تُوفي صبي سوداني يبلغ من العمر 15 عاما يوم الأحد في مستشفى بالخرطوم، بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الأمن خلال المظاهرات المناهضة للانقلاب يوم السبت، بحسب ما أفد موقع ميدل إيست آي.
وأشار الموقع إلى تقارير تفيد بأن قوات الأمن أطلقت رصاصات موسعة محظورة دوليا على الحشود.
وقد أُصيب مجاهد محمد فرح برصاصات في بطنه وفخذه صباح الأحد، وفقا لوزارة الصحة في ولاية الخرطوم ونقابة الأطباء في السودان، مما رفع عدد الأشخاص الذين قتلتهم السلطات خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى ستة أشخاص على الأقل.
وكانت قوات الأمن قد أطلقت النار على المتظاهرين يوم السبت في حملة وحشية على المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في جميع أنحاء البلاد، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من الحكم العسكري وإغلاق شبكة الإنترنت وأعمال العنف من جانب السلطات.
وفي 25 أكتوبر، اعتقل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلى جانب العديد من المسؤولين الرئيسيين الآخرين، وسيطر على البلاد.
وقد شارك أكثر من نصف مليون شخص في مظاهرات السبت في الخرطوم وحدها، وفقا لمراسل ميدل إيست آي على الأرض، محمد أمين، الذي قال إن "المسيرة امتدت في مرحلة ما لأكثر من 12 ميلا".
وهتف المتظاهرون بشعارات مناهضة للجيش مثل "الشعب يريد إسقاط النظام"، ورفعوا صورا لحمدوك، الذي أصبح الآن رمزا لمقاومة الحكم العسكري.
وجاءت الاحتجاجات بعد يومين من قيام الجيش بتشكيل مجلس حاكم يستثني الكتلة المدنية الرئيسية في البلاد.
وذكرت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين أن أكثر من 40 شخصا أُصيبوا بجروح خطيرة بالإضافة إلى القتلى.
ومن بين هؤلاء طفلة تبلغ من العمر 14 عاما أُصيبت برصاصة في الرأس، وفقا لما جاء في تعليق نُشر ليلة السبت على صفحة وزارة الصحة في ولاية الخرطوم على موقع فيسبوك، والذي أضاف أنها كانت تُعالج في مستشفى بالعاصمة.
ومع سقوط قتلى نهاية الأسبوع، يرتفع العدد الإجمالي للأشخاص الذين قتلوا منذ بدء الانقلاب إلى 21 شخصا على الأقل، مع إصابة المئات بجروح، على الرغم من أن عدد الإصابات الحالية قد يكون منخفضا بسبب انقطاع الإنترنت المستمر تقريبا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
رصاص محرم دوليا
ونشرت النقابة الطبية السودانية على صفحتها على فيسبوك مساء السبت أن المستشفيات التي تُعالج الجرحى شهدت أدلة على استخدام قوات الأمن الرصاص المتمدد.
تعرف هذه الرصاصات بأنها رصاصات غبية، لكنها تنتشر أو تتمدد عند الاصطدام وتميل إلى إحداث جروح أكثر شدة بخلاف الطلقات العادية، فإطلاق النار على الناس معهم جريمة حرب، وفقا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وقد عبر العديد من المتظاهرين في الخرطوم عن صدمتهم لسرعة رد قوات الأمن بقسوة قائلين "لقد انتظروا حتى وقت لاحق من اليوم قبل أن يحاولوا تفريق المحتجين خلال المسيرات السابقة، بما في ذلك يوم 30 أكتوبر، عندما تم توثيق إقبال مماثل".
ووصفت مي، وهي ناشطة مدنية ومالكة أعمال في الخرطوم، إطلاق القوات المسلحة الرصاص الحي لمدة ثلاث ساعات على الأقل في "شارع 60" في المدينة بينما كانت مختبئة داخل مبنى مجاور.
وأضافت قائلة "في بعض اللحظات، كان الوضع شديد حقا"، واصفة سقوط قنابل الغاز المسيل للدموع في حديقة المبنى الذي كانت تأوي إليه.
وفي الوقت نفسه، تواصلت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في بورتسودان، الشريان التجاري الرئيسي للبلاد، الذي تملكه مؤسسة موانئ البحر، التي يسيطر عليها الجيش السوداني.
وفي أم درمان، اقتحمت القوات الموالية للبرهان مستشفى الأربعين، حسبما أعلنت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم على موقع فيسبوك، حيث اعتدت على الجرحى بالإضافة إلى الطاقم الطبي.
وتطلق العديد من المستشفيات نداءات عاجلة لنقل الدم لمعالجة الإصابات في أم درمان ، بما في ذلك في الأربعين والخرطوم.
وخلال فترة بعد الظهر، قالت قوات الشرطة السودانية على التلفزيون الرسمي إن "ضباطها لم يستخدموا الذخيرة الحية ضد المحتجين، الأمر الذي يتعارض مع التقارير على الأرض".
وذكرت الشرطة أن الاحتجاجات بدأت بشكل سلمي ، بيد أنه تم فيما بعد إصابة 39 شرطيا والهجوم على مراكزللشرطة ، مما أدى إلى القيام باعتقالات.
وقالت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين إن "التظاهرات واجهت قمعا مفرطا باستخدام جميع أشكال القوة بما في ذلك الرصاص الحي في عدة مناطق من العاصمة الخرطوم".
https://www.middleeasteye.net/news/sudan-coup-15-year-old-killed-security-forces-accused-using-expanding-bullets
