مجددًا.. السيسي يستعين بـ”عصفور” لسب الأزهر وشيوخه

- ‎فيتقارير

لم يرتدع جابر عصفور وزير ثقافة الانقلاب وأحد منظريه في الهجوم على التراث الإسلامي، من الحكم الذي قضت به محكمة جنايات جنوب القاهرة، بحبسه مع إيقاف التنفيذ لمدة 3 سنوات وغرامة 10 آلاف، في قضية إهانة السلطة القضائية، بعدما وصف مرافعة النيابة ضده في إحدى قضايا سبه للأزهر بأنها أشد تطرفا من داعش، وإهانة كل ما هو إسلامي، بل خرج من ثباته مجددا، وبشكل مفاجئ، للهجوم على الأزهر والتراث الإسلامي مرة أخرى، بعد أن تم استدعائه من قبل أجهزة أمن السيسي التي تحميه، وتفسح له المجال، في هجومه الذي يخرج به بين الحين والأخر.

فجأة أصبح جابر عصفور ضيفا دائما على موائد صحف الانقلاب وفضائياتها، ليخرج مجددا على هذه الصحف ويجيب على أسئلتها الموحدة شكلا ومضمونا حول الخطاب الديني والأزهر الشريف وجماعة الإخوان المسلمين، فيهاجم الأزهر الشريف وجماعة الإخوان المسلمين، ويتهم كل منهما بالإرهاب والانتماء فكريا لنظام “داعش”.

ومع استعراض كل الحوارات التي قام بها جابر عصفور خلال الشهرين الماضيين والتي زادت عن خمسة عشر حوارا في صحف الانقلاب، تجد أن الأسئلة التي تم توجيهها لجابر عصفور واحدة لم تختلف في شيئ، وكأنها أعدت في جهاز الأمن الوطني الذي يحرك صحفيي الانقلاب، حيث دارت كل هذه الأأسئلة حول ثلاثة محاور، وهي رأي جابر عصفور المعروف سلفا في مواقف الأزهر من الحرب على داعش، وجماعة الإخوان المسلمين، وقضية الخطاب الديني.

لتكون إجابات جابر عصفور هي الكلمات التي يخرج بها بين الحين والأخر ويسب بها الأزهر تارة، وجماعة الإخوان المسلمين تارة أخرى، تكون بمثابة استدعاء لوصلة جديدة من سب ولعن كل ما هو إسلامي، على لسانه الذي خرج من قبره ليبث فحيحه مرة أخرى.

واعتبر جابر عصفور، دعوة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بضرورة أن يكون رجل الدين ملمًا بالعلوم الدنيوية، قائلًا إن هذا الأمر موجود بالفعل، فليس بالضرورة أن يكون كل خريجي الأزهر تقليديين، فهناك استثناءات، في إشارة لدعم السيسي في إدعائه بأنه المسئول الأاول عن الدين وليس شيخ الأزهر،خلال المعركة الدائرة بين الجانبين حول ضرورة تجديد الخطاب الديني وتنقيح التراث الإسلامي الذي يطالب به السيسي.

وأضاف عصفور، خلال حوار مع صحيفة “الوطن” أن الأزهر يغلب عليه ثقافة التقليد، مضيفًا أنه قام بتحليل خطابي عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي، فوجد أن خطاب شيخ الأزهر كان محافظًا للغاية، على عكس خطاب الرئيس.

واعتبر عصفور أنه من حق أي مواطن مصري أن يقول رأيه في أي من المسائل بما فيها الدينية، ومن حق أي أزهري أن يرفع قضية على الأزهر، معتبرا أن ما يقوم به شيخ الأزهر هو بمثابة دولة فوق الدولة، وسلطة دينية، تمارس ديكتاتوريتها على الدولة والفكر.

وقال جابر عصفور، إن الحديث باسم الإسلام ليس حكرا على الأزهر ولكن يمتلكه كل مسلم ينتسب للإسلام، كما اعتبر أن الازهر يعيش حالة تخلف عن كل حالة تطور يعيشها المجتمع المصري، متهما الأزهر بأنه فكر عاجز عن التطور والتمدن.

وقال إن شيخ الأزهر أحمد الطيب يتكلم لغة مختلفة عن اللغة التي يتحدث بها المصريون، وأن شيخ الأزهر يختلف في تفكيره عن تفكير المصريين الذين يؤمنون بالدولة المدنية، مطالبا بثورة ثقافية ضد الأزهر، كما دعا لحالة تمرد في الأزهر من داخل الأزهر نفسه، معتبرا أن أنسب رجل يقوم بثورة ضد الأزهر هو رجل من الأزهر نفسه، رغم ما سيلاقيه هذا الرجل من هجوم وربما يضربونه في الأزهر.

وعن ملف تجديد الخطاب الديني، كشف عصفور وجود عراقيل بشأن تجديد الخطاب الديني، متابعا: «أظن أن على رأس هذه العراقيل الأزهر، لأن الأزهر للأسف تحول إلى سلطة دينية، رغم أنه لا يوجد في الإسلام سلطة دينية، وللأسف هذا أول شيء يعرقل تجديد الخطاب الديني».

وتابع: «من المفارقات أن الذى جمد الخطاب الديني هو المطلوب منه تجديد الخطاب الديني، فلا يمكن أن تطلب ممن تسبب في الأزمة أن يحل الأزمة بل تطلب من غيره في هذه الحالة أن يحلها»، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الديني يتم من خلال أقلية أزهرية مستنيرة ومجموعة من المثقفين العارفين بتراثنا، والمثقفين المدنيين، فمع هذه الأقلية المستنيرة ومع المثقفين المهتمين بالتراث يمكن تجديد الخطاب الديني.

وعن معركته الكبيرة بشأن تجسيد الأنبياء في الدراما والسينما مع الأزهر، قال وزير الثقافة الأسبق: «ما زلت عندي رأيي إلى الآن.. مازال رأيى أن الأزهر مخطئ في منع الأفلام الخاصة بالصحابة والرسل، فالمسيحى يريد فيلما يجد فيه النبي عيسى فهذا شأنه فهو موافق على ذلك فتخيل مصر التي عرضت فى الخمسينيات فيلما لطه حسين كرواية كان اسمه الوعد الحق، ونشرها طه حسين وتحولت لفيلم سينمائي باسم ظهور الإسلام، وظهر فيه كل الصحابة الذين كانوا حول النبي (ص) وقت ظهور الإسلام، ولم يكن هناك أي شىء يحول دون ذلك».

وأضاف: «وأنا شخصيا وأنا طالب شاهدت هذا الفيلم، وأتذكر المشاهد حين كان الكفار يعذبون المسلمين ويضعون حجارة وحديدا على أجسادهم وعلى سيدنا بلال ويقولون اكفر بإسلامك فكان يرد أحد أحد، فأنا مازلت أتذكر هذا الأمر، وقد تأثرنا كثيرا بالصحابة الأوائل، وما لقوه من عذاب في أيام الجاهلية حتى نصر الله الإسلام، وتأسست الدولة الإسلامية مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فأنت تمنع أشياء هي مهمة للغاية بالنسبة للناس، فأنا دخلت السينما مع الناس وشاهدت فيلم (عذاب المسيح)، ورأيت بنفسى مسلمين ومسيحيين كيف تأثروا بالعذاب الذي تعرض له سيدنا المسيح».

وأكمل عصفور: «أنت توضح في الأفلام التضحيات التي بذلها الأنبياء من أجل نشر دين الله من خلال الاستعانة بكل وسائل التكنولوجيا في إظهار هذا الأمر، فهذا سيكون له تأثير كبير على الناس، ومنع هذا الأمر هو جمود وعدم فهم لطبيعة التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت في عقول الناس”.