أكدت مصادر ميدانية أن من المنتظر أن يعلن بصورة رسمية عن اكتمال عملية تحرير القصر الجمهوري في غضون 72 ساعة على أكثر تقدير، بعد تمكن قوات الجيش من توسيع دائرة تحركاتها وتأمين السيطرة على عدد من المواقع المتاخمة لمقر القصر الرئاسي بوسط الخرطوم، بينما أسفر قصف قامت به قوات الدعم السريع عن مقتل خمسة أشخاص، وإصابة آخرين بجروح في مدينة الاُبيض عاصمة شمال كرفان، حيث تجددت المعارك لليوم الثاني علي التوالي في المدينة.
وكشفت المصادر عن أن الجيش يتابع تقدمه الميداني لتضييق الخناق على قوات العدو من جهة النيل الأزرق غرب جسر المنشية، بينما استهدف الطيران الحربي نقاط تمركز “الدعم السريع” بالمدخل الجنوبي الشرقي للخرطوم.
وكان الجيش سيطر خلال الأشهر الماضية على حدود العاصمة الخرطوم مع ولايات سنار والجزيرة شرقاً في سوبا والقرى المحيطة بها حتى منطقة جياد الصناعية وبدأ زحفاً حقق من خلال مكاسب كبيرة في ولاية الخرطوم.
وأظهرت تسجيلات مصورة للجيش السوداني قواته وهي متمركزة في مواقع قريبة من مبنى وزارة الخارجية.
وقد واصل الجيش تقدمه وضيق الخناق على قوات الدعم السريع في مسعى لإحكام سيطرته على كامل العاصمة الخرطوم.
وقال الجيش: إن “مضاداته الأرضية تصدت لمسيرات أطلقتها قوات الدعم السريع يوم السبت، مستهدفة مطار عطبرة وبعض المرافق الحيوية بولاية نهر النيل شمالي البلاد، ولم يكشف الجيش حجم الأضرار الناجمة عن الهجوم”.
وفي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، قتل خمسة أشخاص على الأقل، وأصيب نحو أربعة اخرين في قصف لقوات الدعم السريع.
وقصفت قوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي الأبيض بالمدفعية الثقيلة، وأدى القصف لتدمير أحد الأبراج الناقلة لخدمات الاتصالات بالمدينة.
قلق إفريقي
ومن جهته أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، عن بالغ قلقه إزاء التوترات والاشتباكات المتزايدة في جمهورية جنوب السودان.
جاء ذلك في بيان صادر عن المفوضية، علّق فيه محمد على استهداف مروحية أممية في منطقة ناصر بولاية أعالي النيل وحالات العنف التي تشهدها مناطق أخرى في البلاد.
وحذّر محمد من أن مثل هذه الحالات تهدّد عملية السلام في جنوب السودان، مُديناً في هذا السياق تزايد أعمال العنف في البلاد.
ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس، والمسؤولين إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواطنين ومحاسبة المتورطين في أعمال العنف.
كما شدد محمد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء العداوات وإطلاق حوار وطني بين الأطراف.
والجمعة، قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان “أونميس”: إن “مروحية أممية تعرضت لإطلاق نار أثناء قيامها بعملية إجلاء في منطقة ناصر بولاية أعالي النيل، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين بجروح خطيرة”.
معركة فاصلة
وفقاً للمصادر تستعد قوات الجيش والمشتركة والقوات الأخرى لمعركة فاصلة مع قوات الدعم السريع لكسر حصار مدينة الفاشر، بإسناد من الطيران الحربي الذي شن غارات مكثفة استهدفت مواقع قوات “الدعم السريع” ورصدت تحركاتهم في كل المحاور بمحيط الفاشر.
وأكدت الفرقة السادسة مشاة للجيش بالفاشر تقدمها بمختلف المحاور، وتمكنت بالتعاون مع القوات المشتركة من إحباط محاولة فرار مجموعة من الميليشيات من مدينة الفاشر، مما أسفر عن مقتل 10 من المتمردين، وتدمير مركبتين قتاليتين، والاستيلاء على قناصتين.
وذكر بيان للفرقة أن قواتها بمساندة الوحدات الداعمة، نجحت في كشف وضبط عناصر تابعة للميليشيات حاولت التسلل إلى الفاشر بطرق مستحدثة، في محاولة لتفادي المراقبة الأمنية.
ومنذ ما يقارب العام تشهد مدينة الفاشر التي تضم نحو مليوني شخص ظروفاً إنسانية بالغة التدني بسبب الحصار الخانق عليها بواسطة قوات “الدعم السريع”، والمعارك العنيفة بين الجانبين.
وبعد أكثر من عام ونصف العام من الحرب التي انطلقت شرارتها من داخل الخرطوم في منتصف أبريل 2023 نجح الجيش قبل أكثر من شهر في كسر الحصار الذي كان مضروباً على مقر القيادة العامة للجيش، وتمكن قبلها من الانفتاح وعبور أهم ثلاثة جسور تربط بين مدن العاصمة السودانية وتوغل في وسط الخرطوم.
وعقب استعادته لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد في ينايرالماضي، بدأ الجيش تقدمه الواسع نحو تحرير العاصمة الخرطوم.