زحام وفوضى وأخطاء فى التشخيص والعلاج.. مستشفيات التأمين الصحى بدون رقابة بزمن السيسى

- ‎فيتقارير

 

 

المنتفعون من مستشفيات التأمين الصحى، خاصة أرباب المعاشات وكبار السن، يعانون من أزمات كثيرة فى زمن الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي بعد أن تحولت مستشفيات القطاع إلى وسيلة للحصول على تأشيرة إجازة مرضية أو استكمال بعض الأوراق الرسمية، فضلا عن مشكلات أخرى تُحاصر المرضى من كل جانب بدءًا من التكدس والزحام وافتراش الأرصفة أمام مبانى العيادات الخارجية ونهاية بالطوابير الداخلية. 

مستشفى ٦ أكتوبر بالدقى بمحافظة الجيزة يعد نموذجا، يتردد على عياداته الخارجية أكثر من ١٨٠٠ حالة يوميا وتخدم قرى ومدن محافظة الجيزة، بإجمالى منتفعين 5 ملايين مواطن، ما يخلق حالة ضغط يومية، بسبب طابور الانتظار لإجراء فحص طبى يستغرق دقائق معدودة، تنتهى بالتحويل لعمل تحاليل وأشعة ثم العودة مجددا، أى ليس هناك أي وقت لسماع ما يعانيه المريض بسبب هذا الزحام.  

يتزاحم المرضى مع ساعات الصباح الأولى أمام مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحى بالدقى، من أجل الكشف الطبى والحصول على الدعم عبر البطاقة العلاجية، وأمام أبواب المستشفى يصطف عدد كبير من المرضى يلجأ البعض منهم إلى الجلوس على مقهى قريب أو افتراش الأرصفة لحين وصول الأطباء فى أوقات العمل الرسمية.  

 

 

فحص دورى  

 

فى هذا السياق أكد محمد يوسف 22 عاماً أنه أتى مع والدته من أجل إجراء فحص دورى على القلب مع الاستشارى وأنهم حضروا فى الصباح الباكر وتم إبلاغهم فور وصولهم أن الدكتور يأتى الساعة 12 ظهراً للكشف على الحالة وأتوا من منطقة المنيب وهو مكان بعيد عن العيادة .  

وأشار يوسف إلى أنه بسبب الزحام فى العيادات يضطر أفراد الأمن إلى إخراج المرافقين طالبين منهم الانتظار فى الخارج حتى موعد الكشف وتنتظر الحالة بالداخل وقتا لا يقل عن ساعتين. 

 

فوضي 

 

وقالت نهى محمود، والدة الطفل ياسر – من ذوى الهمم – : ابنى لديه جلسة علاج داخل المستشفى وأضطر للانتظار خارج المستشفى، وترك ابنى بالداخل وسط الزحام الذى يخيم على المكان والتهوية التى تكاد تكون منعدمة، وتؤثر سلبًا على حالة ابنى المرضية .  

وأضافت نهى محمود : عند خروجى من باب المستشفى لأحضر عصير ومياه شرب لابنى المريض» أفاجأ بالأمن يمنعنى من الدخول رغم علمهم أننى مرافق لحالة مرضية ولا أدخل إلا بعد مناوشات . 

وأشارت إلى أن إدارة المستشفى تعانى من حالة فوضوية، ناهيك عن ارتفاع أسعار الفحوصات الطبية رغم خضوعنا لمظلة التأمين الصحى، حيث ندفع 400 جنيه رسوما للمرة الواحدة.  

 

فريق التمريض 

 

وقال على محمود 62 عامًا، مريض سكرى من الدرجة الثانية : حضرت لإجراء فحوصات دورية على القلب، وانتظر أكثر من ثلاث ساعات أمام غرفة الكشف دون أى اهتمام من طاقم التمريض، وحينما استفسر عن دورى أقابل بتجاهل وتعامل غير لائق من إحدى الممرضات.  

وأكد محمود أنه يضطر فى كل زيارة لدفع مبالغ إضافية للحصول على خدمة أسرع مع فريق التمريض، رغم حمله للبطاقة العلاجية، فضلاً عن تأخر الأطباء والانتظار لفترة طويلة. 

 

موظف الاستقبال 

 

واكدت إيمان ٤٤ عاما، تعانى من التهابات مزمنة فى الكلى، أن موظف الاستقبال لا يرحم ألمها وضعفها وقلة حيلتها ويرفض دخولها بحجة زحام المرضى  

وقالت إيمان إن العيادات دائما كاملة العدد، ويطالب القائمون عليها المريض بالانتظار خارج أسوار المستشفى.  

 

حجز أونلاين  

 

وأشارت أمل مريضة من ذوى الهمم إلى أن مشكلات التأمين الصحى ليست فى الذهاب للمستشفى فقط بل أيضاً هناك مشكلة فى الحجز الأونلاين .  

وأكدت أنها تعانى من سوء خدمة التسجيل فى مستشفيات التأمين الصحى عبر الإنترنت، مشيرة إلى أنها قامت بالحجز عبر الإنترنت لعيادات مختلفة لمتابعة حالتها الصحية، ولكن كانت الحجوزات فى أوقات مختلفة – بعد تأكيد الحجز حيث إنها قامت بالحجز بتاريخ 17 أغسطس الماضى ولكن تم إعطاؤها مواعيد للكشف بتواريخ تبعد حوالى شهرين عن الميعاد عند التسجيل بتاريخ 4 -10 وهو ما يعد فترة زمنية كبيرة لحالتها. 

وأوضحت أمل أنها قامت مرة أخرى بحجز لجنة خاصة بالقلب للعرض عليها وهى المعروفة باللجان التخصصية لكنها فوجئت أن موعد الكشف والعرض على اللجنة المختصة بالقلب بمجمع عيادات شبرا الطبى يوم 28-9 الجارى أى بعد الحجز بشهر ونصف وهى مريضة قلب أيضاً وتريد العرض على اللجنة للاستمرار فى صرف الأدوية، ولكنها صدمت فى تحديد موعد متأخر ثم كانت المشكلة الأكبر فى أنها قامت عبر التسجيل فى الإنترنت بحجز كشف روماتيزم وظهر لها موعد الكشف 30-8 الماضى فى تمام الساعة 9 صباحاً وحينما ذهبت إلى مجمع شبرا الطبى وجدت أن الطبيب اعتذر عن الحضور وطالبتها الممرضة هناك بالتسجيل مرة أخرى من أجل توقيع الكشف عليها.