كتتب رانيا قناوي:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية"، مؤكدة أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة ومنظمة "فكرية" و"ليست إرهابية"، وأنه لن يستطيع إدراجها كمنظمة "إرهابية" طالما أنها لم تلجأ للعمل المسلح، وبالتالي لن يقدم على تسليم قيادات جماعة الإخوان الموجودة في تركيا طالما لم يرتكبوا أعمالاً تنافي القانون.
وأضاف الرئيس التركي خلال حواره مع قناة "العربية" أثناء زيارته لعدد من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة،: " أنا شخصياً لا أعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لأنها ليست منظمة مسلحة، بل هي منظمة فكرية، وهي الآن منظمة مقسمة كما تعلمون ومتواجدة في أماكن مختلفة. لم أر أية ممارسة مسلحة ولو وجدت ورأيت أي عمل مسلح من المنظمة سيكون موقفي نفس الموقف من المنظمات الإرهابية.
وتابع: "جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة فكرية لم تقم بأي عمل مسلح، وطالما هي لم تقم وهي جمعية أو وقف أو مؤسسة فكرية، وإذا قمتم بمعاملتها معاملة الإرهاببين أظن أن ذلك غير صحيح. نحن عندنا أيضاً جمعيات ومنظمات وجماعات فكرية تنشط بحرية، وإذا ما لجأت إلى الإرهاب واستخدام السلاح فنحن نطبق كل ما نطبقه حيال المنظمات الإرهابية".
وقال أرودغان: "نحن نتلقى طلبات بين وقت وآخر لتسليم قيادات جماعة الإخوان، لكن نوجه سؤالا؟ هل هذه منظمة إرهابية مسلحة؟ هل الذين تطالبونهم تورطوا في عمل إرهابي أو مسلح؟ ونحن من نريد؟ نريد فقط من قام بمحاولة الانقلاب في تركيا وكان الهدف هو هدم تركيا، وقد استخدمت دبابات وطائرات وأسلحة الدولة ضد الشعب، وقد أدى إلى سقوط 248 شهيداً، وأكثر من 2000 جريح، وقد استهدفوا المباني الأساسية في تركيا والمباني الحكومية.
واستدرك: "نحن نتحدث عن منظمة قامت بعمل إرهابي واستخدمت السلاح وكانت تترصد هذه الفرصة لعشرات السنوات، لكن الذين كانوا موجودين في تركيا من الإخوان المسلمين وإن كانت لهم صلة في عمل إرهابي لا يمكن أن نتسامح معهم ولكننا لم نر ولم نلحظ أي فعل من هذا القبيل".
وأشار إلى جرائم بشار الأسد بقتل الأبرياء وإن كان الرقم المعلن هو 600 ألف سوري، معتقدا أن الرقم أكثر من ذلك، فهو قرابة المليون حيث استخدم البراميل المتفجرة وكافة الأسلحة من الدبابات والمدفعيات، وقام بتدمير الحضارة وأيضاً الأماكن التراثية، وفعل ذلك بشكل وحشي ودون تردد ولا يزال، موضحا أن كانت لتركيا في الماضي علاقات جيدة مع الأسد حتى على المستوى العائلي لأردوغان نفسه، ولكن إذا ما ظهر الظلم وإذا ما مارس شخص الظلم لا يمكن الاستمرار في العلاقات، ونحن لا يمكن أن تكون علاقتنا مع الأسد المجرم القاتل مثلما كانت في الماضي.
وقال أردوغان عن داعش: "نعلم أن هناك دولا تقف وراء المنظمات الإرهابية وتهدف إلى تقسيم وتمزيق منطقتنا ليس فقط من داخل العالم الإسلامي بل من خارجه. انظر إلى الأسلحة التي تمتلكها المنظمات الإرهابية .. إنها ليست من صنع الدول الإسلامية، لأن الدول الإسلامية لا تقوم بإنتاج هذه الأسلحة، وتجدون أن العديد من الأسلحة المتوفرة بأيدي المنظمات الإرهابية هي صنيعة الغرب. بهذه الأسلحة تمارس هذه المنظمات الإرهاب وتنتشر وليس فقط عند "داعش" بل عندPYD وYPG. ونجد هذه الأسلحة عند الدول الغربية".
ووصف أردوغان منظمة "حزب الله" بأنها "إرهابية" تتحرك في سوريا، "وإذا كانت إيران تقول إنها ضد المجازر وليست واقفة وراءها لابد أن نتعاون ونتكاتف لنوقف إراقة الدماء في سوريا مع بعضنا بعضا، لذلك هذا كان خطابنا للأطراف كلها، وأطلقنا مرحلة في أستانا مع الدول المعنية، وكانت المرحلة الأولى تتعلق بوقف إطلاق النار ونريد المرحلة أن تستمر في جنيف التي ستنضم إليها دول الخليج، ونريد أن نحقق وقف إطلاق نار كليا من أجل وقف إراقة الدماء في العراق وسوريا".
وعن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية، أكد أردوغان، أنه قرار خاطئ وتصريح لم نكن نرجوه لأن هناك حرية تنقل وسفر للأفراد وهذا أمر طبيعي. بعضهم مواطنون أمريكيون لديهم جنسيات أمريكية، ففرض هذا الأمر عليهم وإصداره كقانون يعتبر خطأ كبيرا، وكما تعلمون الجهات القضائية اتخذت خطوة مضادة في هذا الأمر من أجل الدفاع عن حقوق مواطني البلدان السبع.