السعودية نحو إعلان موسم الترفيه والرقص على أشلاء الفلسطينيين، والإعلان أن ما يحدث من إبادة جماعية يقوم بها الكيان المجرم ضد أبناء غزة، لا يعني توقف الترفيه والرقص.