يبدو أنه استنباط واستبيان صهيوني بمشاركة من فضائيات "العربية" و"سكاي نيوز" بعد تزامن طرح اسم وزير داخلية غزة توفيق ابو نعيم خاصة عقب كفاءة الانتشار الأمني لحماس بمواجهة العملاء في غزة منذ الدقائق الأولى لانتهاء الحرب.
فآخر ما رشح حول توفيق أبو نعيم يشير إلى أنه يُعد أبرز المرشحين لخلافة يحيى السنوار في قيادة حماس بقطاع غزة، خاصة بعد اغتيال السنوار وتراجع فرص الإفراج عن قيادات بارزة من سجون الاحتلال وسارعت الصحف الصهيونية إلى وصفه بأنه "رجل قوي" و"مهندس أمن حماس"، لكنه لا يزال في مرحلة تثبيت النفوذ داخل الحركة.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إنه "قائد بلا رحمة"، وقالت إنه بدأ أول اختبار حقيقي له في ظل الفراغ القيادي حيث يُنظر إليه كمن يحاول رسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب، خاصة بعد فشل صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
وأضافت أنه رغم ترشيحه، لا يزال في مرحلة تثبيت السيطرة داخل الحركة، وسط منافسة داخلية وتوازنات معقدة.
وتتشارك الصحف الصهيونية مع أصوات تابعة للسلطة في الضفة والمنصات الإعلامية للثورة المضادة أنه ليس محسوبًا بالكامل على مراكز القوة التقليدية في حماس، ما قد يُصعّب عليه فرض قراراته. وزعمت أنه يُواجه تحديًا في احتواء حالة الانفلات الداخلية التي وصفها البعض بـ"الولدنة"، التي تُسيء لصورة الحركة وتُهدد بنيتها المجتمعية.
كيف يراه أنصار أوسلو
وقال الصحفي بالضفة غازي مرتجى إن توفيق أبو نعيم يقف اليوم على مفترق طرق إما أن يُثبت نفسه كقائد قادر على إعادة الانضباط لحماس في غزة، أو أن يواجه مقاومة داخلية تُضعف فرصه في قيادة المرحلة المقبلة متوقعين أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان سيُصبح فعليًا "زعيم غزة الجديد" أم مجرد مرشح قوي في ظل صراعات داخلية.
وأبو نعيم أسير محرر وسياسي ومناضل فلسطيني وقيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1962. اعتقله جيش الاحتلال مرات عدة وحكم عليه بالمؤبد مع 20 عاما قبل أن تفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011.
غازي مرتجى عبر عن رأيه في التطورات الأخيرة داخل حركة حماس في غزة، مع التركيز على شخصية توفيق أبو نعيم، فرأى أن تعيين توفيق أبو نعيم لقيادة الأمور في غزة قد يكون خطوة نحو ضبط الانفلات الداخلي داخل حماس، ووقف ما وصفه بـ"الولدنة" و"القتل دون حسيب أو رقيب"، التي يرى أنها تُسيء للحركة أكثر مما تضر خصومها.
وتبنى مرتجى مزاعم صهيونية بشأن الرجل من كونه قياديا أمنيا بارزا في غزة، وُصف بأنه متزن ويمتلك حكمة في اتخاذ القرار ولكن النقطة التي ركزوا عليها أنه سبق أن حاول تسليم السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، لكنه تعرض لمحاولة اغتيال نتيجة لذلك، بحسب مرتجى.
أما النقطة الثانية التي ركزا عليها أنه يُنظر إليه كشخصية غير محسوبة بالكامل على مراكز القوة داخل حماس، ما قد يُصعّب عليه السيطرة الكاملة. مع اللمز أنه منذ محاولة اغتياله عام 2017 تُظهر أن له خصومًا داخل وخارج الحركة.
رؤية شبه مخابراتية
وفي تعليق من المخابرات المصرية مثلها الكاتب على فيسبوك هاني الكنيسي Hany El-Konayyesi خرج بأن توفيق ابو نعيم يحظى بقبول من مصر، وقطر، وتركيا، وله علاقات أمنية مع المخابرات المصرية منذ عمليات سيناء 2020.
كما لفت إلى أن طرح اسمه جاء في سياق سياسي وأمني يتعلق بتقارير عن إدارة دولية مؤقتة بقيادة توني بلير وتصريحات من ترامب تهدد بتدخل عسكري إذا لم تمتثل حماس لاتفاق شرم الشيخ بشأن نزع السلاح وتسريبات عن نشر قوة أمنية دولية مشتركة في غزة.
واشار في متابعة للاهتمام الصهيوني بشخصية أبو نعيم إلى تناول صحف عبرية مثل "يسرائيل هيوم"، "تايمز أوف إسرائيل"، "كيكار"، و"قناة i24" بوصفه "القائد الجديد لغزة"، وأنه يُنظر إليه كـ"السنوار الجديد" بسبب كاريزمته وخبرته الأمنية والسياسية.
وتوقع أن يُشارك في تشكيل "خريطة غزة بعد الحرب"، حتى لو أُنشئت لجنة تكنوقراطية لإدارة القطاع.
واهتم الكنيسي بمعلومات بين الثنايا سربتها أجهزة مثل تلقى توفيق ابو نعيم اتصالًا من إسماعيل هنية قبل اغتياله في طهران في يوليو 2024.
وقال إنه بعد اغتيال يحيى السنوار وأكثر من 31 قياديًا بارزًا في حماس، برز اسم أبو نعيم كأحد القيادات الناجية حيث يُنظر إليه كـ"مهندس الأمن الداخلي"، خاصة في مكافحة العملاء والجماعات السلفية.
وأضاف أنه حافظ على تماسك الجهاز الأمني الذي كان يضم 10,000 عنصر قبل هجمات 7 أكتوبر 2023 وخطب في حشد جماهيري في 15 سبتمبر 2023 بمخيم البريج، متعهدًا بإطلاق سراح الأسرى.
وتحليلات الكنيسي (يكتب بعدة منصات) "يمثل رؤية المخابرات في مصر"، تتقاطع أحيانًا مع الخطاب الأمني المصري في بعض الملفات الإقليمية، خاصة ما يتعلق بغزة وحماس، دون أن يكون ناطقًا رسميًا أو معبرًا مباشرًا عن جهة أمنية.
وأسلوبه التحليلي يُظهر اطلاعًا واسعًا على تفاصيل أمنية دقيقة، ويكشفه التركيز على الربط بين التحولات السياسية والأمنية في غزة ومواقف مصر الرسمية، ما يُعطي انطباعًا بأنه قريب من دوائر صنع القرار.
ويُستخدم محتواه أحيانًا في المنتديات السياسية والإعلامية التي تتبنى رؤية الدولة المصرية تجاه حماس أو القضية الفلسطينية وهو أهم ما يمكن أن تتوخي حماس الحذر من هذا المكشوف..
وشغل غزة توفيق ابو نعيم منصب مدير عام قوى الأمن الداخلي في غزة، وكان مسئولًا عن مكافحة الجواسيس والعملاء، وهو ملف حساس في المرحلة الحالية.
ويُعد من المقربين ليحيى السنوار وروحي مشتهى، وله علاقات واسعة داخل الحركة وخارجها، بما في ذلك مع المخابرات المصرية.
ونجا من محاولات اغتيال أبرزها تفجير سيارته في النصيرات عام 2017، مما عزز صورته كقائد ميداني صلب.
وقضى 22 عامًا في سجون الاحتلال، وأُفرج عنه ضمن صفقة شاليط عام 2011، مما يمنحه شرعية نضالية قوية.
وهو من مواليد 1962 في مخيم البريج وسط قطاع غزة وتولى مسئوليات أمنية رفيعة داخل حماس، منها رئاسة جهاز الأمن الداخلي والشرطة والاستخبارات. ومقرب من يحيى السنوار وتلميذ الشيخ أحمد ياسين.