“دباديب العُشاق” حلال ومشاهدة أرطغرل حرام.. على مذهب الإمام بلحة!

- ‎فيتقارير
مسلسل أرطغرل

مع تصاعد الرفض التركي لانقلاب العسكر في مصر، منذ صيف 2013، لم تدّخر وسائل إعلام العسكر جهدًا في مهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسياساته في المنطقة، ليتحول الأمر تدريجيًّا إلى مهاجمة كل ما هو تركي، بداية من تاريخ الخلافة العثمانية وليس انتهاء بالدراما التركية ومسلسل قيامة أرطغرل على وجه الخصوص، وبموازاة ذلك تجتهد فتاوى العسكر في إباحة الانهيار الأخلاقي.

وأباحت دار الإفتاء، التي تديرها عصابة العسكر، الاحتفال بعيد الحب “الفلانتين”، الذي يوافق يوم 14 فبراير من كل عام، وأنهت حالة كبيرة من الجدل حول عدم شرعية الاحتفال بهذا اليوم وتحريمه منذ سنوات طويلة، ويحرص العشاق في عيد الحب أو “الفلانتين” على تبادل الهدايا فيما بينهم، وسط مؤيد ومعارض للاحتفال بهذا اليوم.

دار العسكر!

وقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار العسكر، خلال مقطع فيديو متداول له: “لا مانع أبدًا في الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلونها خاصة لبعض المناسبات الاجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة”.

وأضاف ممدوح: “هذه الأيام الذي نقصدها يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يومًا من الأيام يظهر كل شخص للآخر مشاعره نحوه وأنه يحبه”.

وتابع ممدوح: “النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف دعا الإنسان إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك في الله، ومفهوم الحب أوسع من تلك العاطفة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص، بل هي مفهوم أعم؛ فمن الممكن في هذا اليوم أن أعبر عن حبي لأولادي أو لصديقي أو لأهلي”.

وحول الحديث عن أن هذه الأيام فيها تشبُّه بغير المسلمين، شدد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية على أن هذا الاعتراض غير صحيح؛ لكون تلك الأيام ذهبت وتناساها الناس، وشاعت وصار يفعلها المسلمون وغير المسلمين.

سفاهة السيسي

وشهدت سنوات انقلاب جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي دخول المؤسسة الدينية على خط مهاجمة تركيا وأردوغان، لكنَّ أحدًا لم يتوقع أن يصل الأمر إلى انشغال دار الإفتاء بالتحذير من أعمال درامية تركية شهيرة.

حيث زعم المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء، أن أردوغان يستخدم جميع أسلحته، وكذلك قواه الناعمة لتحقيق الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، ويريد عودة الإمبراطورية العثمانية من جديد.

وأضاف المؤشر، في تقريره المنشور بوسائل الإعلام المحلية، أن أردوغان لم ولن يتوانى عن إحياء حلمه باستخدام كافة القوى؛ سياسيا أو دينيا، أو حتى عبر القوة الناعمة عن طريق الأعمال الثقافية والفنية.

وتابع “وخير دليل على ذلك مسلسل وادي الذئاب، ومسلسل قيامة أرطغرل، الذي أكد الرئيس التركي أنه ردّ مهم على أولئك الذين يستخفون بقدرات تركيا وشعبها”.

يذكر أن مسلسل “قيامة أرطغرل” هو ملحمة درامية تركية من خمسة أجزاء، تحكي سيرة أرطغرل بن سليمان شاه، والد عثمان شاه الذي تنتسب إليه الخلافة العثمانية، وشكل المسلسل خلال السنوات الخمس الماضية حدثا محليا ودوليا، بعد أن شاهده نحو ثلاثة مليارات شخص حول العالم، وبُث عبر شاشات دول كثيرة.

ودارت أحداث المسلسل في القرن الـ13 الميلادي، ويعرض سيرة حياة البطل أرطغرل بن سليمان شاه، زعيم قبيلة قايي، وهو من أتراك الأوغوز المسلمين (التركمان) ووالد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية (656هـ-1258م/726هـ-1326م).

وحاز المسلسل على مشاهدة واسعة في العالم العربي، رغم تحفظ بعض الباحثين الذين رأوا أنه تجاهل عامل الدقة أحيانا من أجل دواعي الدراما والتشويق.

أما مسلسل وادي الذئاب فهو يقدم الهوية الجديدة لتركيا بشكل غير مباشر عبر الدراما، واهتم بتصوير التغييرات التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية، كما تطرق لقضايا السياسة الخارجية، واعترضت إسرائيل على بعض حلقاته، واعتبرتها مسيئة لها.