تمر بحالة من تزييف الانتخابات .. الكونغو هدف صهيوني أمريكي لتهجير أهل غزة

- ‎فيعربي ودولي

 

قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل: إن “إسرائيل تجري محادثات مع الكونغو ودول أخرى بشأن خطة هجرة سكان غزة، وأن السعودية من الدول المقترحة”.

 

هذا التسريب الذي كشفت عنه الصحيفة الصهيونية تزامن مع تنديد أميركي بتصريحات إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الصهيوني حول تهجير الفلسطينيين من غزة، بدا أنه جزء من التمثيلية الصهيو أمريكية، حيث أعلن الإعلام الصهيوني أن الكونغو مستعدة لاستقبال فلسطينيين.

 

فرغم الإدانة القاسية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، فإن مبادرة الترانسفير الطوعي للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة أصبحت، على ما يبدو، السياسة الرسمية الرائدة للحكومة؛ إسرائيل تأمل أيضا في أن توافق السعودية على استقبال مئات الآلاف، وقد أعطاها نتنياهو الضوء الأخضر، ويتبعه وزراء وأعضاء كنيست من كل أحزاب الإئتلاف.

 

وذكر الإعلام الصهيوين الأربعاء أن مسؤولين إسرائيليين أجروا مفاوضات سرية مع دولة الكونغو الأفريقية وعدة دول أخرى بشأن احتمال قبول اللاجئين من قطاع غزة.

وأكد مسؤول كبير في جهاز الأمن الصهيوني للصحفي شالوم يروشالمي أن الكونغو مستعدة لقبول اللاجئين، ولكننا نجري مفاوضات مع الآخرين أيضا.


أوضاع الكونغو

اللافت أن رئيس الكونغو تشيسيكيدي المستمر منذ 2019 إلى اليوم حصل على 73.34% من الأصوات في انتخابات أجرتها الكونغو، وفق النتائج الرسمية.

 

وهاتف تشيسيكيدي عبد الفتاح السيسي الأربعاء في اتصال يشكره فيه على جهوده في إنجاح الانتخابات في البلاد بحسب صحفي محلية.

 

الاتصال الصهيوني كان لفتة إلى العلاقة بين المطبعين العرب والأفارقة الذين يملك بنيامين نتنياهو معهم علاقات، وكيف أن ما يجمعهم هو تزييف الإرادة الشعبية تماما كما في مسرحية الانتخابات التي جرت في أكتوبر في مصر وما وصفته المعارضة المعارضة الكونغولوية بأن الانتخابات زائفة.

 

واللافت أيضا أن هذا التزييف يجري برعاية شخصية من فرنسا التي القتى رئيسها إيمانويل ماكرون رئيس الكونغو الذي حاول خداع جماهير بلاده بأنه صامد أمام مخططات الاستعمار وأثناء مؤتمر صحفي جمعه بماكرون طلب من أوروبا وفرنسا احترام الدول الإفريقية، وعدم التعامل بسلطوية، واحترام الانتخابات والسلطة التنفيذية لبلاده؛ ماكرون حاول التهرب قائلا: إنها “آراء صحفي وليس حكومة فرنسا” فرد الرئيس الكونغولي قائلا : “لا إنه وزير من حكومتكم”.

 

إرجاء الانتخابات

ونظمت الكونغو الديمقراطية انتخابات رئاسية وبرلمانية في 20 ديسمبر الماضي على المستوى الوطني والإقليمي والمحلي، ورغم أن مفوضية الانتخابات في البلاد أعلنت النتائج الأولية للانتخابات في وقت سابق والتي تشير إلى فوز الرئيس الحالي لجمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي في الانتخابات الرئاسية، إلا أنها قررت بعد تسريبات الإعلام الصهيوني إرجاء إعلان النتائج المؤقتة لانتخابات النواب الوطنيين والمحليين والتي كانت مقررة الأربعاء 3 يناير إلى وقت لاحق.

وكان مرشحون معارضون دعوا إلى الخروج للشارع احتجاجا على ما وصفوه بتزوير الانتخابات، داعين إلى إعادة الاقتراع.

 

أحلام الكيان

منصة مرابطون على (إكس) علقت على ما سربه الإعلام العبري عن محادثات سرية مع الكونغو لاستيعاب مهاجرين فلسطينيين من قطاع غزة.

 

وعلق قائلا: إن “الكيان الصهيوني يتصرف كما لو كانت أرض فلسطين بما عليها من البشر ملكية خالصة له، وكما لو كان فعلا مسيطرا على غزة كأمر واقع، أحيانا تكون هذه الرسائل الإعلامية، ذات الصبغة السياسية، مجرد تعبير عن رؤى غير قابلة للتطبيق، لكنها تدغدغ عواطف الشارع الصهيوني، وتوهمه بقرب تحقيق نصر مزعوم في غزة، كما تكون هذه الرسائل مجرد بالون اختبار لرد فعل القوى الإقليمية والدولية، أما الفلسطينيون أنفسهم فأعلنوا أكثر من مرة أن هذا الحديث الصهيوني مجرد أوهام”.

 

ذروة الجنون

المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة @YZaatreh اعتبر أن طرح الفكرة هو ذروة الجنون، موضحا أن كل ما يصدر من الغزاة يعبّر عن هستيريا المأزق الذي يتخبّطون فيه، أولا في مواجهة حرب الاستنزاف أمام مقاومة باسلة، وثانيا في الأسئلة المتعلّقة بالجزء التالي من العملية البرّية، ثم ما بعد ذلك بافتراض نجاح يحلمون به، ويقول بعضهم إن تحقيقه سيستغرق سنة، وربما سنوات.

 

وأضاف الزعاترة أن أبناء شعبنا الذين يعودون لبيوت مدمّرة في الشمال، ليسوا في وارد الرحيل، وهم صامدون ويرون في المعركة الراهنة أملا بالعودة إلى ديارهم الأصلية (ثلثا سكان القطاع من مناطق 48)، وليست محطة لهجرة جديدة.

 

ويبدو أن اتصال الرئيس الكونغولي مع السيسي كان في الحسبان، فأضاف الزعاترة مع ذلك، فإن الصمت العربي الرسمي على هذه التصريحات وعلى مجمل العدوان، إنما يدخل في باب التواطؤ أكثر من الجبن والعجز.

 

وتساءل متعجبا “هل يعقل أن تنفرد جنوب أفريقيا بالذهاب إلى محكمة العدل الدولية، ولا تشاركها الشكوى دولة بحجم مصر (مُهدّدة في أمنها القومي)، فضلا عن باقي الدول الأعضاء في المحكمة؟”.

 

الاتصال الجاري

ويوم الثلاثاء، قالت وزيرة الاستخبارات غيلا غملئيل لـ”زمان إسرائيل”: إن “الهجرة الطوعية هي الخطة الأفضل والأكثر واقعية لليوم التالي للقتال”.

ويوم الإثنين الماضي، أعلن رئيس الحكومة نتنياهو في جلسة لحزب الليكود إنه يعمل على الدفع بفكرة الهجرة الطوعية لسكان غزة إلى دول أخرى، وقال: إن “مشكلتنا تكمن في الدول التي لديها استعداد لاستقبال سكان غزة، ونحن نعمل على ذلك”.

وبعد إدانة الخارجية الأمريكية عاد نتنياهو إلى القول: إن “تصريحات من هذا النوع لا تمثّل سياسة الحكومة”.

ونقل الموقع العبري عن مسؤول كبير في المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر قوله: إن “الكونغو ستكون على استعداد لاستقبال مهاجرين، ونحن نجري مفاوضات مع دول أخرى”.