يبدو العالم الآن؛ أمام رسم شرق أوسط جديد برؤية بنيامين نتنياهو؛ لا تشمل العرب، بل والخليج أيضا الذين يغردون من فوق أبراجهم الفارعة، ضمن تهديد لأمن واستقرار الإقليم برؤية مخطط استعماري (إسرائيل الكبرى) من النيل للفرات، فهي لا تستهدف قيادات حماس بالدوحة، بل تستهدف سيادة قطر.
رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو أعلن عن ارتباطه برؤية "إسرائيل الكبرى" التي تهدف إلى توسيع حدود الدولة الإسرائيلية لتشمل أراضي تمتد إلى ما وراء الحدود المعترف بها دوليًا، وهذا المشروع يثير قلقًا واسعًا في العالم العربي، باعتباره يشكل تهديدًا لسيادة الدول العربية والقانون الدولي.
وكانت قطر بين من أدانوا هذه التصريحات، واعتبرتها امتدادًا لنهج الاحتلال "الإسرائيلي" الممتد في اغتصاب الأراضي وتصعيد الصراعات، مطالبة بتضامن دولي لوقف هذه الاستفزازات التي تعرض الأمن الإقليمي للخطر .
وقال مراقبون: إن "ضرب إسرائيل لقيادات فلسطينية داخل قطر، خاصة في العاصمة الدوحة، كشف عن عمق التدخلات والتنسيق الغامض بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأثار تساؤلات حول مدى التنسيق الأمني أو عدمه مع قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة. هذه العمليات لم تكن مجرد هجمات عسكرية بقدر ما تحمل أبعادًا سياسية تكشف عن تداخل المصالح الأمريكية "الإسرائيلية"، وتأثير ذلك على ثقة دول الخليج في الضمانات الأمنية الأمريكية، بحسب موقع "سكاي نيوز عربية".
وطالب المراقبون بالوقوف أمام توسع "إسرائيل" في استهداف دول عربية عدة على مختلف الأصعدة، سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، في إطار مشروع إقليمي يهدف إلى بسط النفوذ والسيطرة، الأمر الذي يتجاوز حدود الأراضي المحتلة ليشمل التدخل في مقدرات الدول العربية وتهديد استقرار المنطقة بأسرها، داعين إلى مراجعة الاستراتيجيات العربية وبناء تحالفات دفاعية مشتركة.
وإلى جانب دعمها المالي والسياسي لحركة حماس، تحاول قطر أن تلعب دور الوسيط بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية من خلال تسهيل بعض الاتصالات والتهدئة، رغم الانتقادات التي تواجهها من أطراف فلسطينية أخرى، وموازنة علاقتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل بعناية عبر تنسيق دقيق ومتذبذب .
المعلق الرياضي الجزائري حفيظ دراجي: "إسرائيل" أرادت ضرب مصداقية الوسيط الدولي قطر، و تقويض مصداقية أمريكا في الخليج، لتؤكد مرة أخرى أن هدفها ليس السلام مع العرب، بل إقامة "إسرائيل الكبرى" واستسلام الجميع أمام طموحاتها.
وعبر @derradjihafid أضاف "إسرائيل لم تستهدف قادة حماس اليوم، بل استهدفت المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية نفسها. لقد أرادت ضرب مصداقية الوسيط الدولي قطر، و تقويض مصداقية أمريكا في الخليج، لتؤكد مرة أخرى أن هدفها ليس السلام مع العرب، بل إقامة "إسرائيل الكبرى" واستسلام الجميع أمام طموحاتها.".
وأشار إلى أن "..الضربة الحقيقية فكانت موجّهة ضد التطبيع والمطبعين، والمنبطحين والمتخاذلين، وكل من ساهم بدعم إسرائيل أو تواطأ معها للقضاء على المقاومة. لقد أرادت من خلال ذلك إغلاق ملف القضية الفلسطينية وفتح ملفات أخرى تبدو أكثر سهولة لها، في محاولة لإعادة رسم خريطة المنطقة وفق مصالحها الأحادية.".
https://x.com/derradjihafid/status/1965637352602427848
إعادة تشكيل المنطقة
النائب السابق والقيادي بحزب الوسط د. حاتم عزام قال عبر @hatemazzam وتحت عنوان "العالم يُعاد تشكيله، فهل سنُشكّله أم نُشكّل فيه؟" إننا أمام لحظة تاريخية لا تتكرر، تُعاد فيها صياغة النظام العالمي، وتُرسم فيها خرائط النفوذ من جديد، القوى العالمية الكبرى تعيد تموضعها، وكيان الاحتلال يوسّع مشروعه الاستعماري في قلب المنطقة العربية، مدعومًا بقوة السلاح و داعميه، بينما الأنظمة العربية تكتفي بالمراقبة أو الاحتماء خلف أوهام الحماية".
وأشار إلى أن "الفرصة لا تنتظر المترددين. من لا يبادر الآن، سيتحول إلى هامش في كتاب التاريخ. الدول العربية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تفرض إرادتها وتعيد تشكيل منطقتها وفق مصالحها، أو أن تُترك لتُشكّلها إرادات الآخرين.".
وأضاف أن "الأنظمة التي تتستر خلف أعدائها، وتخشى شعوبها، ستُسحق تحت عجلة التحولات القادمة، النجاة ليست في الحياد، بل في الفعل، والقوة ليست في التبعية، بل في المبادرة، المستقبل لا يُنتظر، بل يُنتزع، والتاريخ لا يرحم من اختار أن يكون متفرجًا.".
https://x.com/hatemazzam/status/1965460594896593175
واعتبر رضا وهي @wahbi85824 أن "إسرائيل" تدرس ردود الفعل العربية لتتأكد بأنها أنظمة جبانة و مخصية قبل أن تباشر مشروع إسرائيل الكبرى، غالبا ستكرر قصف قطر بشكل أعنف، فكلما اغتصبت دولة عربية، إلا وازداد حكام العرب ركوعا و كرما و تقربا لأمريكا (أموال .. أموال) نحن في عصر بهائم العرب.
وبدو القلق امتد فعليا خليجيا فحساب ظل طويق السعودي الرسمي وعبر @saudi2030mhd قال إن "ما جرى مؤخرا من استهداف إسرائيلي مباشر لأراضي دولة قطر وقبله قصف غزة ولبنان وسوريا ليس حدثا عابر ولا مجرد خطأ عسكري، بل هو رساله واضحة بأن إسرائيل تتصرف بمنطق القوة المنفلتة دون اعتبار للقانون الدولي أو سيادة الدول مستنده إلى صمت المجتمع الدولي وحماية بعض القوى الكبرى".
وأضاف أن "هذه الضربات المتكررة، تكشف عن نزعة عدوانية متجذرة و ترى في الدول العربية والإسلامية مجرد ساحات للعبث، لا خطوط حمراء تردعها ولا عقوبات تحاسبها لأن "إسرائيل" تعلم أن أقصى ما سيواجهها غالبا هو بيانات استنكار لا يتبعها فعل حقيقي ولأنها جربت في مرات سابقه من قصف بيروت ودمشق إلى الاغتيالات داخل دول ذات سياده دون أن تفرض عليها عقوبات رادعة".
وأشار إلى أنها "تدرك أن بعض القوى الغربية ستجد لها المبررات بحجة محاربة الإرهاب، بينما تمارس هي إرهاب دولة منظم، وإذا لم يتم وقف إسرائيل عند حدها ومحاسبتها محاسبه فعليه، فإن ما حدث في الدوحة قد لا يكون الأخير، بل قد يصبح نموذجا يتكرر مع أي دولة عربية أو إسلامية أخرى، فاليوم قطر وغدا ربما أي عاصمة خليجية أخرى، واليوم الذريعة ملاحقة المقاومة، وغدا ذريعة منع تهديد محتمل لذلك يجب رفع القضية إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية باعتبارها عدوان على دولة ذات سيادة".
ودعا كسعودي إلى "..موقف خليجي وعربي موحد، أي عدوان على قطر هو عدوان على كل دول الخليج، ويجب أن يترجم ذلك إلى خطوات عملية، كما يجب استخدام أدوات الضغط من العلاقات الاقتصادية إلى الاتفاقيات الأمنية، ويجب أن يدرك الاحتلال أن كُلفة العربدة ستكون باهظه، إن إسرائيل لن تتوقف عن عدوانها ما لم تجد من يضع لها حدا والصمت أو الاكتفاء بالإدانة، هو دعوة مفتوحة لتكرار الاستهداف، بينما المحاسبة الفعلية وحدها هي التي ستفرض معادلة جديده تحفظ السيادة والأمن والاستقرار لدول المنطقة".
https://x.com/saudi2030mhd/status/1965626698096865646