وصف الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن أحداث السودان الأخيرة بـ"النكسة الخطيرة"، وحث القادة العسكريين على إعادة المؤسسات المرتبطة بالحكومة الانتقالية معربا عن إعجابه بشجاعة الشعب السوداني في المطالبة بإسماع صوته.
وأضاف أنه ينبغي "المساعدة على اتخاذ خطوات من أجل بلد ديمقراطي". وأيد بايدن "الوقوف إلى جانب شعب السودان ونضاله السلمي لدفع أهداف ثورة السودان".
وتعليقا على الموقف الأمريكي الذي سبقته عدة مواقف ترفض الانقلاب الحادث في السودان قال الإعلامي زين العابدين توفيق: "بمقارنة بسيطة بين ردود الفعل على انقلاب السودان وانقلاب مصر وفق الصور والروابط أدناه ".
وتساءل": ما الذي تغير؟ لماذا سمي انقلاب السودان انقلابا من اللحظة الأولى وأدين بصراحة ووضوح من الغرب مع أن المنقلب عليه في السودان لم ينتخبه أحد بينما المواقف كانت مائعة في حال انقلاب مصر ولم تسمه اي حكومة انقلابا ولم تدنه مع أن المنقلب عليه في حالة مصر كان منتخبا في انتخابات حرة راقبها العالم وشهد بنزاهتها؟ سؤال لأولى الأحلام والنهى".
وأشار "توفيق" إلى روابط يستقي منها الموقف الذي تناوله:
https://www.dw.com/…/%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8…/a-16928421
https://www.bbc.com/…/130704_egypt_developments_reactions
http://www.bbc.com/arabic/live/59029374
وقال الإعلامي والمخرج حسام الغمري: إن "رد الفعل الأمريكي الحاسم المناهض لانقلاب السودان.. مقارنة بانقلاب 2013 في مصر على سبيل المثال، سيصيب بعض الأنظمة العربية لا سيما تلك المتورطة مع #عبدالفتاح_البرهان بالرهبة والوجل خاصة وانه جاء في نفس يوم إذاعة برنامج 60 minutes الأشهر في أمريكا وتاريخيا يعكس السياسات المستقبلية".
وقالت الصحفية درة محمد السيد: "الاخوة في #السودان إياكم أن تصدقوا كذبة أن أمريكا و الدول الأوروبية رافضة للانقلاب ( #انقلاب_البرهان )لا شيء يحدث إلا بموافقة أمريكا خاصة في الانقلابات.. أمريكا كانت تنتقد انقلاب السيسي ورافضة لانقلاب قيس سعيد في البداية.. أمريكا تكتسب هدوء الشارع لصالح الانقلاب لا أكثر".
الصين وروسيا
يأتي الرفض الأمريكي رغم أن عبدالفتاح البرهان كان في صباح 24 أكتوبر 2021، -قبل إعلان انقلابه بساعات- توجه إلى مصر في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، تلبية لدعوة رسمية من عبدالفتاح السيسي-الموالي للولايات المتحدة-، رافقه خلال الزيارة الفريق أول ركن جمال عبدالمجيد مدير المخابرات العامة، وكان في وداعهما بمطار الخرطوم الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي والفريق الركن محمد الغالي، بحسب صحف مواقع سودانية
وربط الناشط اياد جمال الدين @Ayadjamaladdin بين الاستنساخ الحادث بين الانقلابيين يوليو 2013 في مصر وأكتوبر 2021، في السودان وكتب: "انقلاب الجيش السوداني بقيادة (البرهان)..هو ذاته انقلاب الجيش المصري بقيادة ( السيسي)..".
وتساءل حساب "زيتونة": "لماذا ؛ أيّدت أمريكا وأذنابُها انقلاب السيسي؟.. ولماذا ؛ وقفت أمريكا وأذنابها ضدّ انقلاب البرهان؟"، وأجاب في نفس تغريدة : "أتوقّع ( والله العالم).. إنّ الجيش السوداني قدْ تنجه نحو الصين وروسيا".
العداء للإسلاميين
وعن هذا الفرق قال الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني: إن "الفرق بين عبد الفتاح وعبد الفتاح.. بعد نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بحسني مبارك ثم كانت الانتخابات التي جاءت بالرئيس الشهيد محمد مرسي، فلمّا انقلب عليه العسكر بقيادة عبد الفتاح السيسي ملأ العالم فمه ماء ولم يعترض على الانقلاب، ولم ينتصر لإرادة الشعب؛ بل إنهم سرعان ما رحبوا بالسيسي الانقلابي رئيسا رغم مجازره ودمويته".
وأضاف: "وبعد نجاح الثورة السودانية بالإطاحة بعمر البشير لم تجر انتخابات وإنما توافقات بين العسكر وبعض الأحزاب الصغيرة العلمانية اليسارية والشيوعية والبعثية، وتم تنصيب حمدوك رئيسا للوزراء، فلمّا انقلب عليه العسكر بقيادة عبد الفتاح البرهان امتلأت الدنيا صخبا وغضبت الحكومات العالمية وأصدرت البيانات بل أعلنت مقاطعة نظام البرهان وأصرت على إعادة حمدوك".
وأضاف "الخطيب": "السبب واضح وضوح الشمس، فليس أن هناك فارق بين عبد الفتاح السيسي وعبد الفتاح البرهان فكلاهما عسكري وانقلابي ودموي ولكن الفارق أن عبد الفتاح السيسي أطاح بإسلامي رغم أنه منتخب من الشعب بينما عبد الفتاح البرهان أطاح بأحزاب يسارية وعلمانية ورغم أن حمدوك لم ينتخب من الشعب".
فارق التعامل
ردود الفعل الغربية والمواقف السياسية لأوروبا والولايات المتحدة عبر أغلبها عن "القلق" إزاء ما يحدث في مصر في 3 يوليو 2013، والإدانة الواضحة للانقلاب في السودان، ظهر ذلك في تناول المواقع والإذاعات الأوروبية المعنية بتغطيات المنطقة العربية ومنها الإذاعة البريطانية (BBC) والإذاعة الالمانية (DW).
ومساء الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: "نحن على اتصال وثيق مع القادة الإقليميين بمن فيهم الدول الخليجية من أجل ضمان إرسال رسالة واضحة إلى قادة السودان لإطلاق سراح المعتقلين ووقف استخدام العنف والعودة إلى المسار الديمقراطي".
