تحولت مصر أمس الجمعة إلى ثكنة عسكرية خصوصا في القاهرة والإسكندرية والمحافظات التي شهدت مظاهرات عارمة ضد السيسي في 20 سبتمبر الجاري، وبدا السيسي مرعوبا لدى وصوله إلى مصر أمس قادما من نيويورك حيث كان في استقباله المئات من أنصاره الذين أحضرتهم أجهزة الأمن جبرا وإكراها.
وعلى الرغم من الانتشار الأمني الواسع، إلا أن المظاهرات المناهضة للسيسي اتسعت رقتها لتشمل 7 محافظات هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر، في الوقت الذي أطلقت فيه أجهزة النظام حشداً مضاداًرمصطنعة ببعض المناطق لإعلان تأييد السيسي، وتم توثيق توزيع عبوات الطعام والزيت والسكر من أجل المشاركة في دعم السيسي ورغم ذلك جاءت المشاركة باهتة ما أحبر فضائيات النظام إلى تضييق كادر التصوير حتى تبدو الحشود كبيرة واللقطة الوحيدة التي اتسع فيها الكادر بدت الحشود ضئيلة للغاية ما سبب إحراجا لنظام العسكر وإعلامه.
وإلى تفاصيل جولة الصحافة..
أهم الأخبار والقضايا:
أولا، (فيديو اتساع رقعة المظاهرات المطالبة برحيل السيسي في "جمعة الخلاص").. اتسعت رقعة المظاهرات المعارضة لنظام عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، استجابة لدعوات الاحتجاج التي أطلقها الفنان والمقاول محمد علي، تحت شعار "جمعة الخلاص"، لتشمل 7 محافظات هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والمنيا وسوهاج وقنا والأقصر، في الوقت الذي أطلقت فيه أجهزة الدولة حشداً مضاداً ببعض المناطق لإعلان تأييد السيسي.
ثانيا، كتبت "الجزيرة": (في "جمعة الخلاص".. النظام يحول القاهرة لثكنة عسكرية ويفتح الميادين لمؤيديه).. وتضيف العربي الجديد: (إغلاق جميع محطات المترو في وسط القاهرة… ومؤيدو السيسي بحماية الشرطة ــ منع التجمعات أمام مساجد مصر الكبرى بالتزامن مع الدعوة للتظاهرات).. منعت الأجهزة الأمنية المصرية التجمع أمام المساجد الكبرى في العاصمة القاهرة والمحافظات عقب انتهاء صلاة الجمعة، وطالبت وزارة الأوقاف خطباء المساجد باقتصار خطب الجمعة على 15 دقيقة، وعدم التحدث فى الأمور السياسية، وحث المصلين على رفض التخريب.
ثالثا، (توزيع "كراتين" غذائية أمام "المنصة" مقابل تأييد السيسي).. وزع أعضاء حزب "مستقبل وطن"، الموالي لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الجمعة، "كراتين" تحتوي على مواد غذائية على المواطنين بضاحية مدينة نصر، شرقي القاهرة، مقابل المشاركة في "احتفالية" تأييد الرئيس الحالي أمام "المنصة" في طريق النصر، في مشهد أعاد للأذهان ما فعله الحزب نفسه خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية في إبريل/نيسان الماضي. ونشرت الصحيفة (#السيسي يحشد أنصاره بالوجبات والزي الموحد لمواجهة #جمعة_الغضب).. "وجبات.. زي موحد.. قصة شعر موحدة"، هكذا سخر مغردون مصريون من "احتفالية" تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام "المنصة" في طريق النصر، شرق القاهرة، إذ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور الوجبات المغلفة التي توزع على الحاضرين. كذلك انتشرت صور لعدد كبير من الشباب بالاحتفالية في أعمار متقاربة بزي موحد وقصة شعر موحدة، لمجندين أو طلاب كليات عسكرية، تم جلبهم لتضخيم أعداد مؤيدي السيسي أمام الكاميرات.
رابعا تشير الجزيرة إلى أن (السيسي يلمح إلى طلب "تفويض" جديد من المصريين).. حيث رحب عبد الفتاح السيسي بعدد من المصريين الذين استقبلوه فور عودته من الولايات المتحدة الأميركية، وسط توتر أمني تشهده البلاد قبيل مظاهرات دعا إليها الفنان والمقاول محمد علي للإطاحة بنظام السيسي. وصافح السيسي عددا ممن كانوا ينتظرون عودته في المطار، وقال لهم "أنتو واقفين هنا ليه؟ صباح الخير.. إيه اللي مصحيكو بدري النهار ده الجمعة.. والموضوع مش مستاهل خالص"، في إشارة إلى أنه غير قلق من المظاهرات المنتظرة اليوم.وفي السياق ذاته، قال السيسي "عندما أطلب من المصريين فسينزلون بالملايين للشارع كما حدث يوم التفويض عام 2013 وليس أقل من ذلك".
خامسا، (رسالة محمد علي للسيسي: المباراة لم تنته بعد).. مع انتهاء فعاليات "جمعة الخلاص" التي دعا إليها الفنان محمد علي، ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نشر علي فيديو جديداً، حيّا فيه استجابة الشعب المصري لطلب التظاهر، والذي اندلع مجدداً، ولكن هذه المرة في الصعيد، وبعض المناطق في الوجه البحري، وغاب في محافظة القاهرة نظراً للتشديدات الأمنية، وإغلاق المداخل والمخارج خاصة عند ميدان التحرير.
سادسا، (واشنطن تدعو رعاياها في مصر إلى تجنب مناطق المظاهرات ــ فيديو "العفو الدولية": السيسي أغلق معظم الطرق… والأمم المتحدة "قلقة" من الاعتقالات).. أبدت الأمم المتحدة، في تصريحين منفصلين، قلقها إزاء الأحداث في مصر، مطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين الذين مارسوا حقوقهم، في حين انتقدت منظمة العفو الدولية إغلاق السلطات المصرية معظم الطرق الحيوية للحد من التظاهرات. وأعربت ميشيل باشليه، في تصريح لها اليوم الجمعة، عن بالغ قلقها بشأن عمليات الاعتقال واسعة النطاق للمحتجين، ارتباطاً بالتظاهرات الحاصلة في مصر، وغياب المحاكمات وفق الأصول القانونية، داعية السلطات في مصر إلى "احترام الحق في حرية التعبير، والحق في التجمع، بما يتوافق مع القواعد والمعايير الدولية توافقاً كاملاً".
سابعا، (تويتر يحذف الوسوم المعارضة للسيسي من الأعلى تداولا (صور).. حذفت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الوسوم المعارضة لرئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي من قائمة الأعلى تداولا.. وفوجئ المغردون بحذف وسم "#جمعة_الخلاص" الذي تخطى نصف مليون تغريدة من قائمة الأعلى تداولا، واستبداله بوسوم أخرى مؤيدة للسيسي رغم ضعف التفاعل عليها وقلة عدد التغريدات عبرها. ولم يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق من إدارة "تويتر" عن سبب حذف الوسوم المعارضة للسيسي من قائمة الأعلى تداولا.
ثامنا، (وفد أمني مصري يزور إسرائيل سراً).. الزيارة السرية التي يقوم بها ضباط المخابرات المصرية إلى إسرائيل، تتزامن مع اندلاع المظاهرات في عدد من المدن المصرية…قال باراك رافيد المراسل السياسي للقناة الإسرائيلية 13 إن "وفدا أمنيا مصريا من جهاز المخابرات العامة قام بزيارة إسرائيل أول أمس الخميس بصورة سرية، خشية من حدوث احتكاكات أمنية بين قطاع غزة وإسرائيل، عشية التحضير لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة". ويضيف الموقع (صحيفة إسرائيلية: السيسي يبذل كل طاقته بالعمل مع إسرائيل)..في سياق كشفه عن مضمون لقاء جمعه برئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، أكد الكاتب الأمريكي مايك إيفانس على أن السيسي يبذل قصارى جهده من أجل العمل مع إسرائيل.وامتدح إيفانس في مقالته بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية وترجمته "عربي21" هذا التوجه لدى السيسي، قائلا إنه "لم يغير قناعاته السياسية، خلال أربع مرات جمعتهما معا".
أهم توجهات صحف النظام:
أولا، الاهتمام الواسع بالحشود المصطنعة التي جاء بها الأمن لاستقبال السيسي أمس مع عودته من نيويورك سواء عند المنصة وتجاهلت تماما حملات الاعتقال الرهيبة التي جرت خلال الأسبوع الماضي حتى وصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 2000 مواطن، كما تجاهلت الانتشار الأمني الواسع في جميع مياديين القاهرة والمحافظات، كما تجاهلت ثالثا المظاهرات التي خرجت تهتف برحيل السيسي. لكنه سلطت الضوء فقط على الحشود المصطنعة عند المنصة واعتبرت ذلك تعبيرا عن رأي الشعب رغم أن الشعب قد حيل بينه وبين الخروج الواسع والتعبير عن رأيه بحرية كما وثقت ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية. وهو ما تم تجاهله أيضا من جانب صحف النظام. وأبرزت جميع الصحف الحكومية والخاصة تصريحات رئيس الانقلاب أمس ما تخافوش ومتقلقوش وإشادته بما أسماه وعي المصريين.. وجاء «مانشيت الوطن»:.. ("الشعب قال كلمته: لا للفوضى.. الرئيس للمصريين: ما تقلقوش والبلد جامدة بيكم.. ويوم ما هطلب تفويض هينزل ملايين.. والشعب أصبح واعيًا ولا يمكن خداعه والسنوات الماضية لن تتكرر".. استقبال شعبي للرئيس أمام مطار القاهرة.. ومئات الآلاف يحتشدون بالقاهرة والمحافظات لتأييد السيسي والجيش ويرددون هتافات ضد "دعاة الفتنة"). ويزعم «مانشيت اليوم السابع»:.. (السيسى: وعى المصريين أكبر من أى تزييف.. الرئيس: يوم ما هطلب التفويض هينزل الملايين.. ميادين القاهرة والمحافظات تؤكد فشل دعوات الفوضى.. السيسى يحيى مستقبليه عقب عودته من نيويورك.. ويطمئن الشعب: مصر بلد قوى بالمصريين).
ثانيا، تواصل الهجوم الضاري على الإخوان تحديدا في محاولات مستمينة لحصر الصراع بين النظام الذي تعبر عنه صحف العسكر تدليسا بمصر وبين الجماعة التي يتم تشويهها والتشهير بها وبقادتها وعناصرها بكل الوسائل الخبيثة والأكاذيب والافتراءات حيث يزعم «مانشيت اليوم السابع»:.. (سقط الإخوان.. وتبقى مصر.. الجزيرة تواصل الغرق فى وحل التزييف والفبركة.. قنوات التنظيم تكرر لقطات لمواطن فى الوراق وقنا فى نفس اللحظة.. وأطفال بـ 7 أرواح فى الميادين والمحافظات).. وتضيف «اليوم السابع»:.. (عودة الرئيس السيسى تسحق أكاذيب إعلام الإخوان.. معتز مطر ومحمد ناصر وتلاميذ أيمن نور يصابون بصدمة بعد احتشاد المصريين لاستقبال الرئيس فى المطار بعد نشرهم أكاذيب الهروب).
ثالثا، الاهتمام نسبيا بذكرى رحيل طاغية العسكر الأول جمال عبدالناصر حيث نشرت «الوطن»:.. (في الذكرى الـ49 لرحيله.. عبدالناصر حكايات الصبا والمصير.. طفولة الزعيم: كان محبا للعزلة ولا يكف عن طرح الأسئلة وتأمل الكادحين.. ومعلمه: كان متميزا عن أقرانه من الأطفال").
رابعا، في الملف الاقتصادي نشرت «الوطن»:.. (بعد خفض الفائدة.. انتعاشة مرتقبة في البورصة والاستثمار.. مصدر: ننتظر الوقت المناسب لاستئناف "طروحات الشركات" ..الانتهاء من طرح المرحلة الأولى قبل نهاية 2019..)
خامسا، في ملف العلاقات الخارجية، هاجمت صحف قطر وكتبت «الوطن»:.. (العفو الدولية: قطر مقصرة في تحسين أوضاع عمال مونديال 2022.. المنظمة: على الاتحادات الوطنية الضغط على الدوحة لتنفيذ تعهداتها تجاه 2 مليون عامل أجنبي).. في الوقت الذي تجاهلت فيه كل صحف النظم انتقادات هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية لنظام العسكر وكبت الحريات وحملات الاعتقالات المسعورة التي طالت الجميع.
