في سياق التحالفات لعسكرية لكل من؛ الرياض وإسلام آباد من جانب، والإمارات والهند من جانب ثان، أعلنت مصر وتركيا أنهما ستُجريان مناورات عسكرية بحرية مشتركة.
في الوقت الذي يلمح الإعلام التركي إلى اتفاقية دفاع مشترك بين مصر وتركيا، على غرار ما حدث بين الرياض وإسلام آباد.
ويستند هؤلاء إلى التصريحات الأخيرة لوزير خارجية تركيا التي قال فيها: "العلاقات المصرية التركية وصلت حاليا إلى أفضل مستوياتها في التاريخ الحديث، ونجحنا في الوصول إلى رؤى مشتركة في الملف الليبي والسوداني، وهناك تنسيق وثيق في الملف الفلسطيني، وأضاف : هناك المزيد مما يمكن فعله ويجب فعله، فكلا البلدين بدأ يكتشف ما الذي يمكن أن نحققه إذا استطعنا الجمع بين إمكانات بعضنا البعض"..
وقال محللون دوليون إن الدولتين قررتا نبذ الخلافات الماضية بعد عربدة العدو المشترك سرطان الأمة وخشيتهما من تطور الاوضاع وأنه يمكن أن تعد صحوة علي الطريق الصحيح جاءت بعد تحالف باكستان مع السعودية ودعوة باكستان لإنشاء قوة ناتو لحماية الدول الإسلامية وشعوبها، وبعد فشل القوة العربية المشتركة لوجود خلافات كبيرة بين الدول العربية قد يكون البديل إسلاميا خصوصا وان الدول الإسلامية الكبري ليس بينها مشاكل كبيرة ..
وقال عبدالعليم Abd El-Aleem Elawamy: ".. العالم يتغير أمام أعيننا والكل بات يخشي من الهيمنة الأمريكية وحلفائها..نتمني أن نتحد ونجد لنا مكانا في هذا العالم المتوحش وندافع عن كرامتنا امام اوباش العالم ومرتزقته !!".
وفي نوفمبر 2023، بدأت مباحثات مشتركة بين الجانبين حول التصنيع العسكري المشترك، وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الإنتاج الحربي، عن تفاصيل اللقاء بين المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي، و هالوك جورجن رئيس وكالة الصناعات الدفاعية التركية.
واتفق الوزيران على أهمية البدء في المشاركة بين مصر وتركيا للتعاون لتصنيع أحد المنتجات التي يتم الاتفاق عليها بين الجانبين لتكون نقطة انطلاق لتعاون مستقبلي بين الشركات التركية والشركات المناظرة لها بالإنتاج الحربي.
لأول مرة منذ 13 عاماً
وقال مراقبون إن ما أعلنت عنه وزارة الدفاع التركية عن استئناف مناورات "بحر الصداقة" العسكرية المشتركة بين تركيا ومصر في شرق البحر الأبيض المتوسط، بعد انقطاع دام 13 عاماً كان ضمن إحاطة إعلامية قدّمها متحدث وزارة الدفاع زكي أق تورك، في العاصمة التركية أنقرة.
وأشار أق تورك إلى أن مناورات بحر الصداقة التركية-المصرية البحرية الخاصة ستجري في شرق المتوسط خلال الفترة ما بين 22 و26 سبتمبر الجاري.
وقال إن المناورات ستجري لأول مرة بعد انقطاع دام 13 عاماً، وذلك بهدف تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز قابلية العمل المشترك بين تركيا ومصر.
وووفقاً للمتحدث، ستشهد المناورات تدريبات بمشاركة الفرقاطتين التركيتين "تي جي غي الريس عروج" و"تي جي غي غيديز"، والزورقين الهجوميين "تي جي غي إيمبات" و"تي جي غي بورا"، إضافةً إلى الغواصة "تي جي غي غور"، وطائرتين من طراز "إف-16"، إلى جانب وحدات من القوات البحرية المصرية.
وأكد أق تورك أنه في "يوم المراقبين المميز" من المناورات، الذي سيقام في 25 سبتمبر/أيلول الجاري، ستُجرى التدريبات بحضور قائدي القوات البحرية لتركيا ومصر.
وذكر أن السفينتين "تحيا مصر" و"فؤاد ذكري" التابعتين للقوات البحرية المصرية ستزوران ميناء "أق ساز" في إطار مناورات "بحر الصداقة".
و"بحر الصداقة" هي مناورات عسكرية بحرية مشتركة بدأت في عام 2009 في مياه البحر المتوسط بين كل من مصر وتركيا واستمرت سنوياً حتى عام 2013.
وفي أغسطس الماضي، وقعت مصر وتركيا اتفاقية جديدة لإنتاج الطائرة المسيرة من نوع "تورخا" (VTOL-UAV) محليا في مصر، وهي طائرة بدون طيار ذات إقلاع وهبوط عمودي طورتها شركة هافيلسان التركية.
ووقعت الاتفاقية الجديدة بين الهيئة العربية للتصنيع، وهي مؤسسة اقتصادية تابعة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية، وتعد العمود الفقري للصناعات الدفاعية والمدنية في مصر، وشركة هافيلسان التركية لإنتاج الطائرة المسيرة، في خطوة تهدف إلى توطين تكنولوجيا الطائرات المسيرة في مصنع قادر للصناعات المتطورة.
ويأتي توقيع الاتفاقية الجديدة في إطار خطة الهيئة العربية للتصنيع لتعزيز أوجه الشراكة مع كبرى الشركات العالمية، وفقا لرؤية واضحة تنتهجها الهيئة لجذب الاستثمارات وتلبية احتياجات السوق المحلية وفتح منافذ جديدة للتصدير، طبقا لرؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
وأكدت الهيئة العربية للتصنيع أن الاتفاقية تأتي في إطار استراتيجيتها لتعميق التصنيع المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
وأوضح رئيس الهيئة العربية للتصنيع اللواء مختار عبد اللطيف أن التعاون مع هافيلسان يعد خطوة حاسمة لنقل أحدث التقنيات الدفاعية، مع التركيز على تلبية احتياجات السوق المحلية وفتح أسواق تصديرية في إفريقيا والمنطقة العربية.
من جانبها أعربت هافيلسان عن تقديرها للشراكة مع الهيئة المصرية مشيدة بقدرات مصنع قادر، ومعربة عن تطلعها لتوسيع التعاون في مجالات صناعية أخرى.
من جانبه أعرب السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن عن سعادته بتوقيع تلك الاتفاقية بين الشركة التركية ومصر، معلنا بدء عملية إنتاج الطائرات المسيرة لمصنع هفيلسان في مصر، واصفا الاتفاقية بأنها "نعمة" لتعزيز التعاون الصناعي والدفاعي بين البلدين.
والمسيرة "تورخا" هي طائرة بدون طيار ذات إقلاع وهبوط عمودي طورتها شركة هافيلسان التركية، وتعد من الأنظمة المتقدمة للاستطلاع والمراقبة، تتميز بقدرتها على العمل في بيئات معقدة، مع أنظمة ذكاء اصطناعي مدمجة لتحليل البيانات في الوقت الفعلي، مما يجعلها مثالية للمهام العسكرية والأمنية مثل مراقبة الحدود وجمع المعلومات الاستخبارية.
وفي 4 يوليو 2023، أعلنت خارجية السيسي رفع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا إلى مستوى السفراء وترشيح السفير عمرو الحمامي كسفير في أنقرة والسفير صالح موتلو شن كسفير لتركيا في القاهرة.
وشهدت زيارة السيسي لتركيا انعقاد أول اجتماع للمجلس الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين، الذي أعيد إحياؤه خلال زيارة الرئيس التركي للقاهرة في 14 فبراير 2024، والتي كانت أول زيارة له لمصر بعد 12 عاماً ساد خلالها توتر سياسي بخلفية الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو 2013.