فرص نجاح محمد علاوي في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة

- ‎فيتقارير

إلى شهرها الخامس تمضي انتفاضة الشارع العراقي على حكم الطائفية والمذهبية بحثًا عن معنى أوفى لتجسيد الهوية الوطنية.

الانتفاضة التي اندلعت شرارتها في أكتوبر الماضي لم يكن في وارد كثير من العراقيين أن تأخذ هذا المنحى الذي وصلت إليه اليوم، لكنها سنة الشعوب، فبمقدار الشجاعة في صدورهم يكون القمع حتى يكون هو في حد ذاته وقود الشارع ودليله لمواصلة السير.

هذا ما تترجمه ساحات الاحتجاج من بغداد إلى البصرة رفضًا لمحاولات قمعها أو الالتفاف على مطالبها؛ حيث يواصل المحتجون رفضهم تكليف الوزير الأسبق محمد علاوي برئاسة الحكومة الجديدة في إصرار على تشكيل حكومة مستقلة عن الكتل السياسية الحاكمة، محمّلين رئيس الجمهورية مسئولية العواقب التي سيخلفها إبقاؤه على علاوي.

هذا التكليف الذي تتنصّل من كل وعود الرئاسات الثلاث باحترام مطالب المتظاهرين العادلة بدت معه الإجراءات والأجواء كاشفة عن إصرارها في المقابل على احتواء هذه المطالب والالتفاف عليها؛ إذ تزامنت مع اعتداء أنصار التيار الصدري على متظاهرى ساحة التحرير ليكشف عن وجهه الحقيقي بالدعوة إلى إنهاء كافة مظاهر الاحتجاج، وكأن أزمة البلاد كانت في شخص رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي؛ ليعود الرهان من جديد مرة أخرى على قوة الحراك وحضوره في مواجهة سلطة لا تزال تحتمي بموائمات الحكم وصراعات النفوذ ما بين طهران وواشنطن.

ولليوم الثاني على التوالي صعدت ساحات التظاهر في العراق احتجاجها ضد تكليف الوزير الأسبق محمد توفيق علاوي لتشكيل الحكومة الانتقالية خلفًا لحكومة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي.

المحتجون العراقيون في مختلف الساحات رفضوا هذه الإجراءات ورفضوا تكليف علاوي برئاسة الحكومة، معتبرين قرار تكليفه بمثابة قرار استهتار بمطالبهم ودعوا إلى اتخاذ خطوات تصعيدية للرد على هذه الخطوة.

ويصر المحتجون على تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب السياسية ولا تخضع لأية ارتباطات خارجية محملين رئيس الجمهورية برهام صالح مسئولية العواقب التي سيخلفها تجاهله لرفض علاوي من قبل المحتجين.

وفي السياق دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى إنهاء مظاهر الاحتجاج في البلاد واستئناف العمل بالمؤسسات العامة في رسالة ترافقت مع اعتداء أنصاره على متظاهري ساحة التحرير بالعاصمة؛ ما يجدد المخاوف من انزلاق الوضع وتفاقم الأزمة السياسية على ضوء هذه المواجهات.

قناة “مكملين” ناقشت عبر برنامج “قصة اليوم” انتفاضة الشارع العراقي وحظوظ الوزير المكلف محمد توفيق علاوي في تشكيل الحكومة الجديدة.

الدكتور أيمن خالد، الكاتب والإعلامي العراقي قال: إن الرئيس العراقي برهام صالح في موقف صعب؛ بسبب مطالبة الحراك الشعبي بشخصية سياسية مستقلة، وهذا أمر يصعب تحقيقه.

وأضاف أن المشكلة في العراق تكمن في تدمير الحياة الحزبية وبالتالي لم تنتج شخصيات سياسية قادرة على إدارة المشهد، مضيفًا أن المشهد العراقي أصبح صعبًا جدًّا على الفاسدين وعلى المصلحين وعلى الشارع العراقي؛ لأن هناك مشكلة تأصيلية في الشارع العراقي.

وأوضح خالد أن عدم قدرة الطبقة السياسية على الإيفاء بمطالب الشعب جعل الشعب بين خيارين؛ إما يدفع بالصبر كثيرًا بسبب فساد هذه الطبقة الحاكمة منذ 2003 حتى الآن أو يجهر بمطالبه ويكون ما يكون.

https://www.facebook.com/mekameeleen.tv/videos/1431399923688362/