يمثِّل ميدان التحرير بوصفه أيقونة للثورة، نموذجًا للصراع المستمر ما بين الشارع والسلطة ومحاولات تغييبه واحتوائه.
حيث يتجلَّى في ميدان التحرير صراع المصريين مع السلطات السياسية، ولم تكن ثورة 25 يناير الحدث الأول في مسيرة الصراع.
وكان ميدان التحرير مقر انطلاق الزعيم أحمد عرابي في مسيرته إلى قصر عابدين، واتخذه الجيش البريطاني في عام 1883 مقرًا لقواته بعد احتلال مصر، ويوم الجلاء في فبراير 1946 اندلعت فيه مظاهرات حاشدة ضد الإنجليز، لكنها انهزمت أمام القوات الإنجليزية التي قتلت 34 متظاهرًا، وبعدها بعام تم إخلاؤه من الثكنات ورُفع عليه العلم المصري .
بعد انقلاب 1952 قرر العسكر بناء فندق عالمي في الميدان، وأعلن فيه محمد نجيب إلغاء الأحزاب في عام 1953، ورفضت الجماهير القرار واضطرت الشرطة للتدخل، ومنذ ذلك اليوم قرر العسكر نقل احتفالاتهم لميدان الجمهورية .
ميدان التحرير بعد 2013، شهد العديد من محاولات التغيير بهدف طمس معالمه وهويته، حيث مُسحت رسوم الجرافيتي على حوائط الجامعة الأمريكية بشارع محمد محمود، وأقيمت بوابات حديدية على مدخله من شارع قصر العيني، كما تصدُر قرارات بغلقه مع كل دعوات احتجاجية أو ذكرى ثورية.
ومؤخرًا طلب السيسي تطوير الميدان ونقل تماثيل كباش من معبد الكرنك، وجاءت دعوة التطوير بعد شهر فقط من احتجاجات 20 سبتمبر التي استطاع المتظاهرون فيها دخول الميدان لأول مرة منذ سنوات.
https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/926091614459224/?v=926091614459224