من “واتساب” إلى تجنيد العناصر.. التجسس منهج خياني وظّفه الصهاينة

- ‎فيتقارير

رسخت مجموعة من الأفلام والمسلسلات كيف أن الكيان الصهيوني بارع في تجنيد العملاء في مؤسسات لا يجوز فيها الخيانة، مثل تجنيد عبدالفتاح السيسي في قلب الجيش المصري، أو محمد بن زايد الذي حول الإمارات إلى “إسرائيل الخليج”، بحسب ما صرح د. عبدالله النفيسي تعليقا على ما نشرته صحيفة “معاريف” العبرية من أن محمد بن زايد اشترى أسلحة وبرامج تجسس من الكيان الصهيوني بمليارات الدولارات، كما وفر “بن زايد استضافة لجنرالات الجيش الصهيوني في أفخم فنادق أبو ظبي.

الجديد والقديم في أن صحيفة The Jerusalem Post العبرية نشرت في 28-10-2018 أن إسرائيل باعت للسعودية أنظمة تجسس بقيمة 250 مليون دولار وتم إرسالها للسعودية وتدريب طاقم سعودي عليها!

تجسس “واتساب”

وتقاضى كل من واتساب وفيسبوك الكيان الصيهوني لتوظيف جنوده في سلاح المخابرات والموساد الإسرائيلي في تتبع نحو 1400 مستهدف من 20 دولة بينهم مشات العرب ولصالح دول عربية لا تخرج منها الإمارات والسعودية والانقلابيين في مصر.

ونشرت وسائل الإعلام العبرية الأربعاء 30 أكتوبر تفاصيل تجسس الكيان على شخصيات هامة في الدول العربية والغربية من خلال اختراق هواتفهم الذكية عبر تطبيق واتس آب.

وأعلنت واتساب أنها تأكدت أن الشركة الصهيونية اخترقت فعلا في مايو الماضي هواتف ناشطين من البحرين والإمارات العربية المتحدة والمكسيك وغيرها من البلدان، وتم التأكد من ذلك وفقا لرموز البلدان للأرقام المستهدفة.

وقدمت شركة واتس آب دعوى قضائية ضد شركة ( NSO ) الصهيونية التي بسبب استغلال ثغرة في تطبيق الرسائل النصية “واتسآب” للتجسس على ناشطون في مجال حقوق الإنسان.

رفعت شركة واتسآب دعوى قضائية ضد شركة ( NSO )، في محكمة اتحادية فيدرالية، في شمال كاليفورنيا.

وقالت واتساب في الدعوى القضائية: إن الشركة السالفة التي تتخذ من هرتسليا بالقدس المحتلة مقرًا لها، استخدم “واتسآب” للتجسس على أكثر من 1400 هدف في 20 دولة مختلفة، بما في ذلك 100 صحافي وناشط حقوقي.

وكانت منظمة “Citizen Lab” الحقوقية، نشرت عن تجسس تم بمعرفة الشركة الصهيونية قبل نحو شهر، وعند بحث واتساب اكتشفت أن شركة التجسس السيبراني الصهيونية استغلت الثغرة الموجودة في برمجية واتسآب، لاختراق محادثات محامٍ يعيش في لندن واتصالاته، كانت له علاقة بدعوى قضائية مرفوعة ضد شركة NSO تتهمها باختراق هاتف الناشط السعودي المقيم في كندا، عمر عبد العزيز، وهاتف مواطن قطري ومجموعة من الصحفيين المكسيكيين.

يد الإمارات

وقال مدير “واتسآب” ويل كاثكارت في مقالة نشرتها صحيفة أمريكية الثلاثاء: “بعد أشهر من التحقيقات بات بإمكاننا معرفة من شن هذا الهجوم”.

واتهم شركة “NSO” بانها استهدفت “مئة شخص من المدافعين عن حقوق الانسان وصحفيين وناشطين آخرين في المجتمع المدني في العالم”.

وكتب كاثكارت على تويتر “مجموعة “NSO” تقول إنها تخدم بشكل مسؤول الحكومات، لكننا وجدنا أن أكثر من مئة من الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين استهدفوا في هجوم في مايو الماضي. هذا الانتهاك يجب أن يتوقف”.

وتقول الدعوى إن البرنامج المعلوماتي الذي قامت “NSO” بتطويره والمعروف باسم بي جاسوس، صُمم ليتم تثبيته عن بعد في أجهزة مقرصنة تستخدم أنظمة التشغيل أندرويد و”آي أو إس” وبلاكبيري.

وتضيف الدعوى أن المهاجمين “عكسوا هندسة تطبيق واتساب وقاموا بتطوير برنامج يمكنّهم من محاكات حركة شبكة واتساب الشرعية من أجل إرسال رمز ضار” للاستيلاء على الأجهزة.

وقال كاثكارت “كان هجومهم متطورا جدا، لكن لم تكن محاولتهم إخفاء آثارهم ناجحة تماما”. وجاءت تصريحاته في مقال رأي نشر في واشنطن بوست، أشار فيها إلى أن التحقيق أظهر خدمات إستضافة مواقع انترنت وحسابات مرتبطة بشركة “NSO”.

وتطلب الدعوى من المحكمة أن تأمر مجموعة “NSO” بوقف أي هجمات كتلك، والتعويض عن أضرار غير محددة.

وتم إرسال الرمز الخبيث خلال خوادم واتساب بحدود 29 أبريل إلى 10 مايو، مستهدفا أجهزة محامين وصحفيين ونشطاء حقوقيين ومعارضين سياسيين ودبلوماسيين وغيرهم من كبار مسؤولي الحكومات الأجنبية.

وقال كاثكارت عن الهجوم المعلوماتي: إن “المستخدم كان يتلقى ما يبدو أنه اتصال فيديو، لكن ذلك لم يكن اتصالا طبيعيا”.

وتابع: “بعد أن يرن الهاتف، كان المهاجم يرسل سرا رمزا خبيثا في مسعى لاختراق هاتف الضحية وتثبيت برنامج التجسس فيه. ومن غير الضروري على الشخص أن يجيب على الاتصال”.

لفتت مجموعة “NSO” الانتباه في 2016 عندما إتهمها الباحثون بالمساعدة في التجسس على ناشط في دولة الإمارات.

وأشهر منتجات المجموعة هو برنامج بي جاسوس، وهو من أخطر أدوات التجسس ويمكنه تشغيل كاميرات هواتف المستهدفين والميكروفونات، والوصول إلى البيانات الموجودة فيها.

وتصر المجموعة على أنها لا تبيع تراخيص برامجها سوى لحكومات “لمحاربة الجريمة والإرهاب” وبأنها تحقق في اتهامات ذات مصداقية عن إساءة استخدام، غير أن النشطاء يقولون إن التكنولوجيا استخدمت بدلا عن ذلك لانتهاكات لحقوق الإنسان.

وقالت دانا إنجلتون من منظمة العفو الدولية إن نتائج التحقيق الذي أجرته واتساب “تؤكد أن مجموعة (إن إس أ) تستمر في التكسب من استخدام منتجاتها التجسسية في ترهيب وتعقب ومعاقبة عشرات المدافعين عن حقوق الانسان في أنحاء الكرة الأرضية، ما يشمل مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة والمكسيك”.

وقالت إنغلتون إن منظمة العفو ومجموعات أخرى تسعى في المحاكم الإسرائيلية لمنع “NSO” من تصدير التكنولوجيا.

وقالت: إن “واتساب تستحق الاعتراف بموقفها الصارم تجاه هذه الهجمات الخبيثة ومنها مساعيها لمحاسبة “NSO” في المحاكم”

خونة في مصر

وقبل أيام، كشف موقع ويللا الإخباري العبري “بعضا من تفاصيل شبكة التجسس اليهودية التي عملت في مصر في سنوات الخمسينات، برئاسة الجاسوسة مارسيل نينيو، التي توفيت قبل ساعات من مساء 24 أكتوبر.

وأضاف إيلي أشكنازي، المراسل العسكري للموقع: “نينيو تعدّ من العناصر الأساسية في العمل الاستخباري الصهيوني في مصر، بعد أن تم كشفها من قبل المخابرات المصرية، حيث اعتقلت لمدة 15 عاما قبل عودتها لتل أبيب، وكانت مهمتها في هذه العمليات الأمنية الاتصال بين عناصر الشبكات الاستخبارية، ونقل المعدات اللازمة لها في مدينتي القاهرة والإسكندرية”.

وقال إن نينيو ولدت في 1929 في القاهرة، وعملت في وقت مبكر ضمن مجموعات “الحارس الصغير” التابعة لليهود في مصر، وحينها نشأت علاقة مبكرة مع حاييم فيكتور سعدية الذي كان يبحث عن متطوعين ذوي تطلعات صهيونية.

وأشار إلى أن “فيكتور أوجد الاتصال الأول بين نينيو وشلومو هيلل، ممثل الوكالة اليهودية في مصر آنذاك، ثم التقت مع أبراهام دار، وحينها بدأت عملها في شبكة التجسس اليهودية داخل الأراضي المصرية، ولقبها السري في الشبكة كان “كلود”، ومهمتها أن تكون ضابطة الاتصال بين عناصر المجموعات الاستخبارية الإسرائيلية، ونقل المعدات اللازمة لهم”.

وتحدث التقرير عن خليتين للتجسس مكونتين من 13 عنصرا عملوا خلال سنوات طويلة في مصر كخلايا نائمة، وفي مايو 1954 تم نقل مسؤولية الخليتين إلى إيفري إلعاد، وفي يوليو 1954 بدأ أعضاء الخليتين بتنفيذ أعمال تخريبية داخل مصر؛ بهدف تشويش علاقاتها مع الدول الغربية، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة بشكل خاص”.

وختم بالقول إنه “فور وصول نينيو إلى إسرائيل تم منحها درجة جنرال في سلاح الاستخبارات، وتعلمت اللغة العبرية في فترة لاحقة، ثم الأدب الإنجليزي والأمريكي بجامعة تل أبيب، حتى توفيت قبل ساعات عن عمر 90 عاما”.