غضب فلسطيني واسع من اللقاء المشبوه بين “البرهان” و”نتنياهو”

- ‎فيعربي ودولي

أثار اللقاء المشبوه الذي جمع رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، برئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، في أوغندا، غضب السلطة والفصائل الفلسطينية، معتبرين إياه بمثابة تشجيع للاحتلال على مواصلة جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.

ووصف صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اللقاء بأنه “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروج صارخ عن مبادرة السلام العربية، في وقت تحاول فيه إدارة ترامب ونتنياهو تصفية القضية الفلسطينية، وضم القدس بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وضم أراضي دولة فلسطين المحتلة، كما حدث في ضم هضبة الجولان السورية المحتلة”، مؤكدا أن “القضية الفلسطينية عربية بامتياز، ولا يمكن لأحد أن يقايض مصالحه على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني”.

وكان نتنياهو قد كتب، عبر حسابه على تويتر: “التقيت اليوم رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان في عنتيبي بأوغندا، بدعوة من الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، واتفقا على إطلاق تعاون سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”، مضيفا “أؤمن بأن السودان تسير في اتجاه جديد وإيجابي، وعبّر عن رأيه هذا في محادثاته مع وزير الخارجية الأمريكي”، وتابع نتنياهو: “يريد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان مساعدة دولته في الدخول في عملية حداثة، وذلك من خلال إخراجها من العزلة ووضعها على خريطة العالم”.

من جانبه قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، في تصريح صحفي: إن “هذه اللقاءات التطبيعية تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه وعدوانه بحق شعبنا الفلسطيني وانتهاك حرمة مقدسات الأمة العربية والإسلامية، ويشجع الاحتلال والإدارة الأمريكية على استمرار التنكر لحقوق شعبنا المشروعة”.

وأكد أن “الاحتلال الصهيوني هو الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي، ويمارس عدوانه على حقوق أمتنا التاريخية، ويجب وقف مسلسل التطبيع الذي لا يخدم إلا الاحتلال وأطماعه التوسعية، وهو بالضرورة ضد مصالح شعوبنا العربية وأمنها القومي”، مشددا على أن “مكونات الأمة على المستوى الرسمي والشعبي مدعوة لمواجهة المشروع الصهيوني القائم على محاربة كل محاولات النهوض العربي، والوقوف في وجه سياساتها المعادية لثوابت الأمة وهويتها”.

وأدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة لقاء البرهان، رئيس وزراء العدو الصهيوني، وقالت الحركة، في بيان صحفي: إن “هذا الاجتماع لا يعبِّر أبدًا عن الموقف الأصيل والمعروف للشعب السوداني الذي يعد من أكثر الشعوب مساندة وتأييدا للقضية الفلسطينية والمقاومة”، مشيرة إلى أن “هذا اللقاء الآثم يشكل ردة عن الموقف السوداني العروبي الأصيل، وعن “لاءات الخرطوم الثلاث” التي شكلت وما زالت أحد أهم الثوابت العربية التي تمثل نبض الشعوب العربية وصوتها في رفض التطبيع وتجريم أي علاقة مع العدو الصهيوني”.

ودعت الشعب السوداني وقواه الحية وثواره الأحرار لرفض وإدانة هذا اللقاء، والوقوف في وجه أي محاولة لاختراق الموقف السوداني الأصيل.

كما أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اللقاء، ودعت الشعب السوداني الشقيق وحركته الوطنية لإدانة هذا اللقاء، والتصدي لأي خطوات تطبيعية تترتب عليه.

وقالت الجبهة، في بيان لها، إن “لقاء البرهان مع نتنياهو يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني، وموقفه الذي لم يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، وانخراط الكثير من أبنائه في صفوف المقاومة الفلسطينية”، مشيرة إلى أن “عقد هذا اللقاء بعد يوم على انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي رفض صفقة القرن، “يؤكد زيف المواقف المعلنة من بعض الأنظمة العربية إزاء الحقوق الفلسطينية والعربية”.

وأضافت الجبهة أن “ذلك يظهر مدى الخنوع والتبعية لسياسات ومخططات معادية تستهدف المصالح العليا للأمة العربية، وتصفية القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني”.

ودعت “الجبهة الشعبية” حكومة السودان إلى “وقف جريمة التطبيع التي أقدم عليها البرهان في لقائه مع نتنياهو، وبما يحفظ للسودان الشقيق مكانته، والقيمة الإضافية التي اكتسبها مع لاءات القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم بعد هزيمة ١٩٦٧ (لا صلح – لا اعتراف- لا تفاوض) مع إسرائيل”.