ادّعى رئيس مجلس السيادة في السودان، عبد الفتاح البرهان، أنه استخار الله قبل لقائه رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو في أوغندا، وسخر سياسيون ونشطاء من سذاجة طريقة البرهان في محاولته استغفال الشعب السوداني.
وقال البرهان، في حوار مع موقع “تاسيتي نيوز” السوداني: “لقد استخرت الله قبل السفر بفترة، أدعو الله في كل صلاة: (اللهم إن كان لنا في هذا الأمر خير يسره لنا.. وإن لم يكن فيه خير أصرفه عنا)”.
ودافع عن خطوته، زاعمًا أنها “ستحمل الخير” للسودان، مجيبًا عن سؤال بهذا الصدد: “إن شاء الله… إن شاء الله… وكل همنا مصلحة السودان. نحن شايفين غيرنا، وحتى أصحاب القضية مستفيدين”.
بوفيه مفتوح!
وحول ما إذا كان قد شعر برهبة عند مصافحة نتنياهو، أجاب: “لا. كنت عاديا جدا… صافحته. ثم بدأنا الحديث”، وبخصوص ما إذا كانا قد أكلا معًا، رد: “طبعا أكلنا سويا، على شرف دعوة من الرئيس الأوغندي، الطعام كان (بوفيه مفتوح)… كل واحد (شال) أكله على صحن… بس جلسنا معا، أثناء الطعام”.
واتفق نتنياهو والبرهان، في أوغندا، على “بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين”، وأثار لقاء البرهان نتنياهو غضبا واسعا في السودان، وخرج السودانيون إلى الشوارع رفضًا للقاء والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل” العبرية، قد كشفت نقلا عن مسئول عسكري سوداني وصفته بـ”رفيع المستوى”، أن الإمارات هي من رتبت اللقاء .
ووفق المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، رتبت الإمارات اجتماع البرهان ونتنياهو، وعلمت به “دائرة صغيرة” فقط من كبار المسئولين في السودان، وكذلك السعودية ومصر.
وليس من جديد القول إن الصحف ووسائل الإعلام المختلفة في المملكة العربية السعودية لا تملك أن تتحدث بما يخالف رأي السلطة الحاكمة؛ فمنظمات حقوقية دولية تتحدث عن الزج بأصحاب الرأي المخالف في سجون المملكة، وإن كانوا أصحاب مكانة رفيعة، والأمثلة عديدة في هذا الخصوص.
لكن قضية إسلامية عربية مصيرية مهمة مثل القضية الفلسطينية لا بد أن تأخذ مسارا آخر في التعاطي معها وطرحها بعيدا عن رأي السلطة، خاصة من قبل كتاب مقالات الرأي، وهذا ما لم يكن له وجود فيما يعبر عنه كتاب الصحف السعودية.
الحديث عن “صفقة القرن” لم يتوقف منذ أن أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 28 يناير الماضي، وكان يمهد لإعلانها منذ نحو عامين.
خيانة لله ورسوله
وقال الداعية السوداني البارز عبد الحي يوسف: إن لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “خيانة لله ورسوله”.
وأوضح الداعية السوداني أن لقاء البرهان نتنياهو “تم من غير مشورة من الشعب أو رضا منه”، وقال عبد الحي يوسف إن “البرهان جاء بانقلاب عسكري والحكومة السودانية سلطة انتقالية وليس من حقهم الاستمرار في اتخاذ مثل هذه القرارات.”
وقال عبد الحي يوسف: إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم شيئا للسودان رغم الوعود والتنازلات طوال الفترة الماضية، وسادت حالة من الغضب والجدل الواسع مواقع التواصل العربية، عقب كشف نتنياهو عن لقائه البرهان في أوغندا.
وحظي اللقاء باحتفاء إسرائيلي واسع على الصعيدين الرسمي والإعلامي، لكنه قوبل برفض واسع من الشارع العربي وعبر منصات التواصل.
وأطلق مغردون سودانيون عبر تويتر هاشتاج “#سودانيون_ضد_التطبيع”، عبّروا فيه عن رفضهم لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، كما دعا ناشطون عبر فيسبوك إلى تظاهرات، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الخرطوم تنديدًا باللقاء وتطبيع العلاقات.
وعلى المستوى الرسمي السوداني، قال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الانتقالية، فيصل محمد صالح: إنه لم يتم الإخطار أو التشاور مع مجلس الوزراء بشأن لقاء رئيس مجلس السيادة ونتنياهو في عنتيبي بأوغندا.