بعد السودان .. الجزائر تهاجم الإمارات بعد تمويلها حملة للوقيعة مع دول الساحل

- ‎فيعربي ودولي

 

كان لقاء الأمينة العامة لحزب العمال في الجزائر، لويزة حنون، خلال لقاء جمعها بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، استعراضا جزائريا للحشد المحلي ضد شيطان العرب محمد بن زايد ومستوى آخر للتصعيد ضد أبوظبي، لاسيما بعد دعوتها لتقويض العلاقات مع الإمارات، وتأميم الشركات الوطنية التي استحوذت عليها، وذلك بسبب ما قالت إنها الأعمال العدائية التي تقوم بها هذه الدولة ضد الجزائر.

 

وذلك بعد أن أعلنت الإذاعة الجزائرية، مساء الأربعاء 13 ديسمبر عن معلومات تفيد بمنح الإمارات أموالا للمغرب للقيام بحملة إعلامية تحاول الوقيعة بين الجزائر ودول الساحل، وذلك في أول هجوم صريح من الإعلام الحكومي في الجزائر، على الإمارات التي تتحدث وسائل الإعلام الجزائرية منذ أشهر عن دور لها يثير قلقا سياسيا وإعلاميا في البلاد.

 

وتابعت أغلب وسائل الإعلام المحلية الجزائرية لقاء “حنون-تبون” واستعرضته في تقارير مفصلة أكدت على الخطر الذي تمثّله دولة الإمارات، حيث أعلنت الحرب على بلادنا من خلال مخططات إجرامية تحاول تنفيذها لزعزعة استقرار بلادنا خدمة للكيان الصهيوني، ممّا يطرح ضرورة تقويض حضورها في بلادنا دفاعا عن تكاملها وسيادتها وأمنها.

 

وذكرت في تصريحاتها عن سبب تقديمها هذا الطلب، بأن الإمارات لم تترك شرا لم تفعله في المنطقة، فهي تغرق بلادنا بالمخدرات عبر الحدود مع ليبيا وأنها تحرض على الحرب بين الجزائر والمغرب باستغلال وجود الكيان الصهيوني في هذا البلد، وتريد عزلة الجزائر عبر دفع موريتانيا وتونس للتطبيع، وتقوم بإدخال السلاح وزرع الجواسيس في المنطقة لضرب استقرار الجزائر.

 

وأضافت أن الوقت حان لاستعادة ما يسمى بالاستثمارات الإماراتية، والتي تبرز في استغلال ميناء العاصمة، والشركة الوطنية للتبغ والكبريت، ثاني ممول للضرائب للخزينة العمومية، معتبرة أن هذه الاستثمارات واجهة للكيان للتغلغل داخل مؤسساتنا.

 

ودعت حنون إلى منع أي صفقة بين الإمارات والجيش الوطني الشعبي، معتبرة أن ذلك خطير جدا للأمن القومي الجزائري، علما أن هناك شراكة لإنتاج السيارات العسكرية بين الجزائر والإمارات وشركة مرسيدس الألمانية منذ سنوات.

 

وأكدت “حنون” في لقائها مع الرئيس “تبون” على ما قالت: إنه “الدور الرجعي الذي تلعبه الجامعة العربية، حيث تحولت إلى وكر للمطبّعين الذين يساهمون في محاصرة الشعب الفلسطيني خدمة للكيان الصهيوني، وعليه أصبحت عضوية بلادنا في هذا الكيان، تؤثر سلباً على مواقفها ومبادئها مما يطرح ضرورة التميز عن قراراته أي التنصل منها”.

 

ودعت “حنون” إلى ضرورة تقوية مناعة بلادنا وقدرتها على الصمود عبر معالجة المشاكل التي تُضعِفها وتُعرّضها للابتزاز الخارجي، وطالبت بضرورة إتخاذ إجراءات تهدئة سياسية فيما يتعلق بمعتقلي الرأي عبر إيجاد الصيغ التي تسمح بإطلاق سراحهم، ورافعت من أجل فتح المجال الإعلامي بدءا بالإعلام العمومي كضمانة حتى تتحرر كل وسائل الإعلام الخاصة، كما دعوت لمراجعة قانون النقابات.

15 مليون يورو

وقالت الإذاعة الجزائرية: إن “الإمارات منحت 15 مليون يورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية، وحملات على المنتديات الاجتماعية بهدف ضرب استقرار بلدان الساحل”.

 

وأضافت أن “الحملة تهدف أيضا إلى نشر الأخبار الكاذبة والدعاية المغرضة بهدف خلق جو مشحون في العلاقات بين الجزائر ودول الساحل”.

 

وأوضحت أن هذه الميزانية وفق الإذاعة، سيتم استغلالها لشراء أسهم في بعض وسائل الإعلام في فرنسا وإفريقيا.

 

وقالت مصادر الإذاعة: إن “هناك محورا يتألف من الكيان الإسرائيلي والإمارات والمغرب، يعمل على إطلاق حملة تستهدف دولتي مالي والنيجر لتسويق فكرة أن الجزائر تمول ضرب استقرارهما ، لكن الكل يعلم أن هذا التمويه لن ينجح أبدا، لأن الجزائر بلد ناشر للسلام، بينما المغرب والإمارات والكيان الإسرائيلي يهددون بأعمالهم السلام في العالم”.

التقرير جاء متزامنا مع تجدد هجوم صحف جزائرية على الدور الإماراتي في المنطقة، وكتبت صحيفة (الخبر) قبل يوم في افتتاحيتها: “الشر القادم من الإمارات إلى الجزائر ثم السودان” وذكرت أن المعلومات والتحليلات لم تخطئ في أن الإمارات العربية المتحدة، أصبحت لاعبا أساسيا في تخريب الدول العربية التي تدافع عن سيادتها.

(الخبر) الجزائرية قالت: إن “الجزائر تعد أكبر هدف لورثة الشيخ زايد، فلم تسلم من شرها وحقدها وضررها، مثلما لم تسلم الشقيقة السودان من سموم حكام أبوظبي، الذين يسعون لتقسيم هذا البلد الغني ونشر الفوضى فيه، حتى ثار غضبهم وطردوا من أراضيهم النقية 15 دبلوماسيا إماراتيا ثبت تورطهم في أعمال عدائية خطيرة” ووصفت صحيقة “لوسوار دالجيري” الناطقة بالفرنسية، الإمارات بـ”الدولة المشعلة للحرائق”.

6 شهور تحذيرات

ومنذ نحو 6 أشهر حذر الإعلام الجزائري من دور مشبوه للإمارات وسعيها لمحاولة ضرب استقرار الجزائر، ومما نشرته صحيفة “الخبر” قبل أيام أن السلطات الإماراتية استقدمت عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلي الشاباك لتوظيفهم لدى جهاز الأمن الإماراتي، في خطوة قالت: إنها “تكرس التمادي في الإضرار بالقضايا العربية ومصالح شعوب المنطقة”.

وذكرت الصحيفة استنادا لما وصفتها بالمصادر المطلعة، أن السلطات الإماراتية اتفقت مع إسرائيل على استقدام 7 من ضباط الشاباك إلى الإمارات، من أجل توظيفهم لدى جهاز الأمن الإماراتي وبأسماء إماراتية لإبعاد شبهة جنسيتهم الصهيونية.

 

وقالت الصحيفة: إن “سلطات أبو ظبي اعتمدت هذه الطريقة في توظيف عناصر الشاباك لعدم إثارة سخط الشرفاء من أصحاب البلد وأيضا الجنسيات الأخرى العاملة في الدوائر الحكومية، مع تمكينهم من صفة مستشار لإخفاء الطبيعة الحقيقية لعملياتهم”.

وذكرت أن “مثل هذا التعاون المريب يبعث على القلق، خاصة أن زوار الإمارات تحت أي مبرر أو هدف، وخاصة من الجنسيات العربية والإسلامية التي لا ترحب بمواقف أبوظبي تجاه القضايا العربية والإسلامية المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية سيجدون أنفسهم محاصرين ومحل متابعة أمنية صهيونية”.

 

وهاجمت الصحيفة قبل أسابيع الإمارات وقالت: إنها “انتقلت إلى السرعة القصوى في جعل الجزائر هدفا لمؤامراتها الدنيئة في محاولة اللعب بأمنها واستقرارها فاستعانت بالمخزن الذي عرض عليها وضع تحت تصرفها الإرهابيين المغاربة الذين حاربوا في صفوف تنظيم داعش”.

 

وقالت: إنه “تم تجنيد 5750 عنصرا بينهم 1150 ينشطون رسميا لصالح الاستخبارات المغربية، فيما ترعى تل أبيب، العاصمة المزعومة للكيان الصهيوني عملية التنسيق بين الدولتين المخربتين، لأجل استهداف منشآت حساسة في جنوب الجزائر”.

ضغط على موريتانيا

الصحيفة الجزائرية (الخبر) قالت في وقت سابق نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة: إن “الإمارات تمارس ضغطا رهيبا على موريتانيا لأجل الالتحاق بقافلة المطبعين والاعتراف بإسرائيل، وذكرت أن وزير الدفاع الموريتاني زار مؤخرا إسرائيل، مرورا بإمارة دبي، وأقام فيها لبعض الوقت، في إطار رحلة أشرف على تنظيمها مسؤولون إماراتيون” كما تحدثت عن دور إماراتي في الدفع بتونس للتطبيع، ودعم جهات معادية للجزائر في ليبيا من أجل إغراق الجزائر بالأدوية المهلوسة.


ونشرت بدورها، صحيفة الشروق الجزائرية قبل مدة تقريرا يفيد بوجود تحركات مشبوهة لملحق الدفاع بسفارة الإمارات في الجزائر، متوقعة أن تنفجر أزمة دبلوماسية بين الجزائر وأبو ظبي في أي وقت.


وذكرت وفق مصدر دبلوماسي أجنبي أن الملحق الإماراتي الذي يحمل رتبة عقيد، صرح لأحد الدبلوماسيين، في حضرة نظرائه الأوروبيين، أنه في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن بلاده ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية.

تحذيرات حركة البناء

ولمرات حذر عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني المشاركة في الحكومة الجزائرية، والقريبة من جماعة الإخوان المسلمين في مناسبات عدة من الدور الإماراتي في المنطقة عقب انقلاب النيجر الأخير، مشيرا إلى أن لديه معلومات بخصوص تطبيع وشيك لتونس مع إسرائيل بعد أن زارها مسؤول في دولة خليجية مؤخرا.

 

واستدرك أنه “لا يقصد التطبيع السيادي بل الثقافي، لكنه أبقى نفس الاتهامات للإمارات التي وصفها بالدولة الخليجية الوظيفية، التي توجد دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة”.


وظهر أول خبر عن الإمارات في يونيو الماضي، عندما نشرت قناة النهار الجزائرية معلومات تبين أنها غير صحيحة، تقول: إن “الجزائر طلبت من السفير الإماراتي مغادرة التراب الوطني خلال 48 ساعة لذلك، وذكرت أن هذا القرار جاء بعد توقيف 4 جواسيس إماراتيين كانوا يتخابرون لفائدة جهاز الموساد الإسرائيلي، كما حاول الجواسيس الموقوفون نقل أسرار ومعلومات عن الدولة الجزائرية”.


وقالت الجزائر لاحقا: إنه “خبر كاذب وسارعت وزارة الخارجية الجزائرية لنفيه والتعبير عن أسفها لهذه التصرفات الخاطئة، وقرر الرئيس عبد المجيد تبون في اليوم نفسه، إقالة وزير الاتصال محمد بوسليماني، غير أن تواصل المقالات التي تهاجم بشدة الدور الإماراتي أظهر أن هناك بالفعل قلقا من تحركات هذه الدولة في المنطقة، بغض النظر عن هذا الخبر”.


وعلى المستوى الرسمي، تبدو العلاقات بين الجزائر وأبو ظبي طبيعية على الأقل في الجوانب الدبلوماسية، وكان آخر تواصل حكومي، بمناسبة تعيين نذير العرباوي رئيسا للوزراء في الجزائر، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، أن نائب رئيس الدولة، هنّأ في اتصال هاتفي الوزير الأول نذير العرباوي بالمنصب بمناسبة تسلمه مهامه الجديدة، معربا له عن خالص تمنياته بالتوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته الجديدة، ومؤكدا متانة العلاقات التي تجمع بلاده مع الجزائر.