قنديل: لا تحسبوا نتائج “المسرحية” على ثورة يناير

- ‎فيأخبار

أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أنه لا أحد يصادر حق خالد علي، ومن لف لفه، في الذهاب إلى”غزوة صناديق” على طريقة ما يسمى التيار المدني، لكن لا تحسبوا النتائج على ثورة يناير، فهي ليست طرفًا في مسرح عبث 30 يونيو.

وأضاف قنديل- خلال مقاله بصحيفة “العربي الجديد”- أن ثمة مفارقة بين نظام الانقلاب وهو يجدّد بيت الحكم، من دون تغيير محتمل في السكان، فيخرج إلى ساحة الانتخاب، ينتقي منافسًا، أو أكثر، يمارس معه، وبه، وعليه، بعض التمارين الخفيفة، إلى حين تجديد “وتنجيد” أثاث المقر، ليعود مقدّمًا نفسه إلى العالم باعتباره سلطة جديدة منتخبة، فازت بسباق تحكمت في كل ظروف إقامته، في حين من بقي من أهل الخامس والعشرين من يناير خارج السجون والقبور مشغولٌ، هو الآخر، بمعاركه وتسريباته وتجديد أثاث المنفى، ولا بأس من ممارسة رياضة الركض خلف ظل جنرال متقاعد، هنا أو هناك، يناور بخوض الانتخابات، من أجل الحصول على ترضيةٍ من معسكر السلطة.

وأكد أن ما جرى مع الفريق أحمد شفيق يجري الآن مع الفريق سامي عنان، من دون زيادة أو نقصان، بعد أن هبط أحمد شفيق من مرتبة الزعيم السياسي، المنقذ، إلى متقاعد عجوز في “فيلا” تولت تجديدها السلطة يرأس حزبًا من مختلف الرتب العسكرية، ثم أخيرًا يتحول إلى معتزل، بعد التخلي، كرهًا أو طوعًا، عن رئاسة حزبه، لتبدأ فقرة سامي عنان، ويندفع طوفانٌ من التحليلات الخاصة بالجنرال العائد، بينما تقول الوقائع إن أقصى ما يطمح إليه عنان لا يزيد كثيرًا عما حصل عليه شفيق.

وأوضح قنديل أن من أهل يناير الآن من يخوض معركة تجديد نظام 30 يونيو بحماسٍ غريب، مقرًّا بأن فرصه في الفوز منعدمة، ومبرّره الوحيد أنها فرصة للتذكير بشعارات يناير 2011 وفتح ثغرة في جدار فولاذي يسجن المجال العام ويجففه، مضيفا “ينشط هؤلاء في إقامة حائط غرافيتي طويل، يضعون عليه شعارات يناير (الثورة مستمرة.. ولساها ثورة يناير) وكفى الله الثوريين النضال، إذ ارتضوا أن ينزلوا ضيوفاً على بيت سلطة الانقلاب، بدعوة منها، وبشروطها التي تحدّد، وفق رغبتها، من الذين يمكنهم الوصول إلى مقر الحفلة”.

وأكد أن الجرافيتي لم يصنع الثورة، بل الثورة هي التي فجرت إبداعات الجرافيتي. ومن ثم لا يمكن النظر إلى الكرنفال الهزلي لما يسمونها انتخاباتٍ على أنه ميدان لمعركة تخوضها ثورة يناير، حتى وإن كان الساعون إلى الحضور والمشاركة منتسبين إلى يناير، التي كانت ثورة أوصلت المصريين لأول مرة في تاريخهم، إلى تهجّي حروف لغة الممارسة الديمقراطية، كما عرفها العالم الحر، عبر صندوق الاقتراع، الحر أيضاً، لكنهم أسهموا بوعي في حرق التجربة بصندوقها، وقيمها وأخلاقيتها.