ماذا لو امتلك السيسي الـ100 مليار دولار.. هل يتغير واقع الغلابة حقا؟

- ‎فيتقارير

يجلس عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، على كرسيه الذي اغتصبه وأمامه الكاميرات، ليرفع رأسه و”يمصمص شفتيه” لتخرج من بطنه أكاذيبه التي لطالما يطل بها على الشعب المصري، في محاولة لغسل جرائمه، ويقول خلال افتتاح مدينة العلمين الجديدة، اليوم الخميس: “وأنا صغير كدة كنت أمشي وأشوف المناطق العشوائية والناس اللى هي ظروفها صعبة وأقول يا رب لو ادتني 100 مليار دولار والله لأصرفهم وأخلي الناس دي تعيش كويس، أنا بأقسم بالله.. بس أنا معييش الفلوس دي طبعا.. يا سلام.. فهو قالي أنا بمكّنك أهو ويلا شوف هتعمل إيه”.

ثم تابع حديثه ليكشف معرفته بالحالة التي يعيش عليها الناس: “عايزين نجهز المساكن الجديدة بالفرش عشان الواقع كله يتنسي.. إذا كنتم عايزين تجابهوا الألم والغضب والحزن اللى فيه أهالينا اوعى تقوله تعالى هات السرير المكسر وحطه في الشقة دي والحلة اللى مش عارف إيه هاتها هنا.. أمال إحنا عايشين ليه.. إحنا عايشين عشان ندي الناس”.

وبالرغم من حصول السيسي على عشرات المليارات من الدولارات في صورة منح من دول الخليج باعترافه شخصيا، وحصوله على عشرات المليارات الأخرى في صورة قروض دولية، فضلا عن حصوله على 68 مليار جنيه من أموال المصريين لبناء ترعة قناة السويس، والاستفادة من أموال رفع الدعم عن الغلابة وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستراتيجية، لم تتحسن أحوال المصريين مطلقًا.

واقع ومسرحية

وبالرغم من حديث السيسي عن الواقع الذي يعيشه الناس، إلا أنه يناقض نفسه في نفس الجلسة التي يتحدث بها اليوم، حينما تحدث عن تطوير السكك الحديد التي قال إنها تحتاج لـ250 مليار جنيه من أجل التطوير، قائلا: “أنا مش هاطور من جيبي، أنا هطور من الناس اللى بتستفيد من الخدمة، اللى يقعد يدفع”.

إلا أن الواقع الذي يصفه السيسي لا يعبر عن الأوضاع التي يعيشها المصريون في عهده، حيث دخلوا في حالة عامة من الاكتئاب؛ بسبب انهيار الحالة المعيشية والقمع الأمني الذي تفرضه سلطات الانقلاب، حتى إن الجهاز المركزي للإحصاء، نشر تقريرًا عن الفقر فى مصر، أكد أن أسعار اللحوم والدواجن والسلع الغذائية ارتفعت بشدة، ما أدي إلى تراجع نصيب الفرد من الغذاء، وينذر بكارثة غذائية في مصر يدفع ثمنها الجيل القادم.

وكشفت بيانات الجهاز الذي يتبع السيسي نفسه، انخفاض متوسط نصيب الفرد المصري من اللحوم الحمراء بنسبة 29.4% إلى 9.6 كجم في 2016، مقابل 13.6 كجم عام 2015، لانخفاض الإنتاج والواردات من لحوم الأبقار والجاموس.

وحسب الجهاز انخفض نصيب الفرد من القمح بنسبة 2.3% إلى 137.8 كجم مقابل 141.1 كجم، كما تراجع متوسط نصيب المصري من الأرز بنسبة 11.3% إلى 34.7 كجم مقابل 39.1 كجم، ومن الخضروات بنسبة 7.3% إلى 86.3 كجم مقابل 93.1 كجم، ومن الفاكهة بنسبة 1.6% إلى 62.6 كجم مقابل 63.6 كجم، ومن لحوم الدواجن والطيور بنسبة 5.6% إلى 10.1 كجم مقابل 10.7 كجم.

ووفقًا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع لحكومة الانقلاب، فإن نحو 28% من الشعب المصري لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، ورغم تلك الإحصائيات الرسمية إلا أن المواطن المصري دائمًا ما يجد نفسه أمام مطالبات مستمرة بالتقشف من جانب السفيه ووزرائه وبرلمانه وحتى إعلامه.

 

https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fosgaweesh%2Fvideos%2F1895417777196450%2F&show_text=0&width=560