منذ الانتهاء من حفر تفريعة قناة السويس الجديدة التى زعم قائد الانقلاب الدموى عبد الفتاح السيسي أنها ستحقق الخير لمصر والمصريين، وأنها ستضاعف عائدات القناة عشرات المرات، تشهد القناة تراجعا سنويا فى عائداتها؛ بما يكشف أن أموال المصريين التى أنفقت على التفريعة لم يكن لها أى جدوى أو نتيجة، وتم إهدارها على مشروع فنكوش كسائر فناكيش الانقلاب الأخرى التى يحاول من خلالها الضحك على المصريين وخداعهم وإبعادهم عن التفكير فى الكوارث التى كان سببا فيها والجرائم التى يرتكبها بحقهم.
كان نظام الانقلاب قد جمع 64 مليار جنيه (ما يعادل 9 مليارات دولار) في عام 2014 من المواطنين، لإنشاء "تفريعة" قناة السويس الجديدة، بفائدة تبلغ 12% على أجل 5 سنوات. وزعم السيسي وقتها أن إيرادات القناة سترتفع بحلول عام 2023 إلى 13.4 مليار دولار، من 4.5 مليار دولار سنوياً حاليا تعادل نحو 7 في المئة من إجمالي الإيرادات العامة. نتيجة الانتهاء من "التفريعة" الجديدة للمجرى المائي الملاحي عام 2015م، وهو ما لم يتحقق إذ تتراجع عائدات القناة منذ هذا التاريخ، كما ساهمت جائحة كورونا فى مزيد من التراجع.
جائحة كورونا
كان عدد سفن الركاب واليخوت، العابرة لقناة السويس قد تراجع خلال الشهور العشرة الأولى من سنة 2020، بنسبة 44.4%، بالمقارنة بذات الفترة من العام الماضي، متأثرة بتداعيات جائحة "كورونا". وكشفت المتابعات أن 164 سفينة ركاب ويخت فقط، عبرت قناة السويس خلال الفترة من يناير وحتى أكتوبر الماضيين، مقارنة بعبور 295 سفينة، في ذات الفترة العام الماضي. وأكدت مصادر مسئولة بقناة السويس تراجع حمولات سفن الركاب العابرة خلال العام الجارى، بنسبة 22.2%، مسجلة 4.5 ملايين طن، مقارنة بنحو 5.8 ملايين طن العام الماضي.
يشار إلى أن هيئة قناة السويس كانت قد خفضت قبل أيام، رسوم عبور السفن السياحية في القناة بنسبة تصل إلى 50%، بشرط توقف السفينة ما لا يقل عن 48 ساعة في ميناءين على الأقل من الموانئ المصرية، في خطوة تستهدف تشجيع السفن السياحية، للتوقف في الموانئ المصرية المطلة على ساحل البحرين الأحمر والمتوسط، لكن التخفيضات لم تحقق أى نتيجة.
تراجع كبير
من جانبه اعترف جورج صفوت، المتحدث باسم هيئة قناة السويس، بحدوث تراجع كبير في حركة سفن الركاب واليخوت بالقناة بسبب تداعيات فيروس كورونا.
وقال صفوت فى تصريحات صحفية، إن إجراءات احتواء انتشار فيروس "كورونا"، التي فرضتها حكومة الانقلاب في مارس الماضي، تسببت في توقف شبه تام لقطاع السياحة الذي يسهم بما يتراوح بين 12 و15% في الناتج المحلي الإجمالي في مصر.
وأشار إلى أن هيئة القناة اتجهت إلى وضع عدد من المزارات السياحية التابعة لها على الخريطة السياحية المصرية، بهدف تنويع مصادر الدخل، التي تبنتها في خطتها 2020/2023 وفق تعبيره. وزعم "صفوت" أن تخفيض رسوم القناة يساعد على فتح أسواق جديدة في إطار من التكامل مع وزارة السياحة والآثار في تنفيذ التوجه العام لدولة العسكر بتنشيط السياحة بحسب تصريحاته.
التجارة العالمية
واعترف أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، بتراجع إيرادات القناة 9.6 في المائة في مايو الماضى مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بفعل تأثير تفشي فيروس كورونا على حركة التجارة العالمية. وقال ربيع فى تصريحات صحفية، إن عدد السفن المارة عبر القناة في مايو لم يتغير تقريبا عن مايو 2019، لكن الحمولات انخفضت وفق تعبيره. ورفض ربيع الإفصاح عن الإيرادات الكلية للشهور الخمسة الأولى من عام 2020، لكنه قال: "احنا محققين تقريبا زي السنة اللي فاتت بالضبط سواء إيراد أو حمولة أو عدد مراكب وفق زعمه.