أثار قرار حكومة الاحتلال بقيادة المجرم بنيامين نتنياهو باحتلال قطاع غزة انتقادات دولية وتحذيرات من أن الاحتلال الصهيونى يرتكب جريمة تطهير عرقى وينفذ خطة لتهجير الفلسطينيين من القطاع .
وطالب خبراء بالضغط على الكيان الصهيونى بكل الوسائل لمنعه من تنفيذ هذا الاحتلال، مؤكدين أن الدول العربية تستطيع تفعيل المقاطعة الاقتصادية التي سيكون لها تأثير كبير على دولة الاحتلال .
وشددوا على أن هذا الواقع يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً يتجاوز التصريحات والشجب، إلى إجراءات حقيقية تلجم آلة القتل الصهيونية، موضحين أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالخروج من "مربع الإدانة والبيانات"، والدخول في مرحلة التحرك العملي، عبر فرض عقوبات صارمة على حكومة الاحتلال .
كانت القناة الثانية عشرة الصهيونية قد كشفت صباح اليوم عن تفاصيل مثيرة داخل اجتماع الكابينت الصهيونى، الذي وصِف بـ«العاصف»، مشيرة إلى أن جميع رؤساء المؤسسة الأمنية عارضوا قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن احتلال مدينة غزة .
وأشارت القناة إلى أن رؤساء الأجهزة الأمنية اعتبروا أن الاقتراح الذي قدمه رئيس أركان جيش الاحتلال هو الأنسب في الوقت الراهن، كونه يأخذ في الاعتبار المعطيات الميدانية والأمنية، وأثر القرار على الجنود والمحتجزين داخل القطاع.
وأكد رؤساء الأجهزة الأمنية أن احتلال القطاع بشكل كامل يعرض حياة الجنود والمحتجزين للخطر، زاعمين أن الضغط العسكري المنضبط قد يُسهم في إعادة حركة حماس إلى طاولة المفاوضات بدلًا من الذهاب إلى سيناريوهات محفوفة بالمخاطر وفق تعبيرهم.
فى نفس السياق أعرب وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر، ومستشار الأمن القومي الصهيونى، عن دعمهما للمقترح الذي تقدم به رئيس الأركان، والرافض لاحتلال القطاع حاليًا.
وأكد ساعر أن هناك فرصًا سياسية لم تُستنفد بالكامل، خاصة بعد عملية «عربات جدعون»، وأنه لا يزال من الممكن تقريب وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق، ولو كان جزئيًا، في ظل تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
تطهير عرقي
من جانبه حذر السفير عمر عوض الله وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية، من أن الكيان الصهيونى لا يسعى فقط إلى احتلال غزة كما يروج، بل إلى تنفيذ مشروع استعماري واضح يمتد إلى كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً أن ما يجري الآن في غزة والضفة الغربية هو تطهير عرقي ممنهج وتهجير قسري وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني .
وأكد عوض الله فى تصريحات صحفية أن الخطة الصهيونية ليست جديدة، بل تم التحضير لها منذ أشهر، مشيراً إلى أن الممارسات الحالية تكشف عن نوايا حقيقية لاستكمال هذا المشروع على مرأى ومسمع من العالم كله.
وقال إن الجهود الفلسطينية والدولية خلال الأشهر الماضية انصبت على وقف إطلاق النار ومنع المجاعة والتهجير، لكن حكومة الاحتلال، بدعم بعض القوى الدولية، تواصل عدوانها دون هوادة.
وأوضح عوض الله أن ما استدعى الطلب الطارئ لاجتماع مجلس الأمن الدولي هو التصعيد الأخير والنية المعلنة من جانب دولة الاحتلال لتوسيع عدوانها، مؤكداً أن مجلس الحرب الصهيوني لا يسعى لحل سياسي، بل يصر على مواصلة شلال الدم الذي لم يتوقف منذ نحو عامين.
تحرك دولي عاجل
وقال: هذا الواقع يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً يتجاوز التصريحات والشجب، إلى إجراءات حقيقية تلجم آلة القتل الصهيونية، مشددا على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالخروج من "مربع الإدانة والبيانات"، والدخول في مرحلة التحرك العملي، عبر فرض عقوبات صارمة على حكومة الاحتلال .
وأضاف : لا نريد المزيد من التصريحات، نريد قرارات، وإجراءات، ومحاسبة مشيراً إلى أن بعض الدول بدأت بالفعل باتخاذ خطوات فردية كوقف تصدير الأسلحة للكيان الصهيونى، ومنع دخول وزراء متطرفين، لكن المطلوب هو تحرك دولي شامل ومتصاعد.
وقال عوض الله: لا يمكن أن يستمر العالم في التعبير عن غضبه لفظياً بينما يُمنح دولة الاحتلال ضوءاً أخضر للاستمرار في جرائمها بلا رادع .
خطة التهجير
وكشف الكاتب الصحفي جمال رائف، أن قرار الكابنيت الصهيونى بشأن الحرب على غزة والسيطرة عليها بشكل كامل، يأتي استكمالا لما بدأته دولة الاحتلال من مسلسل الإجرام وتنفيذ خطة التهجير للشعب الفلسطيني.
وقال رائف فى تصريحات صحفية ان هناك عدة خيارات أمام هذا الاجتماع هو استمرار الحصار وتوسيع المناطق العازلة وغلق المعابر من الجهة الفلسطينية واستمرار سياسة التجويع وغيرها من أمور كانت موجودة.
وأشار إلى أن هذا السيناريو المطروح يجعل المجتمع الدولي يدين دولة الاحتلال طوال الوقت ويضع نتنياهو تحت ضغط المجتمع الدولي حتى من الولايات المتحدة الأمريكية لا سيما بعد المكالمة الغاضبة من ترامب ضد نتنياهو.
وأوضح رائف، أن السيناريو الثاني الذي طرحه نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال واليمين المتطرف هو الاتجاه نحو عملية عسكرية حاسمة تستغرق من 4 إلى 5 أشهر.
إبادة جماعية
وقال باللا كريشيان رجا جوبال، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، إن ما يحدث في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 يمثل حملة إبادة جماعية خطيرة تهدد حياة كل السكان.
وأضاف رجا جوبال فى تصريحات صحفية أن تدمير المنازل وتشريد الفلسطينيين بالإضافة إلى نقص المياه والغذاء والأدوية أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كارثي، محذرًا من أن الأزمة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وأكد أن الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن التهجير القسري والتدمير المنهجي للمنازل هدفه طرد الفلسطينيين من أراضيهم.
وحذر رجا جوبال من أن خطة الاحتلال لاحتلال كامل قطاع غزة تهدف إلى تطهير عرقي شامل، معربًا عن القلق من تفاقم الأزمة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل فعال.
وطالب الدول العربية والمجتمع الدولي بأن يتحملوا مسئولياتهم من خلال فرض عقوبات اقتصادية ووقف صفقات السلاح مع دولة الاحتلال .
وأكد رجا جوبال أن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ضرورة ملحة لمنع مزيد من الانتهاكات، محذرًا من أن التقاعس الدولي سيطيل معاناة الفلسطينيين ويزيد من الكارثة الإنسانية.