“حماس” تدعو للنفير العام وتجريم التطبيع.. وسياسي فلسطيني يوضح شروط فشل الصفقة

- ‎فيعربي ودولي

أعلنت جميع الفصائل الفلسطينية عن رفضها خطة الإدارة الأمريكية لتصفية الحقوق الفلسطينية، المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، التي يخطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للإعلان عنها مساء اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي يحضره بنيامين نتيناهو، وبني جانتس.

من جانبها قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس: إن “صفقة القرن” تستدعي الإعلان عن “النفير العام”، معتبرة أن الخطة الأمريكية بمثابة “نكبة جديدة” بحق الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم: إن “صفقة القرن نكبة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، وعدوان أمريكي إسرائيلي مزدوج على فلسطين”، وأضاف برهوم أن “مواجهتها وإفشالها وحماية مصالح شعبنا واجب علينا جميعًا، ومسئولية الكل الفلسطيني”.

وتابع “هذا يتطلب مواقف وقرارات مسئولة وشجاعة، تنبثق عن لقاءات قيادية وطنية جامعة تتحمل مسئولية المرحلة وتبعاتها؛ بإعلان النفير العام”، وكذلك “تصعيد الفعل الوطني الشعبي والمقاوم بأشكاله المختلفة في كل أنحاء فلسطين، بالتوازي مع قرارات رسمية مهمة لرئيس السلطة الفلسطينية، مرتكزاتها توفير عوامل ومتطلبات نجاح المواجهة الفعلية للصفقة”.

وطالب برهوم السلطة الفلسطينية “بإعلان الإنهاء الفوري للتنسيق الأمني مع العدو، وإطلاق العنان لقوى الأمن والشباب والمقاومة لحماية البلاد والعباد، والدفاع عن الأرض والمقدسات”، كما دعا لـ”رفع العقوبات عن قطاع غزة”.

وناشد بـ”تحشيد الأمة للوقوف العاجل إلى جانب شعبنا ودعمه، وتعزيز صموده، وتشكيل حالة إسناد له، وتجريم التطبيع مع العدو، والعمل على عزله”.

وأكدت هيئة علماء فلسطين في الخارج أن صفقة القرن إجرامية، سيطول شرها الأمة جمعاء، ويجب إفشالها وقلبها على رأس أصحابها.

وأضافت الهيئة أن صفقة القرن تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وواجب على العلماء والدعاة التحرك لفضح إجرام الاحتلال وتحريك الأمة الإسلامية.

ستفشل في هذه الحالة

من جانبه قال الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: إن صفقة القرن منطقية لترامب نفسه ولنتنياهو، فترامب يحاول شغل الأنظار عن محاكمته وإجراءات عزله من قبل الكونجرس، كما أنها تقوي موقف نتنياهو الذي صاغ هذه الخطة، فهي خطة إسرائيلية بالكامل، صيغت بأفكار عنصرية صهيونية وتقدم للعالم باعتبارها خطة أمريكية للسلام.

وأضاف البرغوثي، في مداخلة عبر الأقمار الصناعية مع برنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”، أن ما قام به ترامب ليس جديدا من حيث دعم الكيان الصهيوني، فجميع الإدارات الأمريكية دعمت إسرائيل، لكن ترامب كرس تحالفا متينا بين إدارته واليمن العنصري المتطرف في دولة الاحتلال، مضيفا أن ما يجري هو محاولة لتمرير خطة خطيرة لا تقل في خطورتها عن نكبة 1948 لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، القدس وحق الشعب الفلسطيني فيها وحق العودة للاجئين وحق الفلسطينيين في دولة حرة مستقلة، فهي خطة لتشريع ما لا يقره القانون الدولي سواء الاستيطان أو الضم والتهويد.

وأوضح أن هذه هي النهاية الطبيعية للمراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية، مضيفا أن اتفاق أوسلو سوف يشيع غدا مع إعلان صفقة القرن، ونهج التفاوض برعاية أمريكية انتهى به الأمر إلى أن تصبح المفاوضات بين إسرائيلي وإسرائيلي بين جانتس ونتنياهو مع وضع الفلسطينيين على الرف.

وتابع: “اتفاق أوسلو اليوم انتهى، والسلطة الفلسطينية كان يجب أن توقف التنسيق الأمني منذ زمن بعيد، فلم يعد له معنى لأنه لا يفيد إلا الجانب الإسرائيلي، ويجب التخلي عن كل الاتفاقيات وإنهاء الانقسام الداخلي وتوحيد الصف الوطني وتشكيل قيادة وطنية موحدة في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع”.

وأردف: “الانقسام الداخلي الذي تمحور مؤخرا في الأساس حول صراع على السلطة لا معنى له لأن نفس السلطة سيتم تصفيتها بالتدريج، وسيحدث تآكل لها بالتدريج سواء في الضفة الغربية أو غزة، ونحن اليوم بحاجة إلى وحدة وطنية راسخة وإلى قيادة وطنية موحدة، وإلى استراتيجية وطنية تستعمل الأساليب التي أثبتت نجاعتها مثل المقاومة الشعبية الواسعة كما جرى في الانتفاضة الأولى مثل حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، ويجب أن نعمل معا وبشكل مشترك لتحريم، ومنع وصد أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل من المحيط العربي والإقليمي”.

وحول تصريحات ترامب بموافقة دول عربية على الصفقة وتعهدها بتوفير الدعم الاقتصادي لها، رأى أن التصريحات الرسمية تخالف كلام ترامب، والموقف الفلسطيني هو الحاسم، فقد تكون هناك حكومات تتواطأ مع تطبيق صفقة القرن كما جرى في المنامة، لكن العنصر الفلسطيني هو الحاسم، مضيفا أن الدعم الاقتصادي كذبة وخدعة كبرى، فلا توجد مساعدات اقتصادية، والحديث يدور عن 50 مليار دولار على 10 سنوات بمعدل 5 مليارات دولار سنويا، وأن نصف هذا المبلغ، أي ما يعادل 25 مليار دولار عبارة عن قروض بفوائد وليست مساعدات، وإذا أغرقونا بقروض ستحدث كارثة للاقتصاد، كما أن المساعدات الأخرى التي تحدثوا عنها هي نفس المساعدات التي كانت تصل لوكالة غوث اللاجئين مع تقليصها مقابل تخلي اللاجئين عن حقهم في العودة وتوطينهم والتنازل عن القدس والأغوار.

وأضاف أن “هذه اللعبة استخدمت سابقا ويريدون استخدامها اليوم ولا يجب أن تنطلي على أحد، ويجب أل يقتصر الرد الفلسطيني على الرفض، مضيفا أن أكثر رسالة تقلق ترامب ونتنياهو هي اجتماع كافة القيادات الفلسطينية، وإعلان إنهاء الانقسام، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، وهذه الخطوة ستهز أركانهم؛ لأنهم عندها سيعلمون أن التشتت الفلسطيني سينتهي، وأن الطاقات الفلسطينية ستتوحد، وأن هذا النزيف الذي نعاني منه والصراع على سلطة لا قيمة له وسينتهي.