بدأ نظام الانقلاب في استخدام الشماعة الجديدة "الزيادة السكانية" لتعليق الحكم العسكري أسباب فشله في تحقيق النمو الاقتصادي لمصر منذ عام 1952 حتى الآن. آخر هذه المحاولات كانت تصريحات المنقلب عبدالفتاح السيسي التي حمل فيها الزيادة السكانية المسؤولية عن تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع الديون في عهده.
وزعم السيسي أن مصر تحتاج تريليون دولار لتحقيق النمو الاقتصادي ولمواجهة الزيادة السكانية، مضيفا أن الشعب لن يشعر بتحسن في ظل استمرار الزيادة السكانية، مشددا على أن المستهدف لمعدل الإنجاب في مصر يجب أن يكون أقل من طفل.
يذكر أن السيسي طلب من المصريين، عقب مسرحية 2014، أن يصبروا لمدة عامين للشعور بتحسن الأحوال قائلا: "انتم مش عارفين إنكم نور عنينا ولا إيه"، ثم وعدهم بالخير قائلا: "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا".
واستمرت الأذرع الإعلامية للسيسي في تضليل الشعب وإطلاق الوعود الزائفة حتى عام 2016 ولم تتحقق هذه الوعود الكاذبة فخرج السيسي بوعد جديد وتلته وعود أخرى آخرها 30 يونيو 2020 عندما قال المنقلب: "هتشوفوا دولة تانية"، وأخلف السيسي وعده كعادته. ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ارتفعت نسبة الفقر في مصر 30% فيما ذكر البنك لدولي أن نسبة الفقر في مصر ارتفعت إلى 60 %.
وقال الدكتور محمد غانم الخبير الاقتصادي، إن التركيبة العسكرية يتوافر فيها 3 أمراض مزمنة وهي الغباء ومظهره الكذب والجهل بالعلم والخلل العقدي، مضيفا أن هذه النغمة سائدة منذ انقلاب 1952 وكررها جمال عبدالناصر والسادات ومبارك وأخيرا المنقلب السيسي.
وأضاف "غانم" أن أخطر عدو اقتصادي هو زيادة حجم النقد أو التضخم والأخطر منه هو وجود نقص سكاني أو ركود ما يقلل الطلب على السلع والمنتجات وهو ما يؤدي إلى الانكماش الاقتصادي، مضيفا أن النمو الاقتصادي نتيجة للنمو السكاني وليس العكس، لافتا إلى أن السيسي لديه عداء كامن للثورة كما أنه يعلل وجوده بالزيادة السكانية. موضحا أن الزيادة السكانية الأصل فيها أنها تحقق النمو الاقتصادي وإذا لم يحدث ذلك فهذا دليل على وجود خلل إداري نتيجة وجود السيسي والعسكر في غير أماكنهم، فهم يقدمون أنفسهم للحكم رغم عدم كفاءتهم، ومنذ أيام عبدالناصر حتى الآن يكررون نفس الكلام ويستخدمون نفس الشماعة.
وأشار إلى أن مساحة الأرض المتاحة للزراعة منذ عام 1952 حتى الآن كما هي ولم تقم الإدارات العسكرية المتعاقبة طوال هذه السنوات باستصلاح أراض لتغطية الزيادة السكانية، مضيفا أن سيناء بها خزائن الأرض وبها خيرات تكفي أوروبا والعالم كله فجاء السيسي وهجر أهلها ودمر ثرواتها.
ولفت إلى أن التنمية السكنية لا تأتي إلا من أسرة قوية والسيسي يستهدف إضعاف الأسرة المسلمة، مضيفا أن التعداد السكاني في العالم يتراجع ما عدا الدول الإسلامية ولذلك فأعداء مصر يريدون تقليل عدد المسلمين، مؤكدا أن الرزق من عند الخالق ولا دخل للسيسي وعصابة العسكر فيه. وأشار إلى أن هناك دول ذات كثافة سكنية عالية وحققت معدلات نمو اقتصادية مرتفعة مثل الهند والصين وتركيا التي تشجع السكان على الإنجاب لأنها تدرك قيمة الموارد البشرية، مضيفا أن الدول الغربية تشجع مواطنيها على زيادة الإنجاب وتدفع أموالا طائلة للدول الإسلامية لتقليل الإنجاب.