تبريق وزعيق على “الممر”.. نُقاد: أخطاء نالت من مصداقية فيلم الشئون المعنوية

- ‎فيتقارير

“أفورة” و”تبريق” و”زعيق”.. مصطلحات كانت هي الأكثر ورودًا على ألسنة المتابعين العاديين لفيلم الشئون المعنوية “الممر”، والذي يُفترض أنه يجسد ملحمة حرب أكتوبر المجيدة، فركّز على ما يوسّع الهوة بين الشعب ممثلا في موظف السنترال، ورواده من المدنيين والجيش، ويحاول إثبات ما زعمه السيسي في ندوة ثقافية معتادة خاطب فيها حشدًا من العسكريين، من جهات مختلفة يدّعي فيها أن مصر كانت في حالة “انتحار”، متهمًا من اتخذوا القرار بعدم دراسته، وفق ما توصل إليه الجيش اليوم من تطور!.

الناقد أحمد نصار استغرب من أنه “لأول مرة في تاريخ التلفزيون المصري “يحرقون” فيلمًا بعد عرضه في السينما بأربع شهور.. فعلوا ذلك مع فيلم (الممر).. أضخم ميزانية في تاريخ السينما المصرية، فيجمع نجوم التمثيل والإنتاج والإخراج والموسيقى.

وساخرا قال: إن “الفيلم اللي كان فاضل تصدُر أوامر في العيد إنهم يخطفوا الناس من الشوارع ويدخلوهم يتفرجوا عليه بالعافية.. ورغم كل البروباجاندا اللي عملوها معرفش يحقق إيرادات تُغطي الميزانية الجبارة بتاعته”، موضحا أن الأفلام التجارية اللي تحت السلم بتتعرض على الأقل بعد سنة.. لكنه يتعرض بمناسبة 6 أكتوبر”.

وأوضح أن مغزى عرضه أنه “على مدار الـ6 سنين اللي فاتوا حصل شرخ كبير جدا في ثقة عامة الناس في الجيش، وخلال الشهر اللي فات الشرخ زاد جدا، وتبين لكثير من عامة الشعب أنه فعلا جيش سبوبة.. عايشين على شقى الناس بالبطش والظلم.. والمنظومة نفسها بقى عندها هاجس إنها آيلة للسقوط”.

وأكمل أنهم “لازم يتخذوا كل الإجراءات والتدابير المعنوية اللي ترجع الثقة.. مش ممكن أبدا يتخذوا إجراءات مادية إنهم يبطلوا سرقة وقتل ونصب وظلم ويردوا للناس ولو جزء من حقوقهم لاستعادة الثقة”.

وكشف عن أن “العصابة توظف الإعلام والأفلام ونجوم شباك منهم محمد رمضان وحمو بيكا وفيفي عبده وكل الأشكال (…) لاستعادة من فروا من الحظيرة لعبادة العجل المقدس مرة تانية وعدم الشك لحظة واحدة فيهم”.

3  ملاحظات

وسجّل الصحفي أحمد سالم عدة ملاحظات على الفيلم الذي يفترض أنه يجسّد إحدى ملاحم البطولة لشعبنا العظيم في حربه مع العدو، وقال: “ثلاث ملاحظات عابرة نالت من جودة الفيلم ومصداقيته:

الأولى: تصوير الصحفيين من خلال الممثل “أحمد رزق” على أنهم ضعاف وخوافين وخرعين وغير صبورين وعبء على غيرهم، وهذا غير صحيح، ويطعن حتى في أسس اختيار المراسل الحربي التي وضعتها القوات المسلحة.

الثانية: البنت البدوية شقيقة الدليل التي كانت تذهب بالمؤونة للقوة المصرية، هل يمكن تصور أن يتم كشف وجهها واستمرارها في ذلك أمام ناس غرباء، ثم مغازلتها من قبل أحد أفراد القوة، لتتحول إلى قصة حب ومادة للتندر، ثم يتكرر المشهد أمام أخيها لينتهي بقراءة الفاتحة؟!.

وتساءل: “فهل البدو بقيمهم وعاداتهم المعروفة يقبلون ذلك؟ وهل هم يزوجون بناتهم من غير أبناء القبائل التي يعرفونها”.واعتبر الفيلم ثالثًا أنه مليء بحالة من السيولة والحوارات الجانبية التي تتسم بالاستخفاف والاستظراف، والإحساس الزائف بالأمان، في بعض مشاهد تنفيذ العملية وذكر عددا منها.

فيلم تافه

واعتبر “‏‎Melba Melba‎‏”، وهو اسم افتراضي لأحد النقاد الذي تعج صفحته بمشاهدات مماثلة، أن “فيلم ” أغنية على الممر” قصة علي سالم وسيناريو مصطفى محرم وإخراج علي عبد الخالق، الكادر فيه برقبة فيلم الممر التافه”.

وفي وصف تفصيلي قال: “أول عشر دقائق من فيلم الممر.. ومع الفاصل الإعلاني أحب أن أشكر شركة الجرافيكس على مجهودها وعلى إيفيهات الفنان حجاج عبد العظيم.. بس بحمد ربنا إني مدفعتش فلوس في فيلم زي ده.. تمثيل أحمد عز، تبريق وزعيق، تمثيل من بره، والبوتكس ضارب وشه وحاجة زا (…)”.

وأضاف “حوار مسرحي وديكور إعلانات وصورة مصفوفة مصقولة معلبة مستلفينها من إعلانات شريف عرفة الحمضانة، وموسيقى عمر خيرت كعادة أعماله الأخيرة تبعث على الملل”.

أفورة زيادة

واعتبر الناقد والشاعر”Tamer Elhakim”  أن فيلم الممر “فيه أفورة زيادة عن اللزوم وقرب من الأفلام الأمريكية في أن البطل مينفعش يتصاب ولا يموت حتى لو انضرب عليه ٥٠٠٠ رصاصة”.

ورأى أن “نهاية الفيلم غريبة جدا لدرجة إني حسيت إن أصحاب العمل وصلوا لغاية هنا والميزانية خلصت فقالوا كفاية كده.. وجبرت ونقفلها بأي حاجة وخلاص”.

وفي ملامسة واقعية للمراسل الحربي، وهي الملاحظة التي شغلت الصحفيين، وكانت سببا في انتقاد الفيلم، قالت الصحفية بالأهرام هبة باشا، ووالدها صحفي أيضا بالأهرام، عمل مراسلا عسكريا في فترة حرب الاستنزاف وصولا إلى حرب أكتوبر73 ، فقالت: “للتاريخ.. بما أن فيلم الممر سيعرض سنوات طويلة قادمة كل 6 أكتوبر.. أؤكد للأجيال القادمة عمر المراسل الصحفي العسكري ما كان مهزوز ولا مهزوم ولا بيتبرق له وبيتشخط فيه من العساكر ويتريقوا عليه، ولا كان الجيش-حتى اليوم- يوافق على ترشيح أى جرنال لصحفي بهذه المواصفات ولا تاريخه المهنى كان فى نشر أخبار البارات”.

وأضافت “المراسل العسكري كان عايش معهم فى الخندق واحد منهم وموثق بقلمه بطولاتهم وحتى مشاعرهم الإنسانية وسطوره كانت هى التى تشد عزم الشعب لأن الجرنال كان وسيلة رئيسية ومهمة لنقل المعلومات من حرب الاستنزاف إلى بعد 73، وكانوا أيضا مثل الجنود تاركين بيوتهم وزوجاتهم وأولادهم، وكل مراسل عاد نال أعظم الأوسمة والتكريمات من الجيش والنقابة ووزارة الإعلام، وكل محفل لسنوات طويلة، وعادوا وربوا أولادهم على الوطنية والكرامة والشجاعة فى المواجهة وقول الحق، وأن الموت لا نخشاه”.
>