لمواجهة رقابة المحتوى.. منصة جديدة لرصد الانتهاكات ضد الفلسطينيين

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع تي آر تي وورلد تقريرا، سلط خلاله الضوء على إطلاق منظمات حقوقية فلسطينية موقعا، لرصد انتهاكات الحقوق الرقمية التي يتعرض لها الفلسطينيون.  

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" أطلق ناشطون حقوقيون أول شهر نوفمبر الجاري موقعا على الإنترنت يحمل اسم "المرصد الفلسطيني لانتهاكات الحقوق الرقمية (حور)" والذي يسمح للفلسطينيين بالإبلاغ عن الانتهاكات والبحث فيها من خلال قاعدة بيانات، ويقدم نهجا قويا قائما على الأدلة لمعالجة الرقابة الرقمية.

تعد المنصة الأولى من نوعها في فلسطين والمنطقة، وقد تم بناؤها من قبل منظمة (حملة) وهي منظمة فلسطينية غير حكومية معنية بالحقوق الرقمية، والتي تقوم بتوثيق الانتهاكات على منصات وسائل الإعلام الاجتماعية والرقابة ذات الصلة بفلسطين لعدة سنوات.

ويعتبر تطوير المنصة أمرا هاما في ضوء الرقابة الجماعية على المحتوى الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي في مايو خلال الحرب الإسرائيلية على غزة ومحاولة التطهير العرقي في حي الشيخ جراح الفلسطيني في القدس.

يقول نديم ناشف، أحد مؤسسي قناة تي آر تي وورلد "لقد شهدنا بروز قضية واضحة عبر جميع منصات وسائل الإعلام الاجتماعية عندما يتعلق الأمر بالإفراط في الرقابة على المحتوى الفلسطيني والحد من أصواته".

وأكد ناشف على كيفية تسليط الضوء على هذا الاتجاه في مايو، عندما أزال "فيسبوك" و"تويتر" المحتوى الفلسطيني والحسابات التي تصف انتهاكات حقوق الإنسان التي يجري توثيقها على الأرض، بينما فشلا في توفير الشفافية بشأن سياساتهما المعتدلة.

يقول «ردا على ذلك، وثقنا في منظمة حملة هذه الانتهاكات ويمكننا نقلها مباشرة إلى المنصات نفسها، وحور هي الخطوة التالية في هذه العملية، وهي المنصة الوحيدة المتاحة للفلسطينيين للإبلاغ عن الانتهاكات الرقمية».

وكانت الصحفية المستقلة فاتن علوان، التي تتخذ من رام الله مقرا لها، إحدى ضحايا الهجوم على ثلاثة من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في مايو.

وتقول "خلال المواجهة الأخيرة، تعرضت حسابات "تيك توك" و"إنستغرام" و"فيسبوك" للهجوم بقدر كبير من الرقابة" فقد  تم حذف مقاطع الفيديو الخاصة بها في انتهاك مزعوم للمبادئ التوجيهية لمجتمع المنصات.

تم اختراق حسابات Alwan على Facebook و Instagram، بينما تم حظر TikTok الخاص بها مؤقتا، وبفضل 7amleh، تمكنت من الوصول إلى حساباتها على TikTok و Instagram ، ولكن ليس Facebook حتى الآن.

بعد الشيخ جراح، فقط، شهدنا هذا المستوى من الرقابة، كما أخبر علوان قناة تي آر تي العالمية، مضيفا أن المحتوى الفلسطيني تم حجبه لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر بعد الحرب.

 

محاسبة شركات التواصل الاجتماعي

ويمكن جمع بيانات أكثر تفصيلا في كل حالة باستخدام حور، ويقول ناشف إنه "يمكن أن ينتج تحليلا منهجيا للأنماط في تنسيق المحتوى، وبشكل عام يتألف المنبر من أداتين رئيسيتين: أحد هذه الأدوات يمكن المستخدمين من إرسال تقارير المخالفة وآخر يقوم بإنشاء بيانات مستخرجة من التقارير".

وأضاف "يسمح لنا هذا البرنامج بجمع أمثلة عن التمييز المتنوع الذي يتعرض له الفلسطينيون من البرامج الاجتماعية، فضلا عن تقديم إحصاءات وتحليلات متعمقة لتنوع وتواتر انتهاكات الحقوق الرقمية هذه".

وأردف "نريد أن نجعل من السهل على الفلسطينيين أن يكون لهم صوت عندما يتعلق الأمر بسياسات محتوى وسائل الإعلام الاجتماعية، وأن يتمكن الصحافيون والباحثون من الوصول إلى إحصاءات قوية بشأن الإفراط في الاعتدال عندما يتعلق الأمر بفلسطين".

وتعتقد تيما عبد الهادي، طالبة في كلية العلاقات الدولية وعلوم الكمبيوتر بجامعة بيرزيت، أن الحملة سوف توفر طريقة مستقرة وآمنة وسهلة للحديث والمطالبة بوقف الانتهاكات وإنهاء التحيز، إن امتلاك هذا المنبر يعني حيازة بيانات وفقا لشروطنا الخاصة".

بالنسبة لأشخاص مثل علوان، لم تكن هناك قبل السنة السابعة من العمر وسائل رسمية للمساعدة في المسائل المتعلقة بالرقابة الرقمية ولم تكن سبل مثل مركز المساعدة على الفيس بوك فعالة قط، الأمر الذي خلف خيارات أكثر خطورة مثل تجنيد المتسللين للمساعدة في استرداد الحسابات.

فبدلا من الاعتماد على نوايا الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا والمرتزقة الرقميين، تقوم الشركة بمنح المستخدمين القدرة على تسجيل قضاياهم وبناء ثقافة إعداد التقارير من خلال تشجيع الناس على مشاركة ما مروا به، كما يقول عبد الهادي.

وكصحفي، يؤكد علوان على أهمية الوصول إلى قاعدة البيانات ، الآن لدينا طريقة لنعالج فيها في الوقت الحقيقي كل الانتهاكات التي تحدث.

 

النقطة العمياء لـ"فيسبوك"

ويأتي إطلاق هذه الشبكة في وقت أظهرت فيه أبحاث داخلية مسربة على موقع فيسبوك أن لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي نقطة عمياء في مراجعة التعليقات باللهجات العربية، و قد أوضحت بعض الوثائق أن استخدام الشركة للذكاء الاصطناعي بشكل مقلق في الحفاظ على المحتوى، حيث إن خوارزميات الفيس بوك المستخدمة للتعرف على المحتوى الإرهابي باللغة العربية قد تعرضت لنسبة 77٪ من عدم الدقة.

يشير ناشف إلى كيفية تسرب أوراق فيس بوك الشهر الماضي والتحقيق في هيئة الرقابة على فيسبوك حول التحيز ضد الفلسطينيين يبين كيف أن التمييز ضد الفلسطينيين هو شيء على وعي كبير به، لكن لم يقم بما يكفي للتصدي له.

في نهاية المطاف، تُكمن الفكرة في الاستفادة من البيانات المستقاة من الرقم 7 أو تحفيز التغييرات طويلة الأمد في سياسات وسائل التواصل الاجتماعي وتوفير قدر أكبر من الشفافية.

يقول ناشف "سوف يكون بوسعنا بفضل تقنية "حور" توفير الشفافية والبيانات التي تبين مدى ضرر سياسات الإشراف على المحتوى الغامضة".

وبتطبيق الضغوط على هذه البرامج، نأمل في تشجيعها على بناء الشفافية والانفتاح واحترام حقوق الإنسان في سياساتها.

 

https://www.trtworld.com/magazine/new-platform-to-monitor-violations-against-palestinian-digital-rights-51288