استدعى قطاع كبير من مغردي مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما (اكس) ذكرى قسم الرئيس الشهيد د. محمد مرسي وموكبه المتواضع توفيرا على خزينة الدولة وحفاظا على أوقات المصريين الغالية وهو ذاهب للمحكمة الدستورية في 2012 في حفل التنصيب والذي تبعه بقسم أمام آلاف المصريين في ميدان التحرير فضلا عن كون موكب المنقلب يستعرض البذخ بمراسم فرعونية مثل “يوم الزينة” الذي حكى عنه الله عزوجل في كتابه.
حساب المجلس الثوري المصري @ERC_egy قال: “هل تذكرون موكب الرئيس المنتخب محمد مرسي وهو في طريقه لأداء اليمين الدستورية لمنصب الرئيس في2012؟ لم يسمي أحد الحدث حينها #حفل_التنصيب لأن التنصيب للملوك ولم يكن د. مرسي يرى نفسه ملكاً، بل موظفاً عند الشعب وخادماً له عكس #السيسي الذي لا يمل من تكرار آية “يؤتي الملك من يشاء” لنصدقه”.
https://twitter.com/ERC_egy/status/1775219667822424321
وقالت دينا @Dina_2096: “منك لله يا مرسي.. فلّست البلد وخربتها وكمان عامل موكب بملايين عشان في آخره تقول إنك سيدنا يوسف!.. وكمان بتدخّل السياسة في الدين يا تاجر!؟.. مش بدل المليارات اللي صرفتها على نزواتك كنت وفرت للشعب كيس سكر وازازة زيت وحياة ادمية!؟.. الاخوان لازم يقعوا”.
https://twitter.com/Dina_2096/status/1775162947788034104
على ظهر الدبابة
وأشار عبدو أمين @AbdoAlAmin15 إلى المقارنة بين “موكب الرئيس الراحل محمد مرسي وهو في طريقه لحلف اليمين ..” ليوضح أن “.. من جاء بإرادة الناس لا يستوي مع من جاء بالدبابة علي جثثهم.. شتان بين الثرى والثريا وهيهات هيهات”.
https://twitter.com/AbdoAlAmin15/status/1775389319181607236/photo/1
واستعرض أحمد البقري @AhmedElbaqry “.. موكب #السيسي صباح اليوم الذي اقترض الاسبوع الماضي أكثر من 50 مليار دولار ويعاير المصريين صباح مساء بأنهم أمة فقر وعوز”.
https://twitter.com/AhmedElbaqry/status/1775106193364484221
يوم الزينة
وعبر منصات (اكس) تداول الناشطون ما كتبه يحي حسين عبدالهادي بعنوان “يوم الزينة في العاصمة الضِرار”. مفتتحا المقال ب”(عَرشُكَ سَيْف .. وسَيْفُكَ زَيْف)- أمل دنقل. احتفالٌ بماذا؟ .. هل حَدَثَتْ انتخابات؟ .. لو حَدَثَت انتخاباتٌ لَمَّا أُقيمت احتفالاتٌ .. إذ أنَّ أيَّ حاكمٍ حقيقي عبر انتخاباتٍ حقيقيةٍ (لا سيما في بلدٍ كمصر) تكُون لحظةُ جلوسه على كرسي الحكم ساعةَ”.
وبعنوان “هَمٍّ لا احتفالٍ “، أوضح، “.. كيف لا وقد أصبح مسؤولاً عن إطعام ملايين الأفواه الجائعة ومَدِّ ستائر الستر على كِرامٍ خَدَشَ العوز كرامتهم، في بلدٍ يتعرض نِيلُه لخطرٍ وجودي، وينهش الفقر غالبيةُ أبنائه، وحُمِّلَت ثلاثة أجيالٍ قادمةٍ بديونٍ لم يستشرها فيها أحدٌ، ويتداعى عليها الأَكَلَةُ من أشقائها وأعدائها، وألفُ (شيلوك) يقتطعون كُلَّ يومٍ قطعةً غاليةً من لحمها الطيب .. هو مِقعدٌ من نارٍ لا من حرير .. وهي لحظةٌ مرعبةٌ لمن يستشعر المسؤولية َ ويُحِّسُ بها .. الإحساس نعمة.”.
إحساس السلف
وتابع مستدلا بسيرة سلف الأمة: “ما أن بويع عمر بن عبد العزيز أميراً للمؤمنين حتى جئ له بمطايا من الخيل المطهمة الأصيلة (سيارات الرئاسة الفاخرة) فتركها وخرج يلتمس بَغْلَتَه .. وقال لمساعده ضُم هذا إلى بيت المال .. وفعل مثل ذلك مع باقى مخصصات (الرئاسة) .. واحتجب عن الناس يتعبد فى مصلاه ويفكر ويتدبر ويدعو الله أن يُعينه .. ودخلت عليه زوجته فوجدته يرتجف من شدة النشيج، ودموعه تجرى على لحيته، فسألته (ما بِك يا أمير المؤمنين؟) .. فأجابها (تفكرتُ فى الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعارى، والمظلوم، والمقهور، والغريب والأسير، والشيخ الكبير، وذى العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم فى أقطار الأرض، فعلمتُ أن ربى سيسألنى عنهم يوم القيامة، وأن خصمى دونهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فخشيتُ ألا تَثْبتَ حُجَّتِي عند الخصومة، فرحمتُ نفسى «أى أشفقتُ على نفسى» فبكيت!)”.
وعن إدارة عمر بن عبدالعزيز للدولة قال “عبدالهادي”: “قرر أن يطبّق فوراً قانون (من أين لك هذا؟) على كبار رجال الدولة من بنى أُميّة، فما كان مُغتصباً من شخصٍ بعينه ردّه إليه، وما لم يعرف له صاحباً ضمّه إلى بيت المال.. وبدأ بنفسه فباع كل ما يملك ووضع ثمنه فى بيت المال .. ثم قال لزوجته (إن أردتِنى فرُدّى ما معك من مالٍ وحُلِّيٍّ وجواهر إلى بيت المال، وإنى لا أجتمع أنا وهو فى بيتٍ واحدٍ) فردّته جميعاً دون مناقشةٍ أو ترددٍ، وقد كان ما يملكه وما تملكه كثيراً جداً فقد كانا أبناء وإخوة ملوك. خرج عمر إلى الناس شاحب الوجه يحمل هموم أمةٍ بأكملها.. وأعلن قراراته وكان مما قاله (إنى لستُ بخيرٍ من أحدٍ منكم ولكننى أثقلكم حِملاً)”.
البون شاسع والمقارنة لا تجوز
وعاد الكاتب الليبرالي والذي سجنه السيسي سنوات قائلا: ” كانت هذه مراسم تنصيب عمر بن عبد العزيز .. واغفروا لي الزَّج باسمه في مثل هذا السياق فالبَوْنُ شاسعٌ والمقارنةُ مُضحِكَةٌ مُبكِيَةٌ ولا تجوز”.
واستعرض الواقع بالقول: “أمَّا هنا فقد سِيقَ الأفاقون والأفَّاكون والمنافقون والمُغَّيَبون والمغلوبون على أمرهم زُمَرَاً إلى يوم الزينة الصاخب الباذخ في العاصمة الضرار للاحتفال باللاشئ. عَزائي أنني أُشهِدُ اللهَ وأُشهِدُكم أنني لم أبخل بالنصيحة ووَجَّهْتُها مُخلِصةً صريحةً صادقةً في رسالتي المحذوفة عَشِّيَةَ ما سُمِّيَ بالانتخابات الرئاسية، وقد قُلتُ فيها: (تقتضي الأمانة أن أُحَّدِثَك بِجَّدٍ عن شئٍ يعرف الأطفال فى حوارينا أنه الهزل المُجسد .. صديقُك مَن صَدَقَك لا مَن طَبَّلَ لك”.
وعن واقع مصر بلحظات القسم قال: “.. مصرُ تَسخر مما يحدث وتكتُم ضحكتَها ولا تُسمِعُك إلا ما يُرضيك ولا يُؤذيها .. وأُعيذك ساعة الحساب “آجلاً أو عاجلاً” أن تكون أولَ المُحاسَبين .. ولن تجد عندها أحداً من هؤلاء المنافقين المجرمين حولك .. سيكونون مشغولين بالرقص لغيرك، فولاؤهم للمنصب لا لشاغله”.
واستفاض “إن مصر يا أخي بلدٌ عجوز .. بمعنى الحكمة لا الخَرَف .. ومِنْ طول معايشة المستبدين، واتِّقاءً لبطش الفرعون وقوته الغاشمة، استنبط المصرىُ نظريته الخالدة “أَسْمِعْ الفرعونَ ما يُحب .. وافعل أنت ما تُحِّب” .. ما الذي يجبرك يا أخي على أن تكون هذا الفرعون؟ .. سَمِعْتُكَ تُكرر “تُؤتِي المُلْكَ مَنْ تشاء” بمنطق أَنَّ المُلْكَ دليلُ رضا الله .. لا يا أخي .. إنَّ الله لا يَقصُرُ عطاءَه على الصالحين فقط، فهو يؤتي المُلكَ للبَّرِّ والفاجر والصالح والطالح والعادل والظالم .. ويُحاسِب على الاداء .. هذه المهزلة باطلةٌ قانوناً وحرامٌ شرعاً .. فهي خليطٌ من التزوير والنفاق والقهر والكذب واحتقار الشعب الكريم وإهدار المال العام والخاص .. فما الذي يجبرك يا أخي على حَمْلِ وِزرِها؟. تَخَّفَفْ.). هكذا دَعَوْتُه ودَعَوْتُ مَلَأَه في شخصِه .. لكنني لَمَّا دَعَوْتُهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا .. فوا أسَفَاه .. أوَّلُ الطريق هو منتهاه.